عندما يكون وطنك غنيا بالثروات الطبيعية والموارد البشرية والمواهب والكفاءات و أنت فقير متخلف فالعيب فيك وليس في الوطن فالجزائر كبيرة وخيرها كثير وأغلبنا يستفيد منه دون جهد أو شكر وهناك من يتنكر للوطن ويحاول خيانته والغدر به و بأهله وهذه مصيبة ولا يكفي التغني بالكلمات وترديد الشعارات وادعاء الوطنية على طريقة حب الوطن من الإيمان والتشكيك في حب الآخرين بدافع المصالح الخاصة . لقد ردّدنا كثيرا نشيد ((وطني وطني فيه سكني ,وطني غالي الثمن) وعلمناه لتلاميذنا في المدارس وجعلناهم يتغنون به والحقيقة أن علاقتنا بالوطن أكبر من السكن بكثير فهو الماضي والحاضر والمستقبل وهو كل الآباء والأجداد الذين تواجدوا عليه وخدموه ودافعوا عنه وضحوا من أجله وهو الهواء والماء والتراب والملح والمكان والزمان والحب والحنان فيه ترعرعنا وتعلمنا وكبرنا وعملنا فهو بمكوناته الجغرافية والتاريخية والحضارية بناسه وأهله (وأهلي وإن ضّنوا علي كرام) لا فرق حتى الذين أخطأوا في حقنا وفي حق الوطن أحيانا هم منا ولا فرق ماداموا ينتمون إلى هذا الوطن ويحترمون مقدساته ورموزه ولا يتآمرون عليه واسألوا الذين ابتعدوا عن الوطن فهم الذين يعرفون قيمته العالية الغالية وكل المؤامرات لا تزيدنا إلا تماسكا وتضامنا وتعاونا فنحن إخوة في السراء والضراء وقد تكون هذه بداية اليقظة لتصحيح الأخطاء والنهوض بالوطن وكل الأصوات الشاذة تتخذ من فشل التنمية عكازا لها وسببا للمروق والجحود ولو نجحنا في مشروعنا التنموي لوجدناهم يفتخرون بالانتماء إليه ولابد من تحرير الطاقات الكامنة والإرادات المعطلة وقد تابعت منذ يومين تقريرا مصورا في إحدى الفضائيات عن مهندس فلاحي من السنغال عمل في البرازيل مشاريع ناجحة ونقل تجربته إلى بلاده لانجاز سد أخضر من 1.5 مليون شجيرة مختلفة ستوفر فرص عمل كثيرة للسكان ومصادر للرزق فماذا لو استغلت كل ولاية عندنا مهندسي الري والفلاحة البيئة لإنجاز مشاريع نموذجية خاصة في الهضاب العليا والجنوب واعتقد أن الوطن لو تكلم لقال (اتركوا أبنائي يبادرون ويعملون لخدمتي من فضلكم )