- عرض مميز ل " آخر حلقة " لفرقة مسرح القول بقيادة عباس لكارن . افتكت تعاونية " الفصل الثاني " لسيدي بلعباس الجائزة الأولى ضمن فعاليات المهرجان المحلي للمسرح المحترف الذي احتضنه المسرح الجهوي لسيدي بلعباس على مدار4 أيام ، وبذلك تأهلت التعاونية لدخول المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي سينظم بالعاصمة بداية من 23 الشهر الجاري وذلك عن مسرحيتها " ليكستا " المقتبسة عن قصة " سامويل بيكر " و التي قام بإخراجها أحمد مداح من البليدة وتقمص فيها الأدوار كل من جوزي ياسين من سيدي بلعباس وعبد الله نميش من وهران، بالإضافة إلى العازف على آلة الباتري رابح سيدهم من سيدي بلعباس . ويتناول العرض لعبة " النهاية " التي يبدو أنها تأخرت بمجيء شخصيتين مجهولتين، وذلك على هامش الضجيج الذي نعيشه اليوم وفي زمن مليء بالصراعات التي لا حدود لها، كل شيء يتداخل مع بعضه حتى الموت، وتدور فصول المسرحية داخل مسكن يعيش فيه شخصان أحدهما مقعد تماما والثاني معوق في رجله، إذ لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر لضرورة الحياة والتعايش، فتنشب بينهما صراعات أبدية نفسية وجسمية و ... إلى غاية الموت. وفي هذا الصدد يقول قادري محمد رئيس هذه التعاونية : " لقد اخترنا هذه المسرحية التي كانت قد بدأت فرقة النوارس من البليدة منذ أعوام في إنتاجها، غير أنها ما لبثت أن تخلت عنها في منتصف الطريق، فتبنيناها نحن وأدخلنا عليها تغييرات كثيرة دون المساس بالروح التي رسمها " كاتبها سامويل " ، وارتأينا أن يشارك في إنجاز العمل الفني فنانون مسرحيون من مختلف جهات الوطن من البليدةووهران وسيدي بلعباس، وهي الفكرة التي رحب بها محبو المسرح وحتى لجنة التحكيم شجعت المبادرة . وقبل الإعلان عن نتائج المنافسة في الطبعة ال 11 التي حملت اسم كاتب ياسين قدّمت لجنة التحكيم جملة من الملاحظات والتوصيات، مثمّنة مجهودات المسرحيين المشاركين في التظاهرة والإشادة بمواهب بعضهم المميزة، داعيا إلى وجوب توظيف التراث الثقافي الوطني والمحلي وتجنب قدر المستطاع الاقتباس من المؤلفات الأجنبية، وهي ظاهرة طغت على هذه الدورة، ضف إلى ذلك تفادي قيام شخص واحد بكل الأعمال الفنية من اقتباس و إخراج وسينوغرافيا وموسيقى.. كونه لا يتماشى وقواعد الإنتاج المسرحي. وخلال حفل الاختتام قدمت فرقة مسرح القول عرضا " آخر حلