- الأطباء يحذرون من عدم احترام تدابير الوقاية رغم التعليمات الصارمة التي فرضتها، اللجنة الولائية للتدابير الوقائية من فيروس «كورونا» والجهود الكبرى التي تبذلها السلطات والجيش الأبيض، لتجاوز الأزمة التي تمر بها ولاية وهران على غرار باقي الولايات لمواجهة الجائحة، إلا أن الاستهتار والتراخي في التقيد بالإجراءات الوقائية عاد من جديد، وهو ما وقفت عليه جريدة «الجمهورية» في جولة استطلاعية عبر العديد من المرافق الخدماتية، لاسيما ما تعلق بالأسواق اليومية على غرار: سوق المدينة الجديدة والصديقية والحمري وحي الصباح. حيث تعتبر هذه الأسواق، فضاءات تستقطب الكثير من المواطنين يوميا القادمين من مختلف مناطق الولاية، إذ يفضلون اقتناء حاجياتهم منها، وخلال جولتنا لاحظنا الغياب شبه التام للتباعد الجسدي بين الزبائن وغياب ارتداء الكمامات باستثناء القليل من المواطنين الملتزمين، إضافة إلى السماح للمواطنين بلمس الخضروات والفواكه، ونفس الأمر يسجل أيضا بمحلات بيع المواد الغذائية والخردوات، حيث أصبح أصحابها لا يبالون بفرض ارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد، ووقفنا على ذلك حتى بمحلات بيع الألبسة النسائية والأحذية المتواجدة بوسط المدينة على غرار: حي «خميستي» و«الأمير عبد القادر» و«العربي بن مهيدي»، وب «شوبو» و«المدينة الجديدة» التي استغنى بعضها عن وضع الملصقات التوجيهية، على الأرضيات ولم يولوا أي اهتمام لارتداء الكمامة أو التباعد أو استخدام المعقمات ولم يمنعوا زبائنهم من قياس الملابس والتي بإمكانها أن تكون عاملا في الإصابة بالعدوى. لا كمامات ولا تباعد ولا تعقيم وما تجدر الإشارة إليه هو أن هذا الاستهتار الذي يخالف قرارات الوزارة الأولى، التي دعت فيها المعنيين بهذه الخدمات إلى ضرورة الالتزام بالوقاية والسهر على تطبيقها حتى لا تذهب الجهود التي تم بذلها طيلة 10 أشهر سدى، لا يقتصر فقط على المرافق التجارية فحسب، بل حتى بوسائل النقل كالحافلات التي تنعدم بها التدابير الوقائية، فلا كمامات ولا تغليف للكراسي ولا تعقيم ولا تهوية، مثلما هو الأمر بالنسبة لحافلات خط «11 « و«51 « وال«18» والتي أصبحت تشكل خطرا على الركاب الذين أضحوا معرضين للإصابة بعدوى فيروس «كورونا»، ناهيك عن سائقي سيارات الأجرة «الطاكسيات» الذين لا يحترم الكثير منهم عدد الزبائن المفروض نقلهم للتقيد بالتباعد، ونفس المشكل تعرفه أيضا عربات «الترام» التي كانت تعتبر مثالا للوقاية والنظام سابقا، وأصبحت حاليا لا تحرص على تطبيق تدابير الوقاية تماما، فبعدما حددت عدد الركاب بنسبة 50 بالمائة، احتراما للتباعد الجسدي أصبحت تمتلئ عن أكملها لدرجة التصاق الشخص بالآخر، وأصبحت الملصقات التي وضعتها على الأرضية، وفي المقاعد لا قيمة لها نتيجة تجاهل أعوان الرقابة فرض الإجراءات ولا يبالون إلا بالتذاكر فقط . فهذا التراخي دفع بمواطنين حريصين على حماية أنفسهم وعائلاتهم من خطر الإصابة ب«كوفيد» إلى مناشدة السلطات المحلية، وعلى رأسها والي وهران الولاية، من أجل التدخل وفرض تعليمات صارمة لتعزيز الرقابة، على هذه المرافق ووسائل النقل واتخاذ إجراءات ردعية ضد المخالفين لتجنب الخطر، علما بأنه حتى مديرية الصحة والأطباء بالمؤسسات الاستشفائية، دعوا القائمين على قطاع التجارة والنقل إلى ضرورة التحلي بالصرامة في تطبيق الاجراءات الوقائية ولمحاصرة الجائحة ومنع تفشيها. اتحاد التجار مع ردع المخالفين وفي هذا السياق أكد معاد عابد رئيس اتحاد التجار والحرفيين، حقيقة التراخي الذي يسجل بالمحلات، موضحا بأن أكبر الحالات تسجل على مستوى حافلات النقل الحضري، التي أضحت لا تلتزم بالتدابير، فلا تباعد ولا كمامات ولا تهوية ولا تعقيم، إضافة إلى الأسواق الفوضوية، التي من شأنها أن تكون مصدرا لانتقال العدوى، والتي يجب أن تولى لها الأهمية، وأكد ذات المسؤول أن المستهلك على دراية تامة بخطورة الفيروس، من خلال الحملات التحسيسية، التي تتم عبر وسائل الإعلام وبالقنوات التلفزيونية ورغم ذلك يستهتر بالتقيد بالإجراءات التي من شأنها أن تحد من تفشي الفيروس، وهو ما أصبح يستدعي اللجوء إلى الردع من قبل الهيئات المعنية لإلزام المواطنين والتجار وأصحاب المحلات بالتعليمات وطالب الجمعيات بضرورة القيام بالأدوار المنوطة بها، في توعية المواطنين بخطورة الوضع الذي تمر به الولاية، على غرار باقي ولايات الوطن، باعتبارها الأقرب منهم وهذا بالتركيز على العمل الميداني بمختلف الأماكن التي تعرف إقبالا للمواطنين، لاسيما ما تعلق بالأسواق والأماكن والساحات العمومية.