لا يزال الغاز المنبعث من المدفآت وسخانات الماء يحصد أرواح الأبرياء من الكبار والصغار الذين يبحثون عن الدفء في عزّ الشتاء غير آبهين بمخاطر هذا القاتل الصامت الذي يكفي أن تغفل عن اجراءات الوقاية منه لتكون فريسة سهلة له . ورغم حملات التوعية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بمختلف ولايات الوطن بخطورة الغاز و ضرورة عدم الاستهتار بإجراءات الوقاية منه والاستعمال العشوائي لأجهزة التدفئة الرديئة والمغشوشة والمعروضة بأثمان رخيصة تستقطب الزبائن إلا أن الأرقام المسجلة سنويا خلال موسم البرد تبقى مقلقة للغاية وتستدعي الحيطة والحذر من قبل المستهلك والصرامة والردع من قبل السلطات المعنية بمراقبة الجودة وقمع الغش لوضع حد لجشع بعض التجار الذين يبحثون عن الربح السريع حتى ولو كان على حساب أرواح الأبرياء. * من المسؤول؟ و في كل مرة نتحدث فيها عن ضحايا القاتل الصامت تعود أصابع الاتهام لتوجه إلى التجار والمصنعين و حتى الحرفيين ممن يمتهنون حرفة الترصيص حتى مصانع أجهزة التدفئة المشغلة بالغاز الطبيعي لم تستثن من الاتهامات بحجة عدم التزامها بمعايير الأمن والسلامة المعمول بها في تصنيع مثل هذه التجهيزات أما أولئك المستوردين فمسؤوليتهم تكمن في اقتنائهم للأجهزة الرديئة والمغشوشة خاصة تلك القادمة من آسيا حسب العارفين في هذا المجال ناهيك عن التركيب غير الصحيح لهذه الأجهزة و استعمال الاكسورات الرديئة التي لا يمكن أن تتحمل درجة الحرارة أو تركيبة الغاز وغياب المراقبة الدورية لشبكة الغاز في المنازل والتأكد من مدى التزامها بمعايير الأمن والسلامة، ونشير هنا إلى الحرفيين الممتهنين لحرفة الترصيص والذين قد يفتقدون إلى الضمير بعيد عن الاحترافية. * أزيد من 200 وفاة واسعاف 687 شخصا خلال 2020 و مع انخفاض درجة الحرارة تتجنّد مصالح الحماية المدنية للتدخل لإسعاف ضحايا الغاز الذين يلقون حتفهم بسبب استنشاقهم غاز أحادي أكسيد الكربون، حتى أصبحت حوادث الموت بالغاز المحترق تتصدر مهام ذات المصالح و تنشر يوميا بالجرائد حيث لا يمر يوم حتى تطالعنا الصحف بعمليات إسعاف المختنقين بالغاز ناهيك عن إبادة الأشخاص من مختلف الأعمار و من الجنسين قد تصل في الكثير من الأحيان إلى إبادة اسر بكامل أفرادها همهم الوحيد أنهم ارادوا أن ينعموا بدفء هذه الأجهزة " القاتلة". وحسب الأرقام المستقاة من لدن مصالح الحماية المدنية أن الضحايا الذين هلكوا بسبب استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون خلال سنة المنصرمة تجاوز عتبة 200 ضحية كما تمكنت ذات المصالح من إسعاف 687 شخصا خلال عمليات تدخل قامت بها في نفس الفترة ، وهو الرقم الذي عرف تزايدا مقلقا . * المدفآت وسخانات المياه المغشوشة السبب الرئيسي للمآسي وترجع تحقيقات مصالح الحماية المدنية التي أجريت بأماكن وقوع مثل هذه الحوادث المنزلية الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الوفاة أو الإغماءات إلى استعمال أجهزة التدفئة وسخانات دون مراعاة أدنى المعايير الملائمة اللازم توفرها تتقدمها ضمان التهوية بالبيوت خاصة خلال البرد القارس والانخفاض الكبير لدرجة الحرارة وتساقط الثلوج .