- أعوان الحماية المدنية يعقمون المقر كإجراء احترازي أغلقت أمس إدارة البريد، أبواب مقر البريدي المركزي، الذي يقع في ساحة المغرب بوسط المدينة، بعد رفض الموظفين، بمختلف المصالح التابعة للمركز، مزاولة نشاطهم المعتاد، بعد تداول أخبار تقول إن وفاة رئيس مصلحة البريد، جاءت بسبب إصابته بفيروس "كورونا" الأمر الذي دفع العاملين بالبريد المركزي، إلى التوقف عن العمل ومغادرة مكاتبهم، فور سماعهم هذه الأخبار غير المؤكدة، ملزمين الإدارة باتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تفشي العدوى وسط الموظفين وحتى الزبائن. وللتحقيق في الأمر، قمنا بزيارة ميدانية إلى البريد المركزي، حيث وجدنا هناك عددا كبيرا من المواطنين، في حيرة من أمرهم، بسبب تعطل مصالحهم، نتيجة غلق أبواب المقر، وعلى حسب قول أحد المواطنين، الذي كان ينتظر إعادة فتح الأبواب، أن العمال بمختلف المصالح رفضوا مزاولة نشاطهم، خوفا من إصابتهم بعدوى فيروس "كورونا"، بعد ورود أخبار عن إصابة زمليهم بالوباء، في حين أشارت امرأة، في العقد السادس، أنها جاءت في وقت باكر، لسحب أموالها، ولكنها تفاجأت بوجود الأبواب مغلقة، حيث حاولت في عدة مرات، معرفة سبب هذا الغلق، ولكنها لم تتحصل على إجابة مقنعة، الأمر الذي جعلها في حيرة من أمرها، خصوصا وأنها وجدت صعوبة في سحب أموالها، في مراكز بريدية أخرى، بسبب الضغط والازدحام، وحتى ندرة السيولة النقدية. خبر وفاة رئيس المصلحة، بفيروس "كورونا"، والذي لم يتأكد لحد الساعة، انتشر ليس فقط لدى الزبائن الراغبين في قضاء حوائجهم من البريد، وإنما حتى لدى المارة، بساحة المغرب الذين وجدناهم في حيرة من أمرهم، بسبب هذه الأخبار غير المؤكدة، مضيفين أن الوضع خطير، ولو لم يكن كذلك، لما رفض موظفو البريد المركزي العمل، بعد وفاة زميل لهم معروف بأخلاقه الطيبة، وخدماته الكبيرة التي قدمها طيلة مسيرته المهنية، وبالموازاة، فقد التمسنا خوف شديدا لدى العديد من الموظفين، الذين أكدوا على ضرورة التعجيل باتخاذ التدابير اللازمة، للوقاية من هذا الفيروس، لاسيما أن البريد المركزي، يستقبل يوميا مئات من المواطنين من كل حدب وصوب. وقد لاحظنا خلال تواجدنا بداخل البريد المركزي من الباب الخلفي، الذي كان مفتوحا تواجد عناصر من الحماية المدنية، الذين كانوا حاضرين بزيهم الرسمي، وقاموا بتعقيم مقر البريد المركزي، وهذا تفاديا لأي طارئ، ومحاصرة الفيروس والقضاء عليه، قبل أن يتفشى ويصيب الكثير من الموظفين والمواطنين، وهي المبادرة التي ثمنها عمال البريد المركزي، الذين كانوا في حالة نفسية مضطربة، وقلقين من الزيادات الأخيرة التي عرفتها حالات الإصابة بفيروس "كورونا" وحتى الضغط الذي تشهده في الآونة الأخيرة، مختلف المؤسسات الاستشفائية، التي تقوم بعلاج "كورونا"، حيث أكدت لنا موظفة تحدثنا معها رفضت الإفصاح عن اسمها، بأنها حزينة على وفاة صديق لها، معروف بخصاله الطيبة، وأخلاقه الحميدة، ولكن ما أثار مخاوفنا هو تداول أخبار غير مؤكدة عن إصابته بالعدوى، وإذا تأكد الخبر فإنه من الممكن أن يكون الفيروس، قد انتشر وتفشى بين الموظفين، ونحن لا نعلم ما قد يؤدي في الأخيرة، إلى وقوع موظفين ضحية لهذا الوباء الخطير، وهو ما لا تمنته صراحة. وفي سياق متصل طالب موظف آخر من المصالح الصحية المعنية، بإجراء تحاليل على عمال البريد لمعرفة ما إذا أصيب العمال بالفيروس، وهو ما من شأنه طمأنة الطاقم العامل والسيطرة على الفيروس قبل تفشيه. وبالموازاة أوضح مصدر مسؤول من إدارة البريد المركزي، أن العمال رفضوا مزاولة نشاطهم، بعد تداول أخبار تفيد بوفاة رئيس مصلحة البريد (ي. ز) متأثرا بفيروس "كورونا"، لكن يضيف مصدرنا أن الخبر غير مؤكد وغير رسمي، دون ذكر تفاصيل أخرى، لكن مع هذا فإدارة البريد، اتخذت احتياطات استعجالية والمتمثلة، في التعقيم والتطهير لمختلف المصالح التابعة للبريد المركزي، علما أنه ومنذ بداية الجائحة العالمية "كوفيد 19"، فإن الإدارة قامت بعدد من الحملات التعقيم والتطهير، داخل مصالح هذا الهيكل الخدماتي تفاديا لانتشار الفيروس.