رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    أدرار.. إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    الجامعة العربية: الفيتو الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه على قطاع غزة    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصوص تونسية العدد 3

استضفت سابقا في مهرجان الشعر بفرنسا، كان ذلك في أحد دورات الملتقى العالمي للشعر بلوداف، كانت تلك سفرتي الأولى إلى هناك وفيها تعرفّت على تقاليد راسخة في التقبّل والتثاقف والانفتاح، مدينة صغيرة ولكنها صارت أحدى أشهر المدن بمهرجان الشعر، مدينة متحف يتجمع فيها كلّ عام 90 شاعر من جميع دول العالم تستضيفهم وزارة الثقافة الفرنسية بالتعاون مع جمعية معروفة عندهم، وهناك يقرأ الشّعراء الشعر بكل لغات العالم وطبعا باللغة الفرنسية التّي تجمع الكلّ، وخلال أكثر من أسبوع قرأنا الشّعر في تقاطعات الطرق، وفي وسط النّهر وفي المخابز القديمة،وفي المقاهي الصباحية والمسائية وفي المطاعم.. وتحت الأشجار وفي الكنائس، تساءلت ما الذي يمنع وزارات الثقافة العربية من إقامة مهرجانات للشعر العالمي تستقدم له 100 شاعر مثلا كل عام من كلّ دول العالم ليقرؤوا شعرهم بلغاتهم مع ترجمة باللغة العربية، يكون ذلك بمساهمات متعدّدة من جميع الأطراف من مجتمع مدني وأفراد ومؤسّسات اقترحت ذلك مرارا على السادة وزراء الثقافة وسأعيد اقتراحي. الشّعر هو تحديدا ما تريده تونس هذه الأيام تلك قناعتي. أن نعيد رسم مدننا بالحروف، أن نحارب القدامة بالإبداع، تلك هي مهمّة الحداثيين وليس مقارعة السّلفيين في تصوراتهم الباليّة، ولعلّ الكتابة عموما والشّعر تحديدا هو السبيل الأسهل والأكثر قدرة على التّغيير والتّطوير وربط تونس بأفقها الحقيقي: العالم، اقترح عليكم باقة اخرى من النصوص التونسية.
بقلم: نصر سامي
...مثل العبث ...
سهام بن رحمة
حواء كانت هاجسا
يتعقّب الأسرار في كف الحنين إلى بلاد الذاكره
كم أخرجته بسحرها مَلِكا جليلا
كم أدركت
هذا الذي قد أخرجته بوحيها ،أنى اشتهت تفاحة
أن الذنوب وسيلة للحب مثقلة الحقائب
أن المرافئ لا يحددها المسافر
أن الغياب كرامة للأنبياء
أن المقيم بأرضها بحّار ما بين المراكب
و الليل أروقة
تمتدّ ما بين الرؤى مثل الحدائق
والليل يفتح ألف باب للضياء
كي تسعل الأزهارفي أحشاءها أرقا...
تلك الدمى تتلبس الأنثى طريقا مقفرا
تختال في ذاك الطريق سعيدة
لتعود بعد الليل تذرف جرحها
أو تستبيح حروفها
حتى تعيد يمامة ضاعت هنا
لما أرادت أن تراود ريشها
فكأنما آفاقها قد قسّمت
بين الرحيل و آدمي عابث
والفرق بينهما قليل أو عبث
حوّاء قد رقصت لغربتها الرياح
وتعلقت مثل الأراجيح العتيقة في المدى
آمالُها
حتى انتهت و تناثرت
///////////////////////////////////
الحلو ما جانا
مها عزوز
تتململ كل صباح
الجنازة في دمي
تتوغل في الشريان
تتوقف في خاطري
و الحروف خرس
تضيء داخل أضلعي
تتململ كل صباح
الجنازة في دمي
تسافر إلى عطلة
نهاية الأسبوع المرتقبة
تتوقف عند إيقاع صبوتي
يرتفع فيّ الإنشاد
"ميجانة ميجانة
غابت شمسنا الحلو ما جانا"
ميحانة ميحانة
غاب الحلو
وحقل ضوء يعلو بستانه"
تسافر الجنازة في دمي
و المشيعيون كثر
في الشارع الرئيسي
على أعناقهم
جدار بيته الافتراضي
و زوايا من انهجي
و ذكرى حميمة
لمن سيبيت الليلة بين مفاصلي
يساقيني و يسقي
لهفة أضلعي
و في فلولي يسكب
ماغما عشقه و الغضب
و حنين كلف ولهان َ صب
تتحرك الجنازة في دمي
و مع الغروب تدخلني لتستريح
و تحط حملها ثني مشاعري
و تبيت فيّ أحلام الربيع
ورودا تبزغ فجاة
و الطبيعة بعد قارسة
و تعبثر أوراقها الرياح
و البتلات تخط رسما
على ثلوج الشتاء
رسما موقعا على انغام
رقصة الحياة
" كله terrorist oh sexy lady
ثم تنثرها الرياح نذيرا
و عهد على الوفاء
//////////////////////////////////
قلبي صار صخرة يا أبي
فائقة قنفالي
عند الفجر تهيأ لي اني نمت أو تهيأ لي سأحلم.رجوت الله ان يكون حلمي دون وجوه أعرفها.
وحلمت، أو تهيأ أني أحلم. أقف في محطة قطار وحيدة، في المحطة الجميع يعرف ان يتجه ووحدي لا أعرف الحطة ولا المدينة ولا احد ينتظرني.ربما كنت في الحلم مريضة بالزهايمر...في الحلم أتبع حدسي فأجد نفسي في بركة ماء وأنا لا أعرف السباحة يا أبي.
أنهض مبللة ومنزعجة.أسرع لأفتح كتابا في تأويل الأحلام وأحتار بين ابن سرين وفرويد.
وأتراجع عن الاثنين فهذا مجرد حلم.أفتح نافذة غرفتي الجديدة.غرفتي باردة جدا. جدرانها عالية وخاوية. يبدو أن من كان يسكنها قبلي كان وحيدا ويائسا ، ينام مبكرا ولا يحلم بالشمس.
غرفتي الجديدة ضيقة جدا.......غموض بسيط يحيط بجدرانها يبدو أنّها أيضا حذرة في التعامل مع الغرباء. أمضيت ليلتين فيها ولم نتعودعلى تبادل أنفاسنا ولم نتبادل الأسرار بعد. بحدس الأشياء تدرك أني راحلة يوما ما وأني حتما سأخون ذاكرة المكان التي تحتلني.
جدران غرفتي بيضاء موغلة في البياض، لم تسمح للعناكب أن تقيم بيوتا وقتيا فيها إنها تكره ضعف نسيج هذه الحشرات وترفض الغرباء. هذه الجدران تنتظر عاشقين يبني الخطاف عشه بينهما. الباب أبيض والنافذة بيضاء.الافراط في البياض أزعجني..وحرّض ذاكرتي على استرجاع فيلم شاهدته وأنا صغيرة عن الله.نسيت عنوان الفلم والأبطال اليوم فقط ذكرتني الجدران به. الفيلم كوميدي تماما ولكنه لم يسعدني لقد جعلني أفكر في الاله.
الله كائن أسود يسمع كل يوم ألف الدعوات والأماني ، يحاول ان يرضي الجميع، بطل الفيلم رجل أبيض يتذمر من كل شيء، يوما زاره هذا الاله وقال له كن مكاني. الرجل الأبيض كان أسعد من على الأرض فلقد صار اكثر مما تمني.في منصبه كإله جمع ثورة، تزوج باجمل امرأة ولكنه لم ينم ليلة واحدة، لم يستطع ان يرتاح ثانية واحدة صلوات الكون تزعجه،أمنيات الفقراء المظلومين، أحزان العشاق,في الصباح أسرع الي الاله الأسود قائلا أرجوك أريد أن أعود كما كنت.وعند مغادرة الاله الأسود..قال الرجل الأبيض:ما أعظم قلبك الأبيض يا الله".أنا أيضا أشفقت على الاله. كنت طفلة حينها. ولم اعد احلم أن أصير إلهة مثل أفروديت.
نافذة غرفتي تطل على الحديقة. الحديقة صغيرة. زيتونة ضخمة في منتصف المسافة وارفة وممتلئة حد الالتصاق بالأرض تعكس عشق صاحبة المنزل لزوجها وأبنائها قد تكون فعلت ذلك اعتباطيا. -حين فكرت في هذا- تذكرت شاعرا لم يفهم معنى أن تسأله إمرأة عن الطقس؟سؤال تترجم به رغبتها في قضاء ليلة تنضح بالشبق على حافة البحر.
شجرة برتقال تنمو في هذه الأرض الغريبة.أمر يثير حواسي ويحرك النمرة الساكنة فيّ.
