ما وقع للتلميذ إلياس بن حليمة من ولاية مستغانم، الذي اخترق قلم صدره الصغير ليصل إلى قلبه محدثا له إصابة بليغة لولا لطف الله ثم جهود الأطباء لكان في عداد الأموات مثل هذا الحادث يقع للكثير من أطفالنا بفناء الابتدائيات والمؤسسات التربوية، يحيلنا على الكثير من التساؤلات حول من يضمن سلامة أبنائنا داخل المدارس . نحن هنا لا نتحدث عمن المسؤول عن سقوط هذا التلميذ في حد ذاته، بل عن حالة عامة قد تحدث لأي طفل في مثل حالة إلياس، وتحديد المسؤوليات، ومن يحرص على ضبط النظام و حماية التلاميذ داخل مدارسنا . وأكثر من هذا فنحن بصدد لفت انتباه القائمين على شؤون تلامذتنا خاصة الصغار بالمدارس الابتدائية انطلاقا من المعلم ووصولا الى الطاقم الإداري بضرورة التحسيس بمخاطر الحركات والتحركات غير المتحكم فيها للأطفال وسط فناء المدرسة من جري و لعب مبالغ فيه بين التلاميذ بالأدوات المدرسية خاصة تلك الخطيرة كالقلم و المدور والمقص و المسطرة ونعلّم أبناءنا أن هذه الأدوات الضرورية في التحصيل الدّراسي وهي سلاح ذو حدين قد تتحول في لحظة مزاح إلى سلاح أبيض، قد يوصل التلميذ -دون قصد أكيد- إلى الاستعجالات أو إلى مصلحة حفظ الجثث لا قدر الله، كما حدث لإبننا «إلياس» الذي لا يزال يرقد بمصلحة الإنعاش بمستشفى كناستيل بوهران بعد إخضاعه لعملية جراحية ثانية أخرجته من مرحلة الخطر حسب الطاقم الطبي. نفس مسؤولية التحسيس والتوعية بالمخاطر المحذقة بتلاميذنا داخل الحرم المدرسي و حتى بمحيطه ملقاة على الأسرة حيث يستدعي على الوالدين تكرار تقديم النصائح والارشادات لأطفالهم من جهة و محاولة اقتناء الأدوات المدرسية الآمنة الى حد كبير تجنبا لأي حادث قد يوقع أبناءهم في مشاكل خطيرة مماثلة.