- شبكات المعدن الأحمر تطور من عملها الإجرامي وتستهدف منشآت الشركة عندما تصل جريمة السرقة إلى درجة تحطيم ملك الغير وحرمان السكان من التيار عمدا ، ينبغي أن يفوق الردع حجم الضرر الذي تسبب فيه المعتدي وعندما يصل السطو إلى درجة تعطيل مشاريع سونلغاز وتسجيل خسائر بالملايير يصبح الأمر أكثر جدية ويتطلب تسليط أقصى العقوبة على المجرمين ، هذا ما أضحت تعاني منه مديرية توزيع السانيا في الفترة الأخيرة بعدما أصبحت شبكتها مستهدفة من قبل عصابات سرقة الكوابل النحاسية الناشطة بالأحياء التابعة لها . عمليات سطو متكررة على شبكة مديرية توزيع الكهرباء والغاز أصبحت تتصدر صفحات وسائل الإعلام المكتوبة على خلفية الأضرار المادية التي تتكبدها في مرة ذات جهة أخرها الحادثة التي شهدتها المديرية الشهر الفارط ،ما دفعنا للعودة مجددا إلى القضية ذاتها وبتفاصيل أكثر ، لاسيما أن ذلك يرتبط بقضايا النفع العام وقد تنجم عنه حوادث جسمانية مميتة . سرقة الكوابل النحاسية ليست بظاهرة جديدة علينا و لا على سونلغاز المتضرر الأول والأخير في عمليات التخريب ، فمنذ سنوات عديدة تعاني الشركة الأم بفروعها المختلفة التي تغطي تراب الوطن وبوجه خاص ولاية وهران التي نسلط عليها الضوء اليوم في خلال الاستطلاع الذي برمجناه في هذا العدد ، لكن هذه المرة أخذت الظاهرة أبعادا اخطر من سابقتها وتطورت عصابات النحاس من اجرامها بكل احترافية لتصطاد غنيمتها وتجني من ورائها أموالا طائلة . من سرقة الكوابل إلى المحولات ذات الضغط المتوسط على خلاف السنوات الماضية فقد استطاعت شبكات النحاس أن تغير وجهتها من سرقة الكوابل إلى السطو على المحولات ذات الضغط المتوسط المتبثة في المناطق المعزولة والبعيدة عن أعين أجهزة المراقبة لتتمكن من نهب الكميات التي تحتاجها بدون أي مضايقة من أجهزة الأمن وقبل أن نشرح بالتفصيل ما سجلته مديرية توزيع الكهرباء الغاز السانيا من أضرار في المدة الأخيرة ، سنستعرض ما تعانيه المؤسسة وما تتكبده من خسائر جراء عمليات التخريب التي تُقيد في أغلب الأحيان ضد مجهول . وانطلاقا من الإحصاءات الدورية التي ضبطها ذات الجهة نجد أن هذه الأخيرة لم تسلم ولا مرة من حوادث السطو على شبكات الكهرباء سواء من قبل عصابات تحترف تهريب النحاس آو من طرف وسطاء يمتهنون تجارة جمع الكوابل وبيعها للورشات السرية وهو تؤكده تدخلات مصالح الدرك الوطني والتي تنتهي سنويا بالكشف عن مخازن النحاس بحاسي بونيف وشيطبو واسترجاع قناطير من المعدن المسروق . وانطلاق من الأحداث المتسلسلة من حيث المكان والزمان نجد أن ظاهرة الاعتداء على شبكة سونلغاز قد تطورت بعد سنوات من النهب والتخريب وبعد عقود من سرقة الكوابل النحاسية وتهريبها ،لتنتقل هذه العصابات من الجريمة التقليدية إلى الاحترافية في الإستلاء على الكميات الموجودة داخل المحولات الكهربائية سواء الأرضية أو الهوائية ، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة تضم نسبة معتبرة من النحاس الخام ويجني المعتدي من ورائها أموالا طائلة ، أمام ارتفاع سعر المعدن الأحمر بالسوق الوطنية الذي قفز إلى 5100دينارللكابل الواحد . تخريب أكثر من 20 محولا كهربائيا منذ بداية السنة . و حسب الأرقام التي أعلنت عنها المكلفة بالإعلام وارث فاطمة على مستوى مديرية توزيع الكهرباء الغاز السانيا فقد طالت عمليات التخريب أكثر من 20 محولا كهربائيا بغرض السرقة من قبل عصابات متخصصة في نهب المعدن الأحمر ،أسفرت عن قطع التيار على المئات من زبائنها وحرمانهم من الطاقة في عز الصيف أخرها الحادثة التي سجلتها ذات الجهة الشهر الفارط . وأكثر تفصيلا واستنادا إلى تفاصيل التي قدمتها المكلفة بالإعلام فقد تعرضت الشبكة ومنشات الشركة شهر أوت لسلسلة من الاعتداءات و عمليات السطو من طرف عصابات النحاس ، تسببت في تذبذب توزيع الكهرباء على مستوى عدة أحياء بضواحي ولاية وهران،حيث سجلت مقاطعة توزيع الكهرباء بتليلات سرقة محولين كهربائيين بأعلى الأعمدة وذلك بمنطقة البرية وحاسي بونيف متعمدة العصابة التي تنشط بالمنطقة في تخريب المحولات وإيقاعها من اعلى الأعمدة بغرض سرقة النحاس الموجود بداخلها ، تاركة الهياكل ومخلفات التخريب بالمنطقة ومتسببة في نفس الوقت في انقطاع التيار . جريمة السرقة هذه ،ألزمت المديرية بتجنيد أعوانها على الفور ،رغم أن الحادثة تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع لإعادة تموين زبائنها المتضررين ، بالمقابل وعلى مستوى حي الصباح نجحت عصابة في اقتحام محول كهربائي ارضي بعد منتصف الليل وتوقيف توزيع الطاقة على أكثر من 500 زبون بحيي الصباح و الأمير عبد القادر. ومن حسن حظ الشركة أن محاولة السرقة باءت بالفشل بعد تفطن أعوانها وتدخلهم الوقت المناسب ولم تتوقف حصيلة هذه الحوادث عند هذا الحد وسجلت مرة أخرى عملية السطو على كابلين اثنين من قبل مجهولين على مستوى الطريق السيار المؤدي إلى بلدية حاسي بونيف ما أدى إلى احتراق كوابل التوتر المتوسط وتدخل عمال مقاطعة توزيع الكهرباء السانيا لتزويد الزبائن بالطاقة من مركز أخر. 50 شكوى وخسائر لم يُحدد حجمها بعد وما يزيد من حجم الضرر الذي لحق بالشركة ،الأغلفة المالية التي رصدتها ذات الجهة لتجديد منشأتها وتدعيم الأحياء التابعة لها بمحولات كهربائية ذات جودة عالية من اجل تقديم خدمات في مستوى تطلعات زبائن سونلغاز وهي نفس المحولات التي خربت من قبل. ونظرا لحجم الكارثة التي طالت منشآت الشركة فلم يتم جرد الخسائر التي تكبدتها لحد الآن، خاصة إذا قلنا أن المواقع المذكورة قد شهدت أكثر من عملية تهيئة في سنة واحدة على اثر سلسلة السطو التي تشهدها من حين إلى آخر منذ سنة تقريبا . ونظرا لارتفاع عدد جرائم السرقة فقد أودعت الشركة 50 شكوى لدى مصالح الأمن ضد مجهول ، في انتظار نتائج التحقيقات التي باشرها ذات الجهاز . هذه الظاهرة الجديدة دفعت الشركة لتوجيه نداء لزبائنها تؤكد فيه على ضرورة التبليغ بالمشتبه فيهم ، خاصة وان كلاهما ضحايا شبكات النحاس ،مع العلم أن الاعتداء على المنشآت ذات الضغط المتوسط عواقبه خطيرة جدا تصل إلى حد الوفاة .