وأنا أراقب الحديقة تصلني رسالة على هاتفي:"لاتموتي الآن أرجوك.أنا أنتظرك قرب المنارة.دونك 'ضيّقة هي الدنيا وضيقة مراكبنا.للبحر سنقول كم كنا غريبين'."
كيف يمكن للآخرين أن يضعوا ملحا على جروحنا ببساطة ويمضون يا أبي؟
ألقي بسؤالي في وجه العدم وأعود إلي النافذة.أراقب الحديقة لعلي أرى بجعة سوداء تخفف بياض عالمي. الأخضر لم يعد ينمو بين مفاصل قلبي. قلبي صار صخرة يا أبي. في الحديقة يلعب طفل في الثالثة الغميضة مع أبيه ودون عقدة أديب يجلس على ركبتي أمه ليقرأ لها ما حفظه اليوم من قرآن.
وتحت شجرة التوت أرى الزوجين يختلسان القبلات.شجرة التوت ينخرها السوس من الداخل وهي تضلل البئر.لللآبار هنا شكل غريب يترجم قسوة المناخ.
من نافذة غرفتي تتسرب أشعة الشمس الي روحي وتقول هذه أشعة" ألف شمس مشرقة" من أجلك.ولكنّ القلب بارد جدا يا أبي في غياب الحب وقاس جدا الشتاء في غياب الذكريات.
أتذكّر عشقك للشمس وكم كنت تكرر على مسامعي قصة بلقيس كلما طلبت حكاية ونحن نرعى الغنم في حقولنا البعيدة جدا والدافئة جدا.أعرف أنك لو كنت نبيا لطلبت ان تكون سليمان وتتزوج بلقيس.
في الحديقة الأنيقة والحميميّة جدا وبينما رائحة القهوة - التي أدمنتها مع الغياب- تفوح من المطبخ وفي كل الهواء أتفقد شجرة ليمون حلمت أنها ستزهر في هذه الحديقة: حديقة بيتي الجديدة. غيرت البيت لعلني أغيّر الذاكرة التي كانت الجدران فيها شاهدة حب وبداية.
لأني أحب الحفاظ على ذكرياتي الجميلة غادرتها إلي غرفة باردة وبلا ذاكرة.
مع مرارة القهوة أدرك يا أبي أن شجرة الليمون تكبرالآن في قلبي
//////////////////////////////////////////////////
العاشقُ ..... لا مَنْ يُنجدهُ
محمد الهادي الجزيري
العاشقُ لا مَن يُنجدهُ من بطش حنين يجلدهُ
من بدء الخلق يطارده طيف المعشوق ويُجهده
سكنتْ حممٌ ورست سفن فإلام يدوم تشرّده؟
وإلام يلوذ بزفرته جزَعا من ليل يرصده؟
يا نادل أسعف مغتربا فلعلّ الكأس تهدهده
بل ليت الخمرة تخدعه فيحلَّ نديما سيّده
سيظلّ طوال الليل هنا في حضرة وجه يعبده
كلّ الندمان سينكرهم وسيؤذي البعضَ تهجّده
ما شأن الناس بمعتكف في قلب الضجّة مسجده
لو حلّ بهم ما حاق به لفنوا ممّا يتكبّده
لا غير محيّا صائده يدري ما كان وما غده
أغوى واصطاد فحقّ له أن يُصدر حكما يسعده
قد يُبقي الصبّ على ظمأ فيذيع السرّ تنهّده
أو يسقي الظامئ ضحكته وبنار الوصل يعمّده
وجهٌ لفداحة نظرته ذكرى في القلب تمجّده
عذبٌ والفتنة جدوله سهلٌ والوصف يعقّده
آهٍ من خال يلثمه جهرا واللحظ يؤيّده
وجهٌ تجثو الكلمات له لا غير الوهم يجسّده
يا نادل إنّ الصبّ فتى مهجُ العشاق توحّده
لم يشف بديع من يده وكم اجتاحت مدنا يده
آهٍ من قنصِ الحبّ لمن هو ربّ الحبّ وموفِده
صيّادُ الصيّادين غدا يستجدي الرفق ويَنشده
يا نادل عجّل واسق فتى شتّى الأحزان تسهّده
