أشرف أمس مدير وحدة البحث واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية الدكتور عبد الرحمن خربوش من المكتبة المركزية ببوهناق التابعة لجامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان على افتتاح أشغال اليوم الدراسي التحسيسي المنظم اليوم بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية تلمسان، ممثلة في مديرها السيد عز الدين بوعلاق. وتتزامن هذه التظاهرة مع اليوم العالمي لمتلازمة داون، و حسب الدكتورة نزهة خلفاوي التي كشفت ل« الجمهورية « أن هذا اليوم جاء تثمينا لمشروع البحث العلمي المقدم من طرف الوحدة خدمة لهذه الشريحة، وتنسيقا للجهود المبذولة من طرف قطاعات متعددة يجمعها نبل الهدف، والمتمثل في مرافقة الدمج المدرسي لهذه الشريحة وتجويده وقد قدمت خلال اليوم الدراسي مداخلات قيمة منها ما هو نظري أكاديمي قدمه أساتذة وباحثون، ومنها ما هو تطبيقي ميداني قدمه نفسانيون وأرطفونيون و معلمو التربية الخاصة وفنانون على غرار الممثل المسرحي عبد القادر مصطفاوي، إضافة إلى تقديم عرض حول القاموس المدرسي الموجه لهذه الشريحة . وقد أجمع المتدخلون على ضرورة توحيد الجهود وتنسيقها في مسعى تجديد الرؤى التربوية الديداكتيكية الداعمة لتعليم هذه الفئة، بما يسمح وتجويد هذا التعليم وتطويره، وخاصة في ما يتعلق بتنمية الكفايات اللغوية والكفايات التواصلية .وقد اختتمت أشغال اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات التي سترفع للهيئات الوصية، إضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون بين وحدة البحث ومديرية النشاط الاجتماعي لولاية تلمسان. وأضافت خلفاوي في معرض حديثها أنه بناء على ما سبق، ووعيا بضرورة انخراط البحث العلمي والتقني في مسعى تجويد تعليم تلاميذ متلازمة داون، خاصة ونحن نعيش في عالم يشهد تغيرات سريعة، تفرض علينا التفكير المستمر في تجديد رؤانا التربوية والديداكتيكية، بما يسمح بإعداد جيل جديد من القوى العاملة في ميدان التربية الخاصة، وجيل جديد من المتعلمين المؤهلين لتدبير المعارف والمهارات التي تمكنهم منها المدرسة، واستثمارها خدمة لأنفسهم وللمجتمع تقول خلفاوي و وعيا بكل ذلك؛ عكفت وحدة البحث ومنذ ثلاث سنوات على تخصيص حيز من أبحاثها ومشاريعها العلمية والتقنية لخدمة هذا المسعى، في ضوء الحاجة إلى تنمية الكفايات التواصلية لهذه الشريحة، بغية إنجاح العملية التعليمية التعلمية، باعتبار ما للتواصل اللغوي من أهمية وباعتبار اعتلاء اللغة هرم العملية التعليمية كونها هدفا وأداة في الوقت ذاته. واختتمت خلفاوي حديثها أنهم بجامعة تلمسان يحرصون في وحدة البحث بمحاولة توضيح ملامح الواقع اللغوي لهذه الفئة تعليما وتعلما، والبحث في جذور الإشكالات والصعوبات، وتقديم الحلول الممكنة على تنسيق الجهود ومشاركة الأفكار والخبرات والرؤى، مع القطاعات المعنية، وذلك دون إغفال إشراك فعاليات المجتمع من أولياء أمور وجمعيات وورشات ثقافية وفنية. بغية اسناد الطرح العلمي الشمولي الذي نقترحه، لتنمية الكفايات التواصلية والكفايات اللغوية لهذه الشريحة إلى معطيات واقعية، حرص باحثونا على تسجيلها ميدانيا، مع أخذها بعين الاعتبار أثناء مقاربتهم لرؤى لسانية وتربوية تؤسس لنماذج بيداغوجية متقدمة، تستلهم تصوراتها من الأطر النظرية لبيداغوجيا الكفايات ولبيداغوجيا الفارقية ومسرحة المناهج وبيداغوجيا التعليم المقلوب