تاريخ الجزائر حافل ببطولات رجالها ونسائها الذين دونوا أسماءهم بحروف من دم لتحيا الجزائر ولتعيش الأجيال القادمة في كنف الحرية و الاستقلال أجيال يتوجب عليها معرفة ما عاناه أسلافهم من اضطهاد وظلم وما قدموه من تضحيات. لكن أطفال اليوم، لا يعرفون عن تاريخ بلادهم سوى ما يُقدم لهم من دروس «جافة» بالمؤسسات التربوية، دروس مختصرة قد لا تفي بالحدث وإستيفاء حقه، دروس لا تجعلهم يعيشون و يحسون بالوقائع فكيف لهم أن يدافعوا عن تاريخ بلد المليون ونصف المليون شهيد من أي اعتداءات لفظية خارجية فهو لا يعرف عن العربي بن مهيدي سوى الاسم أو أن أحد شوارع المدينة يحمل اسمه و لا يعرف بن مهيدي البطل الشجاع الذي قاوم الاحتلال بكل شراسة. الخطأ و العيب ليس في أبنائنا لكن العيب فينا نحن لأننا لم نعرف كيف نوصل إليهم رسالة السلف ولم ننجح في أن نحببهم في تاريخ بلدهم فلم لا تقوم المؤسسات التربوية بتنظيم ورشات تُعرض فيها شرائط وثائقية تبين نضال المجاهدين؟ أو لم لا تنسق الوزارتان الوصيتان لاستضافة من صنعوا مجد الجزائر بالمؤسسات التربوية لكي يسردوا على لتلاميذ الوقائع كما عاشوها ويعيش الطفل اللحظة ويقشعر بدنه ومن هنا ربما يطلع على تاريخ بلده باهتمام أكبر. لكن يجب أن يكون ذلك قبل فوات الأوان فقد مرت 59 سنة على استقلال الجزائر ونحن نفقد المجاهدين واحدا تلو الآخر فلا يمر يوم إلا ويتم الإعلان عن وفاة مجاهد ممن صنعوا مجد ثورة نوفمبر لذا يجب أن توثق شهاداتهم وتستغل لكي يكون أبناؤنا مشبعين بحب الجزائر وما أدراك ما الجزائر.