أمتع مسرح القول لفرقة " آخر حلقة " الجمهور العباسي بعرض مسرحي عنوانه" ذكريات زمان " قدمه على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس تزامنا والاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، وذلك في حضرة السلطات المحلية يتقدمهم " محمد حطاب" والي الولاية، العرض يتناول بأسلوب فيه الكثير من الحكم والأمثال الشعبية والفكاهة والذكريات الحزينة البائسة التي عاشها جزائريون منفيون إلى كاليدونيا الجديدة في غياهب السجن سنة 1870. وينطلق العرض في شكل حلقة أشبه بتلك التي كانت تقام أيام زمان في الحي الشعبي "القرابة " بالطحطاحة المحاطة بعدد من المقاهي الشعبية كمقهى " البوسفور" ومقهى " الهلال " ومقهى " الشيوخ" .. حيث يظهر " عباس لكارن " وهو مصمم هذا العرض مرددا " باسم الله بديت وعلى النبي صليت وبكم استويت، والله لينا دوام الله يحفظ لحباب اللي أوفاو العهد واللي خالف الفرض يموت يمشي عريان"،قبل أن ينتقل إلى ذكر مجموعة من الحكم والأمثال الشعبية منها" اللي ما ربى الخيل ما يعرف يركب ما يعرف حراب للعود الحرار، اللي جاور القدرة نطلى بحمومها واللي جاور الصابون جاب نقاه" يساقون إلى السجن، ثم يأتي مشهد وصول جزائريين منفيين إلى كاليدونيا ومعهم إسبانيون و عمال من بلدية باريس ينزلون من الباخرة التي كانت تقلهم ثم يساقون إلى السجن وهم مكبلو الأيدي،وفي زنزاناته يتعرفون على بعضهم بعضا، ومن هنا يبدؤون في سرد الحكايات القديمة والطرائف والنكت وفي استرجاع الذكريات سعيا للترويح والتخفيف عن أنفسهم من ألام وعذاب السجن. وبين الحكاية والحكاية يسمع الجمهور أغاني معبرة ومِؤثرة ممزوجة بالحنين إلى الأهل والوطن نذكر منها " يا حمام القصور راني مباصي بالزوار من الحكم مغدور لمحان جات قوية،علاش يا حكام المحبوس عندكم ينضام طول الدهر خدام ويموت بلا دية ، قولو للميمة ما تبكيش يا المنفي ولدك روح ما يوليش يا المنفي، ياناس هذا البلاد ما هي بلادي بلادي الجزائر زيد الغادي، يا ناس توحشت صوت الأذان توحشت يا الخاوة نسمة رمضان"، ويتواصل العرض الذي تجاوب معه الحضور أيما تجاوب بأداء مجموعة من الأناشيد الثورية طالما رددتها الأمهات والجدات أيام الثورة التحريرية المباركة وغداة الاستقلال " يا بوزيان بالك ادجي عسكر تنيرة خرب كل شيء، واد الشولي...، يا بلحسن دير التحزيمة...، حيوا الشمال الإفريقي ، على السطايفية ،لينتهي برفع العلم الوطني وسط دوي من التصفيقات" . للإشارة فان العرض المسرحي شارك في أدائه كل من " مهاجي بن سعيد" ،" حساني ميلود" ،"عدلان وهيبة"، " شلاوة عبد القادر" ، " بلحاج اسماعيل" ، " طويل عباس"، " سيدهم رابح" ، " سبع محمد" ، " بوشيخي حفيظ " " تهامي مصطفى" (القصاصبي)، " حرمل عبد القادر" (شاعر)، " عتو محمد" (شاعر) ، بالإضافة إلى " عباس لكارن" ، أما المرافقة الموسيقية فكانت لنبال عبد القادر.