كم يبغضه الأشباه على وجعٍ في المعنى يغمده
نشبت أسباب عداوته فيهم مذْ ساد تفرّده
أيُذمّ قليلُ الزاد إذا أغوى الكلمات تزهّدُه
فجميل الصبر مؤونته ورهيف الشعر وجيّده
يسطون على دنيا قلِقٍ يلهو بدمًى تتصيّده
جثث السفهاء تنوء به ويدير اللغو تشدُّده
لا ظهرَ له والصدر له سبحان عنادا يسنده
هُوج الأيام تخرّ له ويجرّ الأرض تمرّده
لا أغبى من جروٍ نزق قد نطّ اليوم يصفّده
لا يوقف هذا النهر سوى بحرٍ من حسن يقصده
يا أنت تجلّي الآن فقد خذل المشتاقَ تجلّده
أحتاجكِ فالخمسونَ لها شجن ماضٍ تتقلّده
لو أنّ محيطا يفصلنا لحثثت خطاي أعَبّده
كي أشكو منك إليك ومن أرقٍ، ذكراكِ تجنّده
ولأحسم أمري في عجبٍ رسم في البال يؤكّده
عجبي من وجهك يحرسه حزمٌ والرقّة تعضده
لمَ لا تسرين إليّ به كي أدعو شكّي يَشهده
ولأسأل لحظك في أدبٍ هل يخشى اللهَ مسدّده
والموت أينسى موعده قد حان وحسنِك موعده
ها مأتم ذاتي منتصب ورؤى سودٌ تتعهّده
الموت أقرّ به جسدي وعناد النبض يفنّده
لو أنّك جئت مُعزّية لهَمستُ لموتي أحمده
ولبستُ بياضي مبتهجا وقصدت الغيب أعيّدُه
من يحضر وجهُك مأتمه يبكي من غيظ حسّده
هل جفوة قلبك تفصلنا أم أنّ فتى يتوسّده؟
أم حيطة أهلك ساهرة درءا لنداء اُنشدُه؟
أم أدرك غصنك غفوته وأتاه النومُ يجرّده؟
لو كنتُ النومَ لَمِلتُ إلى خصرٍ قلق أتفقّده
كمْ جاز له ما يُمنع عن صبٍّ كجهنّم مرقده
للعالم ربّ يرقبه وبحكمته يتغمّده
ولروحي أمرٌ يشغلها وسؤال لا تتعمّده
" أيبوح الماء بحرقته لقوامك وهو يمسّده؟"
يا ديدن نفسي معذرةً فلكَمْ أهواك وأحسده
العطرُ كذلك أحسده والخدرُ وما لا أسرده
حسدي لو أرفع عنه يدي لمضى في العالم يجرده
يا كيف يحقّ لطفلك أن يستعبد نهدا أعبده؟
عفوا، قد ورّطني شغفٌ عبثا حاولت أحيّده
تبّتْ يدُ من يقصي أملا عن حضنك أو من ينقده
مَن غيرك يعذر مغتربا الشوق الجارف مُرشده
يضنيه هواك ويحدجه زمنٌ وقحٌ ويهدّده
زمنٌ أشكوه إليك فكم يتحاشى العقل ويجحده
انتاب سليمانُ الموتى وتولّى الثورة هُدْهدُه
جثم الكهّان على بلدي وعسى من صاغك ينجده
بلدي أفقٌ لا حدّ له كادت غيمات توصده
مثل الفينيق يثور على جبروت الموت ويُطرده
بلدي الحريّة ديدنُه أعمى من قام يقيّده
بلدي ملِكٌ فطنٌ طربٌ لا عاش دعيٌّ ينكده
للعلم يزفّ حرائره ويغيض قُرى تتوعّده
الشمس به حبلت ولذا في كلّ شروق مولده
ملِك لا أخصب من يده ومصير الموتى موقده
الشعب أراد ولا أحد يرقى البركان ويخمده
***
القلب أرادك يا حلما مِن ألفِ أسى أتزوّده
وحرام حين تجسّد لي والله حرام أفقده
///////////////////////////////////////
حسين العوري
ترانيم...
سلام على رادس الياسمين ْ
سلام عليها
على رفّة الشوق في مقلتيها
...على راحتيها
.. يحطّ الحمامُ
ليكتب أسطورة العاشقينْ
فيومض في غسق الليل بدرٌ
يسامر أفئدة الوالهين..
