يبدو أننا تسرعنا في الإعلان عن استعداد روسيا للتعاون مع الجزائر من أجل إنتاج لقاح سبوتنيك V محليا , إذ بمجرد تجاوز خطوة تبادل النيات الحسنة بين الطرفين ,و الانتقال إلى خطوة الاطلاع على وضعية البنية التحتية للصناعة الصيدلانية في الجزائر, حتى تبيَّن أن البلاد تفتقر, إلى المختبر المتخصص الضروري الذي يمكنها من تجسيد هذا المشروع الهام الذي جاء لدعم الحملة الوطنية للتصدي للفيروس القاتل كوفيد-19؟ ذلك ما يستفاد من تصريحات المدير العام للهيئة الجزائرية للاعتماد "آلجيراك", لوسائل الإعلام التي تؤكد أن الجزائر" تواجه تحديات تصنيع اللقاح الروسي المضاد لكورونا "سبوتنيك V ,"وفي مقدمتها انعدام مختبر متخصص من المقياس الرابع". و أوضح نفس المشؤول:« أن التأكد من جودة أي منتوج (صيدلاني) يستلزم توفر مخابرمنجزة و مجهزة وفق المعايير العالمية المعترف بها دوليا". و خلافا لهذا التشكيك في قدرة قطاع الصناعة الصيدلانية على إنتاج اللقاح الروسي , يؤكد الوزير المسؤول عن القطاع :« تحقيق تقدم في ملف إنتاج لقاح "سبوتنيك V« وأن إنتاجه سيكون خلال شهرين في حال توفرت المادة الأولية"، مؤكدا :«أن الملف التقني للقاح قد سجل لدى الوكالة الوطنية للأدوية,مضيفا في ذات السياق أن:« الجزائر لديها كل الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية لإنتاج اللقاح من خلال عدة شركات". ! وبين تشاؤم التكنوقراط , و تفاؤل السياسين, قد يطول انتظار المواطنين للقاح المصنوع محليا, غير أن الروس ليس لهم وقت يضيعونه في انتظار تهيئة البنية التحتية التي تمكنهم من تجسيد وعدهم في مساعدة الجزائر على إنتاج لقاح تتدافع للحصول عليه دول العالم , بما فيها خصوم الروس في العالم الغربي , و فاز بسبوتنيك V الشركاء الذين "قرأوا للزمن عقوبة" كما قال أسلافنا. و لا شك أن هذه الفرصة ستمر كما مرت فرص مماثلة أضاعت على الجزائر تحقيق إنجازات كثيرة في شتى المجالات, بحكم غياب مساءلة من يتسببون في هدرها , و مساءلة من يعطي القوس لغير باريها ,عكس ما يوصي به المثل العربي.فالذين أعطوا القوس باريها حولوا جائحة كورونا إلى فرص درت عليهم الملايير من جيوب الذين يكتفون بإنتاج العجز.