".. كل الوقت - في غيابه - لا يضم إلى الوقت ...!؟". ربما مر وقت طويل لتدرك هذا، ولكنها أخيرا أدركت ! في حضرته يضيع كل الكلام . سيدة الحديث صمتا تتهاوى ... تنفلت من نفسها، و من الزمن ؟ آه كم كان يسعدها أن يأتي ، و لا يهم أين وكيف ؟؟ أرقها انتظاره . هل يعقل – مثلا - أنه يحاول إضرام الشوق في قلبها ؟ كان من الواجب أن يحضر قبل لحظات ... أو ربما قبل سنوات، ولكنه تأخر ! مضى وقت وأنفاسها تخرج في تأزم ... تكابد لتصل حيث هو ... لا يهم إن أتى حقا . كان يكفيها فقط أن يعتقل كل لحظات العمر... أن يحتل كل مقامات الهوى ! كان يكفيها فقط أن يغتال قلبها ... ولو سرا . بينها و بينها تحتج ... تتأرجح كل الذكريات مرة واحدة ... تتلذذ ... ؟؟ آه.. كم كان يلزم من الوقت ليدرك أنه شكل حياتها ... وانتهى ! - عفوا - كم كان يلزم من الوقت ليدرك أنها هو... وانتهى ! ذكراه دائما تطفو إلى السطح ... تتفنن في نقش نفسها حيث المدى ؟؟ تأخر لبعض الوقت . أيعقل - مثلا - أن يكون هذا الموعد من قبيل الحلم ؟ حقا ... قد زارها طيفه بالأمس ، ربما اعتاد الحلم عليه، اختزل كل الحقائق في حضوره الواهم ! بينها و بينها تحتج ... ألا يكفيه أنه سرق الحلم، فراح يسرق كل الحقيقة - أيضا - ؟؟ تأخر لبعض الوقت . عبثا كانت تستعجل الأمنية . أي لحظة هذه تقوى على اعتقال لحظة هاربة ... هي لحظة وصوله . تأخر لبعض الوقت ...كانت تكتوي فيه شوقا ...! ثم فجأة ... بادرها بالحديث من على بعد عدة ثوان أقصد خطوات . ألقى التحية و جلس . كانت تود القول: « كم كنت أتلهف لرؤيتك ... !" ولكنها قالت : «كنت للتو ذاهبة ... !" ولم يقل شيئا، أو ربما همس شيئا لم تسمعه . - عفوا - ... ادعت أنها لم تسمعه ؟ في حضرته يضيع كل الكلام... كانت تكتفي بالنظر, هي لا تصمت مطلقا، و لكنها لا تتحدث ؟ متميز هو... حتى في جلسته ... في حديثه . في عجالة راح يبرر سبب التأخير. هو... كان يتفنن في اختيار هدية تلغي وقت الحلم الضائع، كان البائع يستعجله ربما لأنه لا يدرك قيمة هدية يحملها رجل لامرأة أضناه البحث عنها , وأضناها البحث عنه !! اختار ساعة يد ... قدمها إليها . هي ... بلهفة راحت ترتدها ... تضمها ... تحاول أن تسرق منها لحظات سرقت ... أقصد سنوات سرقت كرها ! مر بعض الوقت ... فجأة ... أدركا أن ساعة اليد لا تحمل أرقاما !! في حضرتهما صار الوقت يخجل أن يحضر... بعد أن سرق منهما عدة سنوات ... فاختفى