تنظر المجتمعات إلى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة شفقة وحسرة باعتبارهم يشتكون من إعاقات سواء كانت حركية أم ذهنية تحول دون القيام بمهامهم على أحسن وجه، هذه الفكرة و هذه النظرة خاطئة وغير صحيحة إذ أن هذه الفئة الهامة من المجتمع أثبتت أنه بإمكانها أن تحقق ما عجز عنه «الأصحاء» و هذا ما تجلى من خلال الانجازات التي قام ويقوم بها ممثلو الجزائر في البرالمبياد التي تجري حاليا بطوكيو اليابانية إذ أنه و لحد كتابة هذه الأسطر حصد رياضيونا 5 ميداليات تنوعت ما بين الذهبية و الفضية والبرونزية ( وما زال الخير القُدام)، إنجاز لم تحققه النخبة الوطنية خلال مشاركتها في أولمبياد طوكيو والتي عادت إلى أرض الوطن وفي جعبتها صفر ميدالية و برر الرياضيون و مدربوهم و حتى المشرفون على اللجنة الأولمبية هذا الفشل الذريع بنقص الإمكانيات و عدم تلقيهم لدعم من الجهات المعنية و....و.... لكن نتساءل هل رياضيو فئة ذوي الاحتياجات الخاصة سخرت لها إمكانيات وإعانات تفوق تلك التي منحت للرياضيين « الأصحاء»، بالطبع لا بل بالعكس هم فئة غير مهيكلة ويتدربون بوسائلهم الخاصة و ما يميزهم عن الرياضيين الآخرين هو الإرادة والعزيمة وحب الوطن الذي رفعت الجمعة المصارعة شيرين عبد اللاوي علمه عاليا في سماء طوكيو وذرفت الدموع عندما دوى النشيد الوطني وأبكت الجزائريين معها، هذا ما لم يقم به الوفد الطويل العريض من الرياضيين الذي صُرف عليه أموال طائلة لتكون النتيجة صفر ميدالية. فشكرا جزيلا لأصحاب الهمم الذين شرفوا الجزائر وقائمة المتوجين ستكون أطول بإذن الله، شكرا لأنكم أثبتم أن الإعاقة لا تمنع من تحقيق الإنجازات و أن المعاق معاق الإرادة والعزيمة فالفاشل هو الذي يبحث عن تبريرات فشله و الناجح من يسعى لتحقيق النجاح و لو بوسائل بسيطة. الشكر كل الشكر لشيرين عبد اللاوي و لوليد فرحاح و نسيمة صايفي وحسين بتير ومونية قاسمي والقائمة ما تزال مفتوحة .