لا تكتب النص حتى يراك وحتى تراه ، حتى تلامسه في سمائك ، ثم تعانقه في رؤاك . إنه ما يزال بعيدا يحلق في أفق غامض حلما جديدا وحبا جديدا ، يبحث عن وطن في هواك فافتح له طرقا للتجلي حتى يعانق بحرك ، حتى يسافر فيك ويلمس طهرك . تطل عليك القصائد من جانب الطور نورا يضيء الدروب وحبا ينير الزمن ، فيأتي إليك الربيع ضحوكا ويحتفل النص بالمتلقي ، يرتفع شجر الكلمات ، وتعلو الطيور عن الأرض حتى تلامس روح الوطن دمي في القصيدة ينزف من زهرة أو قمر يختفي النص تحت المسام يبتني عشه في العظام يوغل في النسغ ، في رئة الطير يتوسد مخ الكلام أنه حاضر في دمي في صميم الرغام . قال لي النص : أعدوا المنصة والناص والمتلقي وسوقوا إلى المقام ، ليجري خلف دمي الوقت ، ويلهث خلفي المكان ينسج النص قلبي وروحي ، يخرج مني الظلام ، تأتي الكتابة تدفع جزيتها وتمر إلى أحرف( مقصورات في الخيام ) . تقوم إلي شخوص الحكاية ، توزع أنفاسي في الممر ، تربط قلبي إلى فرس للمعاني وتكسر ظلي . أنا واقف بين نصي وبيني هل يراني الحمام ؟