- «ما عايشته كاد أن يحطم مشواري» - «كنت على وشك الإحتراف في البرتغال لولا جشع مسيري الجمعية» - «العوفي سالم أبعدني عن الأكابر لأنني لم أرضخ لمساوماته» - «إخترت السنافر من أجل المدرب عمراني» كشف اللاعب السابق لجمعية وهران بغداوي محمد والمنضم إلى فريق شباب قسنطينة قبل بضعة أيام بعقد يمتد لثلاثة سنوات أن سبب رحيله عن «لازمو» هو مسيري الفريق والمدرب العوفي سالم، مؤكدًا أن الظروف التي تحيط بالنادي جد متعفنة لدرجة أن الجميع يريد المغادرة حتى لو كلفه ذلك التنازل عن مستحقاته المادية مثلما فعل ، على حد قوله. خريج مدرسة نادي السلام لبلدية سيدي معروف الذي نزل ضيفًا على جريدة «الجمهورية» كشف عن عدة أشياء عايشته طيلة الفترة الأخيرة التي قضاها بفريق جمعية وهران، والذي قال أن إسم المدرسة سقط عنه. كما كشف بغداوي أيضًا عن حيثيات قضية العرض الذي وصله من نادي ينشط في الدرجة الثانية بالبرتغال، متهما مسيري الجمعية بعرقلة إجراءات تنقله في آخر لحظة عندما كان يهم بالتوجه إلى المطار وهو ما جعله يرفض بعدها تجديد عقده حيث تفادى - حسبه- سيناريو بوطيش. أولا نشكر لك تلبيتك لدعوة «الجمهورية»، وزيارتك لمتحف الجريدة.. ^ بل بالعكس فمن دواع سروري ان أزور هذا المنبر الإعلامي القيم على مستوى الجهة الغربية، فأنا جد ممتن لهذه الدعوة التي جاءت بعد يومين عن رسم وجهتي الجديدة في مشواري الكروي... تعاقدت مع شباب قسنطينة بعقد يمتد إلى 3 سنوات، كيف كانت الإتصالات ؟ ^ أمضيت على عقد احترافي مع شباب قسنطينة بعدما اتصل بي رجراج قبل فترة وطلب مني أن أنضم ، حيث كان مطلعا على الظروف التي كنت أعيشها بجمعية وهران، وطالب مني ان أتريث لغاية أن تتضح الرؤية بالنسبة للموسم الرياضي الحالي، في المقابل إشترطت أن يكون هناك مدرب يراعي الكفاءات الفردية وأن يكون عادلاً وليس جشعًا، حيث أبلغني ان المدرب القادم لفريق «السياسي» سيكون عمراني، وهو ما جعلني أوافق مباشرة دون تردد وأنتظر بفارغ الصبر حتى يتقرر مصير الموسم المنصرم، وفعلا تم الإتفاق وبالتالي التوقيع على العقد، كما حفزني كثيرًا بن عيادة على التوقيع، ولا يعد الإتصال بيني وبين رجراج الأول، بل سبق وان عرض علي في الموسم المنصرم أن أنضم إلى شبيبة الساورة عندما كان هو يعمل بهذا النادي لكن الظروف منعتني... هل سبق لك العمل مع المدرب عمراني الذي قبلت العرض بمجرد علمك أنه سيكون مدربا لشباب قسنطينة ؟ ^ لا لم تكن لي أي علاقة مع المدرب عمراني لكنني سمعت عنه الكثير، فهذا المدرب وضع بصمته وساهم في تطور مستوى المواهب الشابة أينما عمل، حيث مع عمراني لا يظلم عنده أحد، كما ان المشروع الرياضي الذي عرضه علي رجراج يتناسب وأهدافي الشخصية، فانا أحبذ المغامرات والإثارة وكذا الأهداف التي تزيد من مستواي، عندما يتكلم معك مسؤول عن أهداف الفريق التي في الأساس تصب في مصلحة اللاعب، تشعر وكأنك في ناد محترف يرجى منه ان يكون في القمة، هذه الأمور لم أشعر بها مع مسيري جمعية وهران. بفضل جمعية وهران تمكنت من الولوج إلى قسم النخبة ، لكنك تبدو مستاء من الأيام التي قضيتها مع الفريق لماذا ؟ ^ جمعية وهران كانت في السابق مدرسة يتغنى بها الجميع، وغالبًا ما تخرج منها أسماء صنعت امجاد أندية جزائرية عريقة، لكن لقب المدرسة أسقطه «التبزنيس» الممارس من طرف مسيري الفريق وحتى المدرب العوفي الذي كاد ان يحطم مشواري الرياضي مثلما فعل مع الكثيرين، في فريق لازمو لا يتم التعامل على حسب الكفاءات الفنية وإنما على المساومة، فإذا كنت تحت رحمة المدرب وتجعل منه مناجيرًا لك لا بأس عليك، وإن رفضت فإنك ستعيش في المدرجات طيلة الموسم ولن تلعب أي مباراة حتى ولو كنت «نيمار»، سياسة المساومة المنتهجة في «لازمو» هي من جعلت منه ناد محطم ماديًا وحتى معنويات اللاعبين منهارة، وانتظروا مغادرة جماعية للاعبين من الفريق، فلا أعتقد ان أحد يريد البقاء للعمل مع هؤلاء المسيرين إلا في حالة مغادرتهم. لكن هذا المشكل اشتكى منه البعض حتى قبل مجيء العوفي، ما قولك ؟ ^ لا بل بالعكس نعلم جميعًا ان مشكلة الفريق هي المصادر المادية، لكن لو تكلمنا على ما تحتوي عليه جمعية وهران من كفاءات فلا يسعنا المجال للكلام، إلا اننا لا نسمع عن هذه الكفاءات عندما تبرز مع فريق الأكابر، حيث يتم تهميشها لأنها لا ترضخ لمساومات بعض مسيري الفريق الذين يشترطون مقابلا ماديا في أي صفقة تعقد أو عقد يمضى، وأذكر الكثير من اللاعبين توقف مشوارهم الكروي بسبب هذه الممارسات ولا أريد أن اذكر أسمائهم لان أنصار «لازمو» والجميع بوهران يعرف ويعي ما أنا بصدد الحديث عنه ، وقبل مجيء العوفي عملنا مع المدرب زغدود، هذا الأخير صنع منا مجموعة متماسكة أفسدتها بعض الكوادر الذين تم التعاقد معهم، بعدما اكتشفوا ان الإدارة عاجزة عن الإلتزام بوعودها فتأثرت معنوياتهم وقل تركيزهم، ولكن زغدود واصل العمل مع الشباب لتبرز عدة أسماء على غرار شنافة وكروم والكثيرون، صراحة مع زغدود فجرت إمكانياتي رغم معاناتي من المضايقات التي كانت لدرجة أن البعض قام بزرع الفتنة بيني وبين اللاعب ميباركي. سمعنا عن مساعي الإدارة لتمديد عقدك، لكنك في كل مرة كنت ترفض، هل لنا بمعرفة الأسباب ؟ ^ سبب رفضي تجديد عقدي هو أن مسيري جمعية وهران حطموا فرصتي للإحتراف خارج الوطن بسبب جشعهم وطمعهم، حيث وصلني عرض من فريق ينشط بالقسم الثاني في البرتغال، وذلك أثناء مشاركتي رفقة المنتخب الوطني للأواسط في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتراغونة الإسبانية، وقد تفاوضت مع مسيري هذا النادي الذين وافقوا على جميع الشروط المقدمة من طرفي بما في ذلك إستفادة فريق «لازمو» من عائدات مالية كحقوق تكويني، وقد اتصلت بالمناجير هواري بن عمار الذي شرحت له جميع الأمور، ليطمئنني بأن تتم الصفقة بكل سهولة دون تعقيدات، حيث طلب مني رقم هاتف مسؤول النادي البرتغالي، ومن جهتي تلقيت تأشيرة دخولي للأراضي البرتغالية وجهزت كل الأمور للسفر، لكن الذي حصل هو أنني تلقيت اتصالا من رئيس النادي البرتغالي الذي أكد لي أن الصفقة لن تتم، والسبب هو المطالب التعجيزية لمسيري جمعية وهران، حيث قال لي: «مسيروك إشترطوا علي مقابلا ماديا كافيا لأجدد به فريقي بالكامل وليس لاعبًا لم يبلغ سن ال 18، آسف فقد أعرضت إدارتي عن إتمام هذه الصفقة ونتمنى لك حظا موفقا في مشوارك الرياضي» ، حينها صُعقت لأتصل مباشرة بالمناجير لأستوضح الأمر لكنني لم أجد تفسيرات مقنعة، والأمور كانت قد حسمت ومنذ ذلك الوقت قررت أن أغادر جمعية وهران بمجرد انتهاء عقدي، وهو ما حصل. هل صحيح تم التفاوض معك مجددا ؟ ^ نعم حاولوا التفاوض معي حتى أجدد عقدي في جانفي الماضي، كما أكدوا لي بأن المدرب العوفي سيتم تسريحه من الفريق وأنني سألعب بانتظام، ولكن لمحاسن الصدف حدثت قضية بوطيش، حيث وقفت على الكيفية التي تعامل بها مسيرو الجمعية معه والطريقة التي اضطر على إثرها إلى دفع ما لا يقل عن 500 مليون مقابل تسريحه، وخشية ان ألقى المصير نفسه رفضت التوقيع لتتم معاقبتي بإنزالي إلى الرديف حتى أرضخ، وفي الفترة نفسها تلقيت عرضا من ناد تونسي أوفد مسيروه لمتابعتي في إحدى لقاءاتي، وبمجرد ان وصل الخبر لمسيري الجمعية طلبوا من العوفي عدم إستدعائي، وما هذه إلا عينة صغيرة مما عانيته في فريق الجمعية جراء جشع مسيريها ومدربها. هل تشعر بالتحرر من القيود الآن بعد مغادرتك للفريق ؟ ^ نعم تحررت من مسيري الجمعية ومن المدرب العوفي الذي لولا صيغته المنتهجة لكان أحسن مدرب في الجزائر فتصرفاته لن تسمح له بالنجاح لأنه يحمل عقلية المدرب والمناجير في آن واحد، وعند اختياري شباب قسنطينة فأنا اخترت المدرب وليس الجانب المادي، وعلى ذكر الجانب المادي أعلم مسيري الجمعية أنني سأتنازل عن مستحقاتي المادية ولست بحاجة إليها، فنحن ميسوري الحال والحمد لله، حتى والدي الذي له أيضًا أفضال علي حرمته من دخول ملعب بوعقل لمتابعتي حتى لا يتأثر مما كنت اعانيه من ضغوطات. قلت بأنك تلقيت عروضا كثيرة، وآخر الأخبار كانت تشير إلى قربك من شبيبة القبائل وقبلها النجم الساحلي، أ لم يكن هناك شيء من مولودية وهران ؟ ^ مدرب شبيبة القبائل لا أعرفه وخشيت ان أتعرض لما عشته مع مدرب الجمعية ، اما النجم الساحلي فقد عرضوا علي أن أمضي على عقد ضمن فريق الرديف مبدئيًا لكني رفضت، وفيما يخص مولودية وهران فقد تواصلت مع زوبير واسطي الذي عرض علي تقمص ألوان مولودية وهران، ثم كان بيني وبين الطاهر شريف الوزاني حديث عبر الهاتف، وعرض علي تقمص ألوان الحمري. وهل رفضت ؟ ^ كيف لي ان أرفض الفريق الذي نلت معه أولى الألقاب الوطنية ، فقد فزت بلقب البطولة الوطنية وكأس الجمهورية مع الحمراوة في صنف الأصاغر والأشبال عند المدرب توهامي، وكنت رفقة فريفر في نفس الفريق، لكني أخذت بالإعتبار ما يعيشه زميل دربي في الوقت الحالي فالوضع لا يحفز على خوض تجربة بالمولودية، اندية وهران ليست متاحة لأبناء المدينة بفعل المحيط المتعفن لأنديتها، فقد مررت على عدة فرق من أكاديمية ليزمو إلى جمعية وهران وكنت محظوظًا ان يشرف علي مدربين مثل توهامي أحمد بلحاج، كادوس، بوعزة الذي نلت معه كأس الجمهورية ، فاضل، فؤاد وكادي وحتى في المنتخب الوطني فقد أشرف علي إبن مدينة سعيدة المدرب القدير شيخ بن عودة. لو لم تكن لاعبًا لكرة القدم، ما هي الوجهة التي كنت ستأخذها ؟ ^ أستاذ جامعي، وأنا حاليًا في السنة الثانية في الجامعة في تخصص الرياضيات والإعلام الآلي، وهذا رجاء والدتي التي أرادتني أن أنهي مشواري الدراسي وقد وفقت بأن ألبي هذه الرغبة. لك المجال لختم الحوار ... ^ دعني أولا أناشد انصار جمعية وهران وأطالبهم بأن لا يتركوا الفريق بيد هؤلاء لأن ناديهم في طريقه للزوال، «الأزيميست» يعرفون جيدًا ما أقول وغالبيتهم من أبناء المدينة وذوي مستوى حضاري لا بأس به، وعليهم أن لا يرفعوا الراية البيضاء، كما اتمنى ان أوفق في مشواري الرياضي مع فريق السنافر.