بمناسبة الذكرى ال 67 لعيد الثورة المجيدة عرضت فرقة " الحلقة" على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس مسرحية " كاليدونيا" التي صممها الفنان القدير عباس لكارن وتقمص أدوارها كل من بن سعيد المهاجي، حساني ميلود، نبال عبد القادر، عسال عبد القادر ، سبع أحمد ، شلاوة عبد القادر، حرمل عبد القادر ،عتو محمد ، بلحاج إسماعيل وسعدي محمد وحفيظ ... المسرحية تجسد معاناة 200 جزائري نفتهم فرنسا إلى كاليدونيا الجديدة في أول رحلة على متن سفينة في جوان 1873، انطلاقا من ميناء وهران بسبب مشاركتهم في انتفاضة شعبية تعبيرا عن رفضهم التجند في صفوف الجيش الفرنسي للمحاربة بروسيا، كما تُجسد الظروف القاسية التي عاشوها خلال الرحلة التي دامت شهورا ، قطعوا خلالها مسافة 22 ألف كلم، فضلا التعذيب النفسي والأشغال الشاقة التي فُرضت عليهم هناك في السجون . يظهر الحلايقي في أول العرض ، مُعرفا الجمهور بهؤلاء المنفيين ومستعرضا جملة من الأقوال الشعبية، منتهيا بالدعاء إلى الله في أن يحفظ بلدنا ويرزقنا الأمن والأمان، ثم يأتي المشهد الأول الذي يبرز حوارا دار في المقبرة بين شاعر وامرأة تدعى " شافية"، هذه الأخيرة التي تسترسل في تعداد خصال أخيها المتوفى عند قبره ، غير أن الشاعر يحدثها عن مأساة أناس كبلتهم فرنسا بالأغلال وجرتهم إلى السفينة ثم نفتهم قسرا إلى كاليدونيا الجديدة بعيدا عن أهلهم، بعدها تظهر السفينة وهي تنقلهم إلى هذا المستعمرة الفرنسية البعيدة عن الوطن ب 22 ألف كلم، إلى غاية الزجّ بهم في السجن، وهناك يقوم أحدهم بإلقاء أشعار حزينة مليئة بالأسى والحنين إلى الوطن : يا مندرا وينته يفرج ربي تسعد الأيام ويفرح قلبي يا ناس شعري شاب ولّى صوفة قلبي كحال ومرعوبة من صابني برّاد فوق المايدة مجمّع مع الحباب كيف العادة وين أمّاليا وأولادي ورجالي وين حومتي وين أصحابي يا ناس توحّشت الأذان يا ناس توحّشت نسمة رمضان يا ناس هذا البلد ما هو بلادي بلادي الجزائر الزين الغالي ويتجاوب معه الجميع وهم يرددون هذه الأشعار في تناسق وتناغم بشكل مؤثر جدا، ثم يغادر المنفيون الخشبة ويدخل " حرمل محمد " وهو أحد الشعراء المعروفين بالمنطقة ،مرددا قصيدة ألفها حول ذكرى نوفمبر المجيدة ، ثم تدخل كوكبة من الناس حاملة الأعلام الوطنية متجهة نحو الجمهور الذي يتجاوب معها في ترديد جملة من الأناشيد والأغاني التي طالما رددتها النسوة بعد الاستقلال في عديد المناسبات منها : " رحم الشهداء الله رحم الشهداء" ، وذلك بصوت جهوري يبعث الحماس في النفوس تتخللها زغاريد النسوة، لتليها أنشودة " يا أمي لا تبكي علي ولدك مجاهد لأجل الوطنية " ، وأغنية "واد الشولي " وأخرى بعنوان " بن علال زين التحزيمة" ، واختتمت بأغنية " يا بوزيان بالاك اتجي عسكر تنيرة خرب كل شيء ".. لينتهي العرض في جو احتفالي رائع.