تشهد الجزائر مع قدوم موسم الصيف كل سنة انتشارا واسعا لحرائق الغابات التي تلتهم مئات الهكتارات من الثروة الغابية كل عام عند ارتفاع درجات الحرارة ،و قد تسببت حرائق الغابات عبر مناطق الجزائر في فقدان الثروة الغابية و تضرر البيئة والمحيط من تلك الحرائق و نقصان في مساحات الغطاء النباتي التي تتميز بها مناطق الوطن و تعتبر الرئة التي تتنفس بها الطبيعة ،و ككل سنة تتجند مصالح حماية الغابات والحماية المدنية لمواجهة موجة الحرائق المندلعة هنا وهناك مما يساهم في ارتفاع درجات الحرارة و موجة حر لا تطاق ، ويبقى المشكل الحقيقي في قلة وعي المواطن الذي كثيرا ما يتسبب في تلك الحرائق جراء لامبالاته و استهتاره بإجراءات السلامة والمحافظة على الغابات التي كثيرا ما كانت تمثل فضاء للنزهة والاستجمام تقصدها العائلات لتنفس هواء نظيف بعيدا عن هواء المدن الملوث، لكن مع الأسف الشديد يقف المواطن في قفص الاتهام حيث يسبب الحرائق المهولة للغابات وضياع تلك الثروة التي لا تقدر بثمن ،كما أنه من جهة ثانية يقطع الأشجار لاستغلال خشبها غير منتبه لأهمية الغابة والأشجار و دورها في المحافظة على التوازن البيئي من أشجار وحيوانات ،و من هذا المنطلق أصبح من الضروري والحيوي أيضا تشديد إجراءات حماية الغابات و العقوبات المفروضة على المتسببين فيها بدعم جهاز حراسة الغابات بالأعوان والحراس خاصة في أشهر الصيف الحارة التي يسهل فيها اندلاع بؤر النيران و اتساع رقعة الحرائق هذا من جهة ،لكن يبقى العامل البشري جد مهم حيث يعتبر المواطن مسئولا عن الحرائق من خلال سلوكات وتصرفات مضرة بالغابة يأتي على رأسها الإهمال و ترك النار مشتعلة فيها بعد قضاء يوم استجمام فيها ، ورمي أعقاب السجائر و غيرها فالأمر يستدعي وعيا و حسا حضاريا لحماية بيئتنا من اجل صحتنا وصحة محيطنا على اعتبار أن الحرائق تلوث الهواء مما ينعكس سلبيا على صحة الناس ،كما أن التهام النيران لمساحات الغابات الخصبة يخلف مناطق جرداء تضطر الجهات المعنية إلى إعادة تشجيرها .