تحدثنا كثيرا عن الجيش الأبيض و رافعنا له و ذدنا عنه ..و هذا حقهم و واجبنا نحن حيالهم ...لكن ذات الحقّ أيضا يحملنا لإنصاف جيش آخر أصيب عدد من جنوده بالفيروس و هم حاليا يصارعون المرض بعد أن نالت منهم العدوى و هم في مهمة الدفاع عن هذا الجيش الأبيض يتتبعونه و ينقلون تفانيه في العمل ومعاناته ، و في مهمة الدفاع عن المصابين أيضا و مدى مغالبتهم للمرض و مقاومتهم له .. نزلوا إلى الشارع و تقدموا الحملات ضد الفيروس و الوباء القاتل ..هم صحفيون و إعلاميون لم يخافوا و لم يهابوا و لم يتراجعوا إلى الوراء لأنهم يملكون قلما حرا متشبعا بالضمير المهني و حب الوطن ..قلماً وُجِد لإحقاق الحق و إزهاق الباطل متى اقتضت الضرورة ذلك ... و أنا بهذا الطرح لا أقصد لفت انتباهٍ لنفسي بل لزملاء مخلصين غامروا بحياتهم و قامروا بها .. اجتهدوا منذ اللحظات الأولى لبداية الجائحة و هم يسعون جاهدين لنقل المعلومة الصحيحة للمشاهد أو المتلقي أو المستمع ...توكلوا على الله و أخذوا كافة احتياطاتهم الوقائية ...لكن شاءت الأقدار أن تنتقل إليهم العدوى من مريض زاروه بالمستشفى ،أو من ضيف استقبلوه بالأستوديو..أو من سائل يبحث عن من يصغي له و يأخذ بيده ....أو من خلال حملة تحسيسية أو حصة توعوية نظموها لغرض مدّ النصح للمواطن بما له وما عليه لتحصين نفسه و التقليل من عدد الإصابات و محاصرة الوباء و حماية الصحة العامة للجميع .. و ما حزّ في نفسي أنّ معاناة أبناء مهنتي لم تحظ بالاهتمام المرجو و لم يسمع أنينهم أحد، ,.. وعانوا هم أيضا من غياب تحاليل الكشف عن فيروس كورونا و طول مدتها و أمور أخرى كثيرة... زملاؤنا اليوم ،و الحمد لله يتماثلون للشفاء ، هم بحاجة إلى مساندة نفسية ومساعدة معنوية و كلمة طيبة .. كانوا في مقدمة الصفوف و هم ضحايا أيضا .. أفلا يستحقون لقب " جنود القلم " فاللهم شافهم وعافي جميع المصابين