- اللاعبون ضحية سياسة البريكولاج و«الان بورت» لايتحمل المسؤولية - المنتخب الوطني حقق انجازا بتشكلية معظم عناصرها كانوا في بطالة باستثناء المحترفين - أكبر نجاح في طبعة مصر هوعدم تسجيل إصابات بكورونا - برياح، بن مني وشهبور رفقة كعباش أصبحوا عالة على المنتخب تبقى الطبعة ال 27 لمونديال كرة اليد المقامة حاليا بمصر كأول تحد للعالم في تنظيم تظاهرة رياضية في ظل الأزمة الصحية التي ضربت العالم لمدة تجاوزت التسع أشهر، فالأمر لا يتعلق بتنظيم تظاهرة ذات طابع عالمي فحسب، وإنما مونديال مصر يتعلق برياضة جماعية، فإحترام إجراءات الوقاية وعدم تسجيل أي إصابة بالوباء يعتبر في حد ذاته نجاح، وهو ما تطرق إليه ضيف الأسبوع لجريدة الجمهورية إذ ارتأينا أن يكون لشخصية تواكب الحدث العالمي، ويتعلق الأمر باللؤلؤة السمراء لليد الجزائرية حماد زندري، هذا الأخير الذي ترك بصمته في 14 تظاهرة دولية شارك من خلالها رفقة المنتخب الوطني في منافسات إقليمية وعالمية وحتى أولمبية رفقة أرمادة من لاعبين يتقدمهم صخرة الدفاع أقشيش إلى "السيناريست" عواشرية والجناج الطائر لوكيل عبد الغاني ونسر الجنوب ملك الدائرة حماد عبد الرزاق ثم هشام بودرالي فمنجنيق اليد الجزائرية سليم نجال إبن الحمري، أسماء رنانة لعهد جميل للكرة الصغيرة يكفي أن تكتب بحروف من ذهب رفقة إبن مدينة سعيدة حماد زندري وخريج المدرسة التي لا تزال خزانا للمواهب رغم الورم الذي لم يستأصل جراء التسيير الأعرج لأعرق مدرسة على مر تاريخ في الجزائر وليس بالجهة الغربية فقط "أمسياس" التي دارت ظهرها عن أبنائها وهو الواقع المرير الذي سرده المدرب الحالي لشباب واد سلي الذي يعتبر مهد النجم الحالي للأفناك عبدي أيوب، حيث تكلم زندري من خلال هذا الحوار عن عدة أمور تخص هذه الرياضة والبداية كانت من مشوار كتيبة ألان بورت حاليًا في المونديال مرورًا بالمتسببين في الوضعية الكارثية التي آلت إليها اللعبة، ليختم بأمور أخرى ندعوكم لمتابعتها في هذا الحوار المختصر الوجيز: - في البداية كيف تعيش مونديال كرة اليد الذي تجرى وقائعه في مصر، وهل ترى أن الحدث تأثر بفعل هذا الوباء؟ ^ بالتأكيد أن المستوى الفني يتأثر نوعًا ما بسبب الوباء الذي ضرب العالم، لكن ليس بالشيء الكبير فالأمور بدأت تتحسن من دور لآخر، حاليًا النجاح الأكبر للتظاهرة هو عدم تسجيل أي إصابة بوباء الكورونا يعتبر في حد ذاته نجاحا، أما المستوى الفني فهو في تحسن بعد الجماد الذي طال المعمورة بسبب هذا الوباء، وأنا جد متأكد أن المستوى سيتطور بداية من الدور الربع النهائي، وقد رأيتم تألق منتخبات كانت في الماضي مجهرية لليد الجزائرية، فالمستوى لدى غالبية المنتخبات تطور رغم التجديد الذي طال البعض منها مثل فرنسا والمنتخب الإسباني وحتى المصري الذي أضحى منتخب عالمي وأتكهن بأن يدرك النهائي... - قبل ذلك دعني أسألك عن المشاركة الجزائرية التي أقصيت من دورها الثاني، فما تعليقك؟ ^ صراحة أتفاجأ عندما تسألونني عن المشاركة الجزائرية بمنتخب لاعبيه عاشوا البطالة لما يقارب السنة باستثناء بعض العناصر التي تنشط في أوروبا، ما وصله إليه الأفناك إنجاز بالنسبة لي في ظل الظروف التي تشهدها اليد الصغيرة المريضة منذ سنوات عدة والرهينة لدى أشخاص لا علاقة لهم باللعبة، اليوم نحصد ثمار الفساد الذي طال الكرة الصغيرة، ولست هنا لأتحدث من أجل الإنتقاد وفقط، يكفيكم أن تسألوا أصحاب الميدان فستكون الإيجابة نفسها في قالب مختلف، اليوم ظهر إخفاقنا فنيًا ورياضيًا والإخفاق أصبح علامة مسجلة للرياضة الجزائرية، فلم نعد بمقدورنا تشريف الراية الجزائرية وأضحت مشاركاتنا من أجل المشاركة وفقط، كفانا من المهازل والخيبة التي ترسم في وجوه الجمهور الرياضي قبل خوض أي تظاهرة دولية. - يعني أنك غير راضٍ عن كتيبة آلان بورت؟ ^ لا اللاعبون هم ضحية لسياسة البريكولاج المعتمدة من طرف الإتحادية، المنظومة برمتها خاطئة والمسولية لا يتحملها أيضًا الناخب الوطني الذي تنقل إلى مصر بطاقم فني ناقص، تعداد فرض عليه وندرك جميعًا أن لاعبين مثل بن مني وبرياح وشهبور وكعباش أضحوا من الماضي، كما أن هناك آخرين "حرقوهم" بتوجيه لهم الدعوة وهم أصلاً بحاجة لتطوير كفاءاتهم بما أنهم في مستهل مشوارهم على غرار كوري وعراب وبن جيلالي فيما أتساءل عن سر دعوة حديدي الذي لا يلعب حتى بفريقه المجمع البترولي بالبطولة المحلية وفي هذا المونديال لعب دقيقة تلقى بطاقة حمراء، وأجزم أن يكون آلان بورت يد في تحديد القائمة، والغريب في الأمر أن الطاقم الفني للمنتخب الوطني لا يتوفر على محضر بدني ولا مدرب حراس والأدهى أنه يتم توجيه دعوة لمدرب الآمال للخضر الذي يتواجد حاليًا في تربص مغلق بالجزائر للإلتحاق بالمنتخب الأول، ألا ترى أن الفوضى هي السيدة في تسيير الإتحادية !؟ على السلطات المحلية فتح تحقيق معمق بما أننا نعيش في عهد الجزائر الجديدة، أليس هذا ما يسمى الفساد الرياضي؟ - نفهم من كلامك أن المشاركة الجزائرية لم تظفر بأي إيجابية لحد الآن؟ ^ هناك إيجابيات في بروز لاعبين سيكون لهم شأن كبير في صورة أيوب عبدي، الحارس زموشي والمدرسة العنابية معروفة بصقلها لهذا الإختصاص، عريب وساكر وحتى نعيم أبانوا عن إمكانيات كبيرة حتى حاج صادوق الذي فقد الكثير من إمكانياته بإحترافه في قطر، إلا أن سياسة الإتحادية لا تساعد هذه الشبيبة على التألق، وحاليًا المنتخب الوطني فيه بركوس وعبدي أيوب فقط هما من يشكلان المنتخب الوطني. - لكن هذا ما تعيشه الوضعية الحالية للأندية الجزائرية؟ ^ عذرًا لا أشاطرك في الرأي لأن النواة موجودة والمواهب كثيرة لكنها بحاجة إلى إمكانيات ومنهجية مبنية على أسس صحيحة للنهوض بالكرة الصغيرة، يجب أولاً إسقاط جميع القائمين على الهيئات من الولائية إلى غاية الفدرالية فكلهم تجاوزهم الدهر وعاجزون عن تقديم الجديد، يجب فسح المجال للشباب نملك من الكفاءات ما يمكنها إعادة رسم خارطة اليد الإفريقية وتربع الجزائر على العرش، فتواجد نفس الأشخاص على مستوى الفيدرالية والرابطات الجهوية والولائية يجمد عجلة التكوين والتطوير، نفس الشخصيات رفضت التنازل عن أماكنها للشبيبة خريجة المعاهد، لماذا لا يتم إستغلال تجربة عواشرية الذي تلقى تكوينًا في أوروبًا ونفس الشيء لسليم نجال وابراهيم خلادي كلهم تلقوا تكوينًا في فرنسا وهم من لامسوا المستوى العالي كلاعبين ومؤطرين، على الحكومة الجزائرية واللجنة الأولمبية إعادة النظر في قوانين الترشح لمثل هذه الهيئات الرياضية بالإعتماد على الكفاءات والشهادات والسيرة الذاتية يكون من ضمنها ملامسة المستوى العالي... - أنت تتكلم عن التأطير ولكن حتى المدارس التي كانت تنجب المواهب أصبحت عاجزة، وخير دليل مولودية سعيدة التي عجزت عن فرض مكانتها في قسم النخبة، أليس كذلك؟ ^ نعم لكن السبب يعود إلى ما ذكرته أنا قبل سؤالك هذا، من يسير مولودية سعيدة؟ أين أبناء الفريق؟ أين أصحاب الميدان؟ من هم على رأس الفريق؟ من يشرف على التكوين؟ لماذا أنا أدرب بواد سلي الذي أساهم في صعوده إلى القسم الممتاز، وقبله ساهمت في صعود فريق ورقلة؟ لماذا بعض اللاعبين الذين صنعوا أمجاد اليد الجزائرية من سعيدة يعيشون اليوم في عزلة دون اعتراف أسئلة أجبتك عنها قبل أن تطرح علي هذا السؤال، ونفس الحال ينطبق اليوم على عدة فرق عريقة في الجزائر ولكم في مولودية وهران خير مثال، فرق مثل الجزائر دوليًا منهك بين القسم الأول والثاني من موسم لآخر... - اليوم نعيش في عهد الجزائر الجديدة، ومؤخرًا كاتبة الدولة المكلفة برياضيي النخبة السيدة سليمة سواكري فتحت أبوابها لكل من له القدرة على تقديم الأفضل، فهل من رسالة تريد ان توججها للمسؤولين ؟ ^ أريد أن أوجه ندائي للقائمين على الرياضة الجزائرية، ماذا بعد مونديال مصر؟ ما مصير لاعبي المنتخب الوطني الذين ينشطون في البطولة المحلية التي توقفت منذ الموسم المنصرم؟ كيف سيكون الحال لهؤلاء الشبان الذين لم يتلقوا حتى منحة المركز الثالث الذي نالوه في البطولة الإفريقية الأخيرة؟ ماذا عن اللاعبين الدوليين الذين شاركوا في عدة تظاهرات دولية رسمية من بينهم أنا ولغاية اليوم لو لا الثقة التي وضعت فينا لم وجدنا ما نقتات به؟ لا أريد توجيه النداءات وإنما أسئلة وليس من صلاحياتي الإيجابة عنها.. - في الأخير نشكرك على قبولك الدعوة؟ ^ بل بالعكس جريدة الجمهورية أول جريدة فتحت لي أبوابها وأنا في بداية مشواري وكانت دعمًا لمثلي ولرياضيي كرة اليد وأشكركم على هذا الأهتمام وأود إلقاء الضوء على الأندية الصغيرة التي تعتبر خزان اليد الجزائرية لما فيها من مواهب صاعدة لها الحق في الإعلام...