دعيني أصب لك الشاي ، أنت خرافية الحسن هذا الصباح ، و صوتك نقش جميل على ثوب مزخرف و عقدك يلعب كالطفل نحن المرايا .. و يرتشف الماء من شفة المزهرية ، دعيني أصب لك الشاي ،هل قلت إني احبك ؟ هل قلت إني سعيد لأنك جئت و أن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة و مثل حضور المراكب و الذكريات البعيدة .. دعيني أصب لك الشاي ، أنت خرافية الحسن هذا الصباح . في يدي الواحدة خمسة أصابع .. أراها متساوية جميعا بالخشوع حينما تلامس يديك.. ضاع عمري مرتين .. مرة قبل أن ألقاك .. والثانية .. عندما لم أعد ألقاك ،ليسَ للحبِّ آخِر رِحلَةُ العِشقِ أطوَل مِن سَنَواتِ العُمُر ومِن هَمَساتِ الظُّنون ، أنتِ كلُّ المَرافئِ لو يَعلَمون ، أنتِ عَصرُ النُّبوءَةِ أنتِ الخصوبة أنتِ التَّوَحُّد أنتِ الزَّمانُ الحَنون ،أنت الجزائر ، كل أَزْمِنَةِ الحبِّ تَرحل إلا زَمانَكِ، مازالَ ينبض رَغمَ السُّكونْ ، كلُّ شيءٍ جميلٍ تَوارَى ولَكِنْ ..عُيونُكِ تَزدادُ حُسْنًا ، وتَزدادُ عُمْقًا وأزدادُ عِشقًا لِهَذي الفُتُون ، لم يَعد لي سِواكِ امْنَحيني الهويَّةْ ، أدْخِليني لِحضْرَة عَينيكِ كل الصِّعاب أمامي تهون ، ليسَ لي مِن مَكانٍ ، ولا من زمان وحَيثُ تَكونينَ قَلبي يَكون وجهك ... مثل مطلع القصيدة يسحبني...كأنني شراع ليلا إلى شواطئ الإيقاع يفتح لي أفقا من العقيق ولحظة الإبداع وجهك ... وجه مدهش ولوحة مائية ورحلة من أبدع الرحلات بين الكأس ... والنعناع وجهك هذا الدفتر المفتوح ما أجمله حين أراه ساعة الصباح ،يحمل لي الشاي في بسمته وحمرة التفاح ...وجهك يستدرجني...بحر من الرموز ولأسئلة الجديدة فهل أعود سالما ؟ والريح تستفزني والموج يستفزني والعشق يستفزني ورحلتي بعيدة ...وجهك يا سيدتي ،رسالة رائعة قد كتبت ..ولم تصل بعد إلى السماء . . .أحبك فليس أمامي سوى أن أهواك أشتاق إليك فأغمض عيناي، فلا أرى غير رمشيك أنادي بأعلى صوتي ولهفة قلبي يصرخ على بعدك ...أحلم باليوم الذي تأتي فيه وتحضن يداك يداي ونطير عاليا حتى احضان السماء على ظهر فرسك ...أعشق عينأي التي رأتا عيناك وأصبحتا تهواك أتمنى ان تلاقي روحي روحك وتصبح كليهما روحاك فها هي روحي تعانق روحك وتفرح أملا برؤياك ، لم يعد قلبي صابرا يا ليت قلبك بيتي ادق عليه فيفتح لي دائما ولا أحد يملك مفتاحه سواي وسواك ،إن شوقي كتب عشقاً وشوقاً فما من شاعر ومشتاق غير شوقي لشوقك ، فيا قمري أما من يوم آت ليأخذني الى منفى لقياك فالحياة دون عينيك هلاك ، فعقلي يصارع الزمن فكراً وقلبي لم يطق حدة العراك فربما عجزت العين أن تراك وعجزت الروح أن تلقاك ولكن لن يعجز القلب أن يحبك ويهواك وبرغم كل الآلام والأوجاع التي تمزق أحشائي فسأبقى أنادي كم يا قمر أهواك ... دعيني أصب لك الشاي .