ما قامت به المملكة تزامن مع انحسار نفوذ الفرنسيين في منطقة الساحل الخرجات الدنيئة للنظام المغربي جزء لا يتجزأ من أخلاقياتهم أكد السيد عبدالعزيز مجاهد المدير، العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر العاصمة، أمس أن الوثيقة الرسمية التي وزعها، السفير المغربي لدى الأممالمتحدة، على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، تدخل في سياق سياسة واستراتيجية الإلهاء لحرف وتحويل الأنظار من أشياء مهمة إلى أشياء وهمية. وأضاف السيد عبدالعزيز مجاهد، في اتصال هاتفي مع «الجمهورية»، أن هذا الانحراف الجديد للمغرب، تعبير عن فشل أسياد المخزن ونظام المخزن ومن يدعمه، مشيرا إلى أن هذه الخطوة الجديدة، تزامنت مع عدة تحولات شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، أهمها تراجع الموقف والنفوذ الفرنسي في إفريقيا، وخصوصا في الساحل، حيث طالبت شعوب هذه الدول، بإنهاء التواجد الفرنسي وطرده نهائيا من المنطقة، بعد سنوات من النهب والسلب والفساد. مضيفا أن لجوء المخزن، إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، والكيان الصهيوني، دليل على أن الدعم الفرنسي لم يعد كافيا لتأمين المملكة المغربية وبقائها، لذلك يقول نفس المسؤول، إن المخزن وأدواته أصبحوا يتخبطون ويبحثون عن كل الذرائع لإنقاذهم من ورطتهم التي وقعوا فيها. وعن سؤال حول ماهية الرد الذي ستقدم عليه السلطات الجزائرية، بخصوص هذه الاستفزازات، أكد مجاهد أن ما بني على باطل فهو باطل، وأن السلطات الجزائرية، ترد عندما يكون الموقف مبنيا على أسس سليمة وليست باطلة وسخيفة، وأنه يكفي فقط كشف الحقيقة لتسقط ورقة التوت وأكاذيب المملكة، التي سنكشفها بالحقائق والبراهين، مشددا على أن هذه المسرحيات المخزنية ليست جديدة، حيث سبق للمخزن وأن سوّق مثل هذه الترهات والخزعبلات، بل وأنها تدخل في أخلاقياته، فهو « نظام قائم على دفع الرشاوى وديبلوماسية التآمر والغدر، وعلى مر التاريخ تبين أنه نظام لا يؤتمن ولا ننتظر منه الخير، بل وأن الذي لم يفعل الخير في شعبه هل تنتظر منه أن يفعل الخير في جيرانيه» يضيف نفس المتدخل. وعن سبب تهجم المغرب على الجزائر في هذا التوقيت بالذات، أكد عبدالعزيز مجاهد، أن النظام المغربي أداة وظيفية في المنطقة، صنعت من قبل الاستعمار القديم، لخدمة المصالح الاستدمارية، لاسيما وأن الجزائر معروف عنها مناهضتها لكل الأشكال الامبريالية والاستكبار العالمي، وهي تمثل عائقا وحجر عثرة أمام مختلف المشاريع الهدامة، وبالتالي فإن المخزن ومختلف الأنظمة الرجعية، خلقت أصلا للتشويش على الأنظمة التقدمية التحررية في العالم، دفاعا على مصالح مشغليهم وأسيادهم. وختم السيد عبد العزيز مجاهد، بأنه لو كان للمغرب عقل ومنطق، كان على الأقل يعتبر من مصير ملوك وحكام، تم التخلص منهم بمجرد انتهاء أدوارهم التي لعبوها، على غرار شاه إيران الذي خدم لعقود الامبريالية العالمية وتم رميه كالحفاظات في آخر المطاف، وأين هو أنور السادات الرئيس المصري السابق، الذي خان القضية العربية والفلسطينية، وباع القدس بثمن بخس والجميع يعلم كيف كانت نهايته، ومصير كل خائن يخدم أسياده مقابل البقاء في الحكم ولو على جماجم شعوبهم.