سلام على كلّ قطرة طلٍّ وزهرة فلٍّ وقطعة طين
سلام على كلّ حبّة رملٍ
سلام على رادس الياسمين
* **
سلام على فجرِك البابليِّ
وأنسامِ صيفك غبّ العشيِّ
وقلبٍ تولّهَ وقت الأصيل.. سباهُ اليمامْ
فراح يراود ، في غفلة العابرين ، حريرَ الكلام ْ
لينسج تاجا
يليق بسيدة العاشقينْ
وفي نبضه رجع صوت بعيد:
أحبّك يا رادس الياسمين
***
سلام على شاعر يتغنّى
وقافية حلوة تتأنّى
ولحن شجيّ ، سخيّ ، كأنّ...
به نوبةً من حنين الحنين ْ
إلى رادس الفلّ والياسمينْ
***
سلام على دم كلّ شهيدْ
عناقيدَ ضوء تنير دروب الإما والعبيدْ
وصرخة َشعبِ تزلزل أقبية الغاصبينْ
سلام عل دمِ حشّاد نبعا زكيَّا.. ودفقا سخيَّا
وتاجًا..
يزيّن هامَ الرجالِ..
وهامَ البلادِ
وهامكِ يا رادس الياسمينْ
***
سلام على الرفْقَةِ الرائعينِ
رفاقِ الحروفْ ..
حروفٌ تجمّل ... تزرع ...تبني..
ولكنها في رقاب الطغاة نبالٌ.. سيوفْ
وطيرٌ أبابيل.. ترجمُ ، تقصفُ..
.... تنسفُ أنديةَ المفسدينْ
سلام على رادس الياسمين
***
بحضرة درويش – رغم الغيابْ-
يطيب اللقاءُ ويحلو السهرْ
فتنضو فلسطينُ ثوبَ الحدادْ
وتمسح عن ناظريها الكدرْ
وتنساب رادس ُ شلاّل عطرٍ وباقة وردٍ..
... ترحّب بالفتية العاشقينْ
فطوبى لكم يا رفاق الحروفِ
لَكُمْ يهتفُ الفلُّ والياسمينْ
/////////////////////////////////////
من غطّى عين الشّمس؟
طارق البوغديري
أدلّك روحي بآخر كأس نبيذ
نبيذ جنوني
على الباب صلصلة
و حديث وساوسة و سماسرة
جردونا من الأسئلة
يدخلون علينا بشكل شيوخ
فلاسفة كهنهْ
شيخنا القرضاوي يدافع عن نبض شعري
و حرّيتي في بلاد تراكم فيها الخراب على ذاكرهْ
ختمت منذ أن عقدت
صفقة المال كي تتقاتل أفعالنا مع أسمائنا العربيهْ
" جراحي غسيل يجفف فوق جبال الإله "
و ظلي يقدّم للشمس حشيشا و قنّبا
عساها ترم جراحي
و في غمرة الانشطار
هفا خاطري للتداعي
لأشكو وفاة نشيدي
أنا في بلادي أعد كرقم جبائيْ
على لغتي للأمير جبايه
على حلمي للأمير جبايه
على سفري في القصيد جبايه
و ها لم يعد للنزيف نهايه
أصاب خطابي دوار سياسي
دمقرطة السلفيه
و تعليب منهج الحريّه
في كتاب لدسترة الوهم و الكهنوت
مازلنا نغني موال " الخبز الحافي "
و مجلس الشيوخ الموقر
يوقع تعليب منهج الحريه
في كتاب لدسترة الوهم و الكهنوت
سأحمل رأسي الثقيل على كتفيّ
و أمضي
و أمضي
الى مخدع الشمس كي أحتفي بالجنون
يا وجهي المتبلّد
منذ زمن من الشعر
لم اقطعْ مسافاتِ الرّؤى
لأحقّق انتمائي للنسْيان
مجهدا احمل أسفاري و كثيرا من الاحتمالاتِ
لست وجهي تماما " انكيدو "
أنت صنيعة الرّؤيا الأولى
و طينُ وجه لا يتكرّر
لم أكن لأعجن بماء الزّهر عصارةَ موتي
لو لم أُخلّد صورتَك " انكيدو" على جدار ذاكرتي الرَّخْوِ
أنت ذراعي الممدودةُ " لأوروك "
و شرياني المعرّش بكفّ " عشتار "
أنت خاتمة البداية و بداية الخاتمة
أنت تأصيل ما أمكن
و قفزتي الأولى فوق أسوار الروح
أنت لست وجهي تماما
مل قليلا
مل شمالا أو يمينا و لا تسقط
يا وجهي المتبلّد
فيوما ما ستخلّد
و يرث عنك شاعر "أوروك"
29 ديسمبر 2012
////////////////////////////////////////////////
مرّ الزمان
فاطمة عكاشة
"اروي الحكاية "هكذا الأسرار قالت"قد هرمت ِ ولم تجد فيك البلابل مصدحا للأغنيهْ
أشجارك العذراء ماتت قبل أن تختار غلّتها الملوكْ
أنت التي غربت شموس في يديك وأقبلت خلف السحائب نخلة كانت تحوك جريدها الفضّي فستانا توهّج كلما داعبت خضرته الشهية أو أضأت "هيول" نجم لم تدنّسه الحرائق ..كلما أقبلتِ ظامئة إليْ
"اروي الحكاية "كم سألتك ربما اختلطت حوادثها عليْ
ذهب الزمان فكيف عدت ِ؟غرفت من طبقي وزدت ِ..طعمت من كبدي وقلت بحرقة
كم من مساء مرّ لم أدرك رحيله ..لم أودّعه وقد أودعته روحي وبعضا من جروحي ...
