تشهد مناطق عديدة من الجزائر في هذه الأيام موجة حرائق غابات خطيرة، خاصة منطقة قسنطينة التي التهمت النيران فيها مساحات معتبرة من الغابات، وقد تابعت وسائل الإعلام الحريق الذي شب في منطقة جبل الوحش في قسنطينة منذ يوم الخميس وتواصل طيلة يوم أول أمس 2 أوت، وقد جندت وسائل ضخمة للسيطرة على هذا الحريق واستمرت عمليات الإطفاء الليل كله من ليلة الجمعة إلى السبت، ويعتبر هذا الحريق من أضخم الحرائق التي تشهدها المنطقة، وأمام مثل هذه الكوارث يبقى الحذر مطلوبا والالتزام بتعليمات الوقاية من الحرائق والمحافظة على الغطاء النباتي لبلادنا من الواجبات التي يجب أن يجتهد في أدائها جميع المواطنين لأهمية الغابة و تأثيرها الصحي على الإنسان فهي توفر الظل و الهواء النقي والأخشاب كما أنها مكان لحياة الحيوانات فمن غير المعقول أن يتهاون الإنسان عن وعي أو غير وعي في المحافظة على بيئة سليمة ونظيفة في الغابات. إنه لا يجهل أي واحد منا أهمية الغابات في الحماية من عناصر التلوث القاتلة الذي أصبحت مدن كثيرة من العالم تعيش فيه يوميا، وبالنسبة لبلادنا فإن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بمساحات واسعة وشاسعة من الغابات في كل مناطق الجزائر تتميز بتنوع غطائها النباتي لكن قلة الوعي وكذا الإهمال واللامبالاة قد أسهمت في تهميش قطاع الغابات، وعدم الاهتمام بها كفضاء للحياة . كما يستغلها البعض لقطع الأشجار واستغلال خشبها و يشترك معظم زوار الغابات في تصرفات مضرة بهذا الفضاء ،و هي ترك النيران مشتعلة بعد قضاء يوم استجمام فيها، ويخلفون وراءهم بقايا الأكل ،و لا يهتم الكثير من المدخنين بإطفاء بقايا السجائر التي كثيرا ما تتسبب في اندلاع بؤر للحرائق هنا وهناك هذا كله فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف التي تنتج عنها الحرائق(...). والحال هذه يظل أدنى ما يطلب من المواطنين الذين يزورون الغابات و الذين يقيمون بالقرب منها أن لا يتسببوا في إهدار الثروة الغابية و احتراق الأشجار التي يتطلب نموها سنوات كثيرة وهذا هو دور الجمعيات المدافعة عن البيئة التي تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الغطاء النباتي الذي يلعب دورا هاما في التوازن البيئي، وذلك عبر التوعية والتحسيس الدائمين دون كلل أو ملل.