تعرف أسعار الخضر والفواكه بأسواق العاصمة، خلال هذا الشهر الفضيل، ارتفاعا مذهلا، ما أدى إلى تذمر واستياء العديد من المتسوقين، لاسيما منهم أصحاب الدخل المحدود الذين عبروا لنا عن تذمرهم من الغلاء الفاحش الذي يتكرر كل مرة بسبب المضاربة وضعف أجهزة الرقابة.. رغم وعود المسؤولين بكسر الأسعار ومن خلال تجولنا عبر عدد من الأسواق العاصمية، اختلفت الآراء وتباينت المواقف حول إقبال المستهلك الجزائري على اقتناء الخضر والفواكه ولمواد الاستهلاكية خلال شهر الصيام، نظرا لتضارب الأسعار التي ارتفعت بصفة جنونية دون خضوع التجار لتشريعات قانونية تسير السوق بصفة عقلانية وموضوعية، وهو ما لم يهضمه أحد المواطنين الذي صادفناه بسوق علي ملاح بساحة أول ماي، مؤكدا أن التجار لا يتقون الله في شهر الرحمة.. فعوض أن يتحلوا بالمسؤولية والأخلاق ويكتفون بهامش الربح العقلاني يبحثون عن تحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب القدرة الشرائية للمواطنين ذوي الدخل الضعيف وحتى متوسطي الدخل، لأن الغلاء يعاني منه الجميع، ناهيك عن التطفيف في الميزان وبيع منتجات لا تستجيب للشروط الصحية والقانونية بسبب عجز فرق الرقابة التي سخرتها وزارة التجارة خلال الشهر الفضيل، والمقدرة بنحو 1500 فرقة، على ضمان أمن وسلامة المنتجات التي يقتنيها المستهلك. ولم يختلف رأي مواطن آخر، التقيناه بسوق محمد بوقرفة ببلوزداد، كثيرا عن سابقه، حيث أخبرنا أن الأسعار هي نفسها منذ سنوات، فسعر البطاطا يفوق سعرها 40 دج، إلى جانب الفلفل الذي يتراوح بين 50 إلى 60 دج والجزر ب 60 دج، مشيرا إلى أنه قبل حلول شهر رمضان كانت الأسعار معقولة وفي متناول شريحة كبيرة من المجتمع، لكنها اليوم تعرف ارتفاعا جنونيا والسبب، حسبه، يعود إلى انعدام القوانين الصارمة والقادرة على ردع تجاوزات التجار.