ما يلفت الانتباه في الدخول المدرسي الجديد ما احتوته الأدوات المدرسية من أشكال ورموز أقل ما يقال عنها أنها بعيدة كل البعد عن مجال التعليم و التربية، إذ أخذت شكل الألعاب أكثر من الفائدة التي صنعت من أجلها، كل ذلك من أجل شدّ انتباه الأطفال، ولو كان ذلك على حساب تركيزهم الدراسي الذي انصب على لذّة اللعب بهذه الأدوات. أقلام و كراريس و أدوات أخرى أخذت أشكالا مختلفة بين ألعاب وأدوات التجميل كالمكياج الذي تجسّد في شكل أقلام التلوين، وصور باربي التي غزت الصفحات الأولى من الكراريس، فضلا عن المحافظ التي تحوي صورا غير أخلاقية تحفّز على المنكرات منذ الصغر، لتحول اهتمام التلاميذ بهذه التفاصيل عن دروسهم وهذا ما أثبته الميدان فعلا، فسرعان ما اشتكى العديد من المعلمين من سلوك التلاميذ الذين أصبحوا يستعملون هذه الأدوات للعب بدل استعمالها للأغراض الموجهة إليها داخل القسم، مما اضطر العديد من المعلمين إلى منع شراء مثل هذه الأدوات التي اعتبروها تهديدا لفكر التلميذ في مرحلته التعليمية، خاصة صغار السن الذين سرعان ما ينصاعون وراء أدنى أسباب التسلية. من جهتها اكتظت المكتبات التي زرناها بهذا الجيل من الأدوات المدرسية التي لا تشبه إطلاقا نظيرتها من الأدوات التي كانت تستعمل في الماضي، حيث تعددت الأشكال والرموز التي تجسّدها هذه الأدوات لدرجة تجعل من يراها لا يفرق بينها وبين ألعاب الأطفال، حيث أكد أصحاب المكتبات التي زرناها أن الأطفال يهرعون وراء هذه الأنواع من الأدوات، وأصبحوا يعرفونها عن ظهر قلب، لدرجة نفاذ هذه السلع بشكل لم يسبق له نظير، وهي ربما الغاية التي سعت إليها الجهات المستوردة لهذه الأدوات المدرسية، و التي سعت لترويج منتوجاتها على حساب مصلحة التلميذ. قد يبدو لأول وهلة أن الأمر عادي غير أن المتمعّن فيه سرعان ما يعي حجم المخاطر التي تحيط بالأطفال في مثل سنّ تلاميذ الابتدائية، الذين يتعلقون بكل ما هو مثير و محفّز للعب، فما بالكم إذا كانت هذه الأمور متعلقة بالتعليم، وتسعى لتدمير مبادئه، وإلا فما هو تفسير دخول هذه الكميات الهائلة من المنتوجات للسوق الوطنية و استهدافها أهم قطاع و هو قطاع التعليم دون غيره من القطاعات، رغم إمكانية توجيهها إلى سوق ألعاب الأطفال و هي سوق وطنية واسعة، غير أن الهدف معنوي أكثر منه مادي وللأسف الأطفال هم أول ضحاياه. شفيق. إ