احتفت وهران بمسرح عبد القادر علولة، بالأديبة والشاعرة عمارية بلال المعروفة ب»أم سهام»، التي قال عنها الروائي الكبير واسيني لعرج «ماذا تساوي وهران بدون وردتها الجميلة، الشاعرة الرقيقة عمارية بلال (أم سهام)، التي تمنح بسخاء محبتها وطيب روحها لكل محبي وهران». كرمت مدينة وهران، في الطبعة السابعة للفعالية الأدبية «شموع لا تنطفئ»، الأديبة عمارية بلال، بمشاركة كوكبة من الشعراء والروائيين من مختلف ولايات الوطن، على غرار الشاعر حميدة سالم من الجلفة، عقيل عزوز من عين وسارة، نادية العياطي من تلمسان، زهرة مبارك من ولاية تيارت، عيسي مزوار من معسكر، حبيب مونسي من سيدي بلعباس. في هذا السياق، قدم الأستاذ عامر مخلوف من ولاية سعيدة مداخلة تحت عنوان «أم سهام حضور أدبي دائم»، على مستوى قاعة متحف السينما بوسط المدينة. كما تم أيضا تقديم مداخلة أخرى حول «نضال امرأة من الزمن الجميل»، إضافة إلى تنظيم عملية بيع بالتوقيع «لإصدارات أدباء وهران»، فيما خصص صباح اليوم الثالث والختامي لهذه الفعاليات التي أسدل السار عليها أمس، بتنظيم جولة سياحية لفائدة ضيوف الملتقى، علاوة على تنظيم قراءات أدبية وتوزيع الشهادات على المشاركين. ولدت الأديبة والشاعرة أم سهام في بداية العقد الخامس من القرن الماضي بمدينة وجدة في المغرب الشقيق، وهي من عائلة بلال العريقة بمدينة ندرومة من ولاية تلمسان. اسمها الحقيقي هو عمارية بلال، أما أم سهام فهو الاسم الذي عرفت به، وقد تبنته بطريقة عفوية، حيث كانت تربطها علاقات محبة واحترام بعائلة سورية، وكانت تناديها في مخاطبتها أم سهام، باعتبار أن سهام هو اسم ابنتها التي اختارت مهنة الطب، كما أن لها ابن دكتور وأستاذ جامعي في الإعلام الآلي. درست عمارية في العديد من المدن، كوجدة المغربية وبشار، قبل أن يستقر بها المقام بوهران، حيث أتمت دراستها الجامعية وتخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية عام 1973، اشتغلت أستاذة في التعليم الثانوي، كما لها العديد من الإصدارات في الشعر والقصة القصيرة والرواية منها، دواوين شعر «زمن الحصار» و»زمن الولادة» منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشقسوريا 1989، وضع له المقدمة الأديب والمؤرخ المرحوم د.أبو القاسم سعد الله ،»أميرة الحب» عن دار الغرب سنة 2003، مترجم للغة الفرنسية من قبل الشاعرة نفسها، «حكاية دم»، «فتح الزهور»، «شاهدة على العصر»، «أبجدية نوفمبر»، «ترنيمات على بوابة ندرومة»، «اغتيال الفجر» والمجموعة القصصية «الرصيف البيروتي» الصادرة عن المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1986. و»من يوميات أم علي» عن المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر، 1990، تضم 10 قصص، من تقديم د.حسن فتح الباب. كما عرفت للأديبة والشاعرة إسهامات في الصحافة الأدبية، سواء داخل الوطن أو بعدد من البلدان العربية على مصر وسوريا ولبنان، لكن بدايتها كانت في جريدة «الشعب»، ثم جريدة «الجمهورية» في ملحقها الأسبوعي النادي الأدبي، حيث شاركت في أغلب الأركان والملفات بجانب نخبة من الكتاب والأدباء والمواهب الشابة داخل الوطن وخارجه، وقد التزمت بركن خاص بها، وهو ركن مع المجلات من فيفري 1986 إلى مارس 1987 بدون انقطاع، بحيث كان هذا الركن همزة وصل بين ما ينشر هنا وهناك مع تنوع الطرح . إلى جانب مساهمتها في مجال الكتابة النقدية والدراسات الأدبية، كتبت دراسة تحت عنوان «شظايا النقد والأدب»، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، وترجمت المجموعة الشعرية لإنصاف عماري عثمان «سمراء النيل» من العربية للفرنسية، وترجمت إلى جانب الأستاذ حسين ديب كتاب «مفدي زكريا شاعر مجد ثورة» لمؤلفه المرحوم بلقاسم بن عبد الله، عن دار القدس العربي 2014. كما تعتبر الشاعرة والأديبة أم سهام، عضو فعال في اتحاد الكتاب الجزائريين واتحاد الكتاب الدولي فرع وهران، وهي أيضا عضو بمؤسسة مفدى زكريا.