أكد أمس مدير التسويق بالمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز، الحاج أورياش، أن 90 بالمائة من أسباب انقطاعات الإضاءة بالطرق السريعة الوطنية تعود إلى سرقة الكوابل النحاسية الكهربائية من طرف شبكات سرقة تحترف السطو على الكوابل الكهربائية والهاتفية المعلقة في الأعمدة أو المقامة تحدت الأرض، وهي شبكات منظمة يزداد نشاطها سنويا وتتسبب أيضا في انقطاع متكرر للكهرباء في عدد من مناطق البلاد. سليم بن عبد الرحمان وأورد المسؤول ذاته في تصريح أدلى به للإذاعة الوطنية الثالثة أن نشاط هذه الشبكات أصبح محسوسا وتتكبد بسببه سونلغاز خسائر كبيرة مقدرة بمليارات السنتيمات، خصوصا في السنوات الثلاث الماضية. وكشف المدير الجهوي لسونلغاز بالبليدة، سليمان حيون، أن شبكات محترفة في سرقة الكوابل النحاسية استطاعت السطو على 12 كيلومترا من كوابل الكهرباء التابعة للشركة بالبليدة في الفترة الممتدة ما بين بداية السنة الجارية إلى نهاية جوان المنصرم، وهو الأمر الذي يتسبب في انقطاعات متكررة للكهرباء في بعض المناطق من البلاد. وأفاد المصدر ذاته أن اجتماعات المدراء الجهويين لسونلغاز المتعلقة بتبادل المعلومات بشأن ظاهرة سرقة الكوابل الكهربائية تشير إلى أن شبكات سرقة الكوابل ذاتها قصد بيع أو تهريب النحاس المستخرج منها تزداد حدة من سنة إلى أخرى، فبعد أن تم تسجيل سرقة 20 كيلومتر من الكوابل النحاسية الكهربائية طوال 12 شهرا للسنة الماضية بالبليدة، فإن شبكات سرقة الكوابل ذاتها تمكنت من سرقة 12 كيلومترا في فترة ستة أشهر الأولى من السنة الجارية، وهو ما يشير إلى تقدير ازدياد الكمية المتوقع سرقتها طوال السنة الجارية. وقال السيد أورياش إن ولاية تيبازة وحدها سجلت فيها سرقة نحو 18 كيلومترا من الكوابل النحاسية وأن شبكات السرقة ذاتها تعمل في 25 موقعا بالولاية منها القليعة ودوادة وڤورايا. وأضاف المتحدث أن المصالح الأمنية بعنابة تمكنت من حجز 25 قنطارا من النحاس المستخرج من الكوابل الكهربائية. أما الجهة الغربية من البلاد، فإن أورياش كشف عن الخسائر المالية التي تكبدتها سونلغاز خلال سنة 2005 بسبب سرقة كوابلها في ولاية تيارت فقط تقدر ب 4 ملايير سنتيم، في حين أن الجهة الجنوبية للبلاد التي تعد مرتعا لشبكات سرقة الكوابل النحاسية الموجهة للتهريب نحو الدول الإفريقية التي لها حدود مع الجزائر، فقد أورد مسيرو سونلغاز أن مصالح الأمن تمكنت من حجز 200 قنطار من النحاس المستخرج من كوابل الكهرباء. وبالنسبة إلى السيد أورياش، فإن شبكات سرقة الكوابل تقوم بالسطو على التجهيزات غير مكتملة الإنجاز ولم ينطلق تشغيلها بعد مما يسهل من الجريمة الاقتصادية ذاتها، وهو ما يدعو القائمين على سونلغاز بالإسراع في وتيرة إنجاز المشاريع، لكن هذا لا يعني أن الإجراء الأخير المطلوب اتخاذه يمنع شبكات السرقة من مواصلة ما ترتكبه من أضرار على سونلغاز على اعتبار أن الشبكات ذاتها تتحرك بوسائل تمكنها من قطع الكهرباء بسهولة، خصوصا في الليل، وهو ما يدعو إلى الاستعانة دائما بمصالح الأمن حسب رأي المتحدث.