رحلت فجر يوم 14 ديسمبر 2020، عن دنيانا الزائلة إلى مَلكوت الرحمن ورحمته الكاتبة والأديبة المَصرية منار حسن فتح الباب بعد وعكة صحية ألمت بها، هذا ما أعلنه زوجها الإعلامي السيد طارق حسن على صفحتها الشخصية في الفضاء الأزرق. الأديبة مَنار حسن فتح الباب، صاحبة "مملكة الفراشات" واحدة من أهم الأسماء الأدبية، كتبت في مجال الشعر والقصة وأدب الطفل، كما عملت في الحقل الثقافي بوصفها رئيسة تحرير في قناة النيل الثقافية، وهي مُتحصلة على شهادة الليسانس من جامعة وهران، ثم شهادة الماجستير في النقد الأدبي الحديث، من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس سنة 1994، وقد أشرف على رسالتها الأستاذ والناقد المصري المعروف صلاح فضل. لم ألتق بالصحفية والأديبة المصرية الأستاذة منار حسن فتح الباب على صعيد الواقع، لكني عرفتها من خلال مناقشات وحوارات أدبية وفكرية جمعتنا في الفضاء الافتراضي، حوارات مُفعمة بالحنين للأيام التي قضتها في الجزائر، وخصوصا مدينة "وهران." مكان إقامتها. عَاشت منار مع عائلتها في مدينة وهران مدة عشر سنوات، حيث عمل والدها أستاذا جامعيا، في حين عملت والدتها أستاذة للموسيقى في معهد تكوين الأساتذة. وفي جامعة وهران تحصلت على شهادة الليسانس، الأمر الذي جعلها تحن على الدوام للجزائر ووهران. كان أملها على الدوام أن تقف على شواهد أيام وهران، في البيت والحي الذي سكنته، في الطرقات والشوارع التي عبرتها، في الجامعة، من خلال اللكنة الجميلة لأهل وهران، فقد كتبت لي ذات مرة، حينما علمت أنني خريج الجامعة نفسها: "تشدني الجذور، وأنوي زيارة وهران "قلبي الصغير." والدها الشاعر والأديب الدكتور حَسن فتح الباب (1923- 2015)، واحد من قامات الشعر والنقد الأدبي في العصر الحديث، عمل الدكتور حسن أستاذا للقانون الدولي والعلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة وَهران، له مؤلفات عديدة في مجالات متنوعة على غرار الشعر الذي ألف فيه 17 ديوانا، النقد الأدبي، المسرح، أدب الرحلة، السيرة الذاتية، التاريخ...). ومِثال ذلك؛ في الشعر ديوان " عيون منار" (1971)، " مواويل النيل المهاجر" (1987). في السيرة الذاتية: أسمي الوجوه بأسمائها (1997)، في أدب الرحلة " تنويعات على لحن السندباد " (2001). كما كتبت في الحضارة والعقيدة " مقومات القيادة الإدارية في الإسلام " (1962)/ مقومات السفراء في الإسلام (1970)/ على طريق الهجرة (1971) ، القيم الأخلاقية والإنسانية في الغزوات (1971.، وكان الدكتور حَسن فتح الباب مُحبا للجزائر، عاشقا لوهران، لذلك ساهم في تَطوير الحركة النقدية في الجزائر من خلال كُتب ومقالات عرّفت بالشعر الجزائري وأبرزت إلى العَلن أهم وجوهه، حيث كتب" شعر الشباب في الجزائر بين الواقع والآفاق" 1985،" شاعر وثورة (عن أبى القاسم سعد الله رائد الشعر الحر بالجزائر) (1986)/ مفدي زكريا، شاعر الثورة الجزائرية (1997)/ محمد العيد آل خليفة شاعر الجزائر – (2002) ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر (2005، أصدرت الأديبة منار حسن فتح الباب عدة مَجموعات قصصية أبرزها "لعبة التشابه" (1993) و«القطار لا يصل إلى البحر" (2000)، "ظلال وحيدة" (2013) . وفي أدب الطفل كتبت مجوعة قصص للأطفال بعنوان "أحلام صغيرة" (2005) ، إضافة إلى رواية للناشئة والطفل بعنوان "مملكة الفراشات" (2014)، أما في مجال الإبداع النقدي فقد أصدرت كتاب "الخطاب الروائي عند غسان كنفانى، دراسة أسلوبية (2003(