كانت الأيام تبحر والزوارق تختفي ...
كلّ النّفائس أخرجتني من خزائنها ..هرمتُ ولم أزل ألقاك موصدة وموحلة الشوارع بالصباح وبالعشيْ
أوغلت فيّ فلم تكد تظفرْ بشيْ
لو أنني أوغلت فيك لأ ُغرقت سفني بماء الورد حتّى تنتشي
قد كنت اخفي يومها أثري وقد دلّت عليه روائح الموت البطيء ...سقيتني وشربت من ظمإٍ يكاد يلوذ بي من حرّ ذاك الكأس ِ..كم قلت اشربي هذا نعيم اليأس يُسرق من عيوني ..كلما آنست ظلا ّ أ ُوقدتْ نارُ الحنين ِ
سمعتها في الليل تدعو دعوة المتظلّمِ
غضبت عليك موائد العشاق ِ
واعتصرت خمورَك لذة الشواق ِ آهِ سمعتها : صوتا كغرغرة تردّد في الظلام ْ
قد كنت أعرفها وأعرف جرحها
كنت التقيته غائرا
ورأيت وجهه سافرا
وعرفته...
قلت اقترب ْ
مرّ الزمان وأنت تنزف كالقرب ْ
قلْ لاختلاجتك العميقة اقصري
فالموج تفهمه السحب ْ
سنعود يوما ربّما ونقول للزمن الجميل ألا احتسب ْ
قف هاهنا حيث التقينا مرّة ً
سنعود فالقصص القديمة تنتحب ْ
حيث افترقنا هاهنا أرأيت عشبا ذابلا قد طوّقت أعطافه
ورقا قديما كالحا
أوتلك قصّتنا تعرّت مُرّة
فعرفت للأيام طعما مالحا
ذهب الزمان فكيف عدت ؟غرفت من طبقي وزدت
طعمت من كبدي ولدت بسيطة و عميقة وعلى جبينك قبّة ومزارْ
اليوم قربك رحلة بين التحرّر والحصارْ
واليوم بعدك فكرة سوداء من برد ونارْ
////////////////////////////////////////////
أيها التائه ارحل
عواطف كريمي
لستُ قيدا في الافق
حلّق اليوم انطلق
وتحرّر من عذاب
بات يسقيك القلق
ما الذي يبقيك قلبي
والهوى منك انعتق
كنت اشراقة روحي
فيك ابصرت الفلق
فاذا الفجر اكتئاب
و اذا العمر ارق
ايها التائه ارحل
لا تقل قلبيَ رقّ
ليكن ما شئت فامض
بتّ لا اخشى الغسق
///////////////////////////////////////////
ليس حزنا
فوزية العلوي
ليس حزنا
بما في اللفظ من سحب
ولا ترحا كمن فقد الأصابع في الطريق
ليس إحجاما امام الموت
ولا بكائا علي رجل كنا سنزرعه احتمالا
ليس إحباطا كما ترمي السلاحف بيضها
للبحر
ولا انتظارا لمعجزة في زمن بلا غيب
ليس انبطاحا كما قال اليسار
ولا اشتياقا الي الموت في زمن العمالة والتتار
ليس زهدا ولا نسكا ولا جبرا ولاقدرا
قل انه قرف علي قرف
علي من يدعي شرفا
ويداه غارقتان في وحل وفي ترف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.