رغم المنحى التصاعدي لعدد الحالات المصابة بفيروس " كورونا " بولاية وهران و التي جعلت مديرية الصحة تدق ناقوس الخطر و ترفع من عدد الأسرة بمستشفى "حي النجمة " و تضاعف من غرف الإنعاش تحسبا لأي طارئ و تدعوا المواطنين إلى ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية من الجائحة ، الا أن العديد منهم لم يعر ذلك أي اهتمام حيث أصبح التراخي يسجل عبر جل المرافق الخدماتية ، لا سيما ما تعلق بمحلات بيع المواد الغذائية و حتى المختصة في الألبسة التي لا تفرض عليهم ارتداء الكمامات أو منع قياس الملابس. و نفس الأمر بالنسبة للمطاعم و المقاهي التي تضج بدورها بالزبائن الذين لا يمتثل الكثير منهم للتدابير الوقائية خاصة ما تعلق بالتباعد الجسدي و التعقيم الدوري الذي يعتبر جد ضروري من اجل تفادي العدوى و كذا بالساحات و الأماكن العمومية . و ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه الأمور التي تعتبر مخالفة لقرارات الوزارة الأولى التي وجهتها خلال الأشهر المنصرمة و مؤخرا أيضا، و التي دعت فيها المعنيين بهذه الخدمات الى ضرورة الالتزام بالوقاية و السهر على تطبيقها حتى لا تذهب الجهود التي تم بذلها لمحاربة الوباء سُدا أضحت لا تؤخذ بعين الاعتبار بسبب التهاون و الاستهتار في تنفيذها و هو ما وقفت عليه "جريدة الجمهورية "حتى بالأحياء السكنية التي تغيب بها عمليات التعقيم بعدما كانت تنظم دوريا في السابق من قبل البلديات ومن قبل مديرية البيئة، هذا ناهيك عن وسائل النقل و بالأخص حافلات النقل الحضري التي أصبحت تشكل خطرا في ظل انعدام الإجراءات الاحترازية فلا تغليف للكراسي و لا تعقيم بعد كل رحلة و لا يلزم حتى أصحابها الركاب بارتداء الكمامات و الحفاظ على التباعد الجسدي، إضافة إلى تركهم عدة نوافذ مغلقة مثلما هو الشأن بالنسبة لبعض حافلات خط "11 " و " 51 " و " p1 "و " 4g ". و نفس المشكل تعرفه أيضا عربات الترامواي التي كانت تعتبر مثالا للوقاية و النظام سابقا، و أصبحت حاليا لا تحرص على تطبيق تدابير الوقاية تماما فبعدما قلصت عدد الركاب بنسبة 50 بالمائة احتراما للتباعد الجسدي أصبحت تمتلئ على أكملها لدرجة التصاق الشخص بالآخر و أصبحت الملصقات التي وضعتها على الأرضية و في المقاعد لا قيمة لها نتيجة غياب الرقابة من قبل أعوانها و التي جعلت العديد من الزبائن الذين يفضلون التنقل عبر هذه الوسيلة يتذمرون من هذا التراخي و حتى من بعض الزبائن الذين يجلسون بالقرب منهم دون أقنعة واقية، مع العلم بأن ذات الانشغال يطرح حتى بسيارات الأجرة الذين يتجاهل الكثير من سائقيها التعليمات التي تم إقرارها سالفا. فهذا الاستهتار جعل مديرية الصحة و كذا الأطباء بالمؤسسات الاستشفائية و حتى مواطنين الى مناشدة السلطات المحلية و كذا القائمين على قطاع التجارة و النقل في تعزيز الرقابة و الصرامة في تطبيق الاجراءات الوقائية و ردع المخالفين لمحاصرة الجائحة و منع تفشيها مثلما تشهده باقي دول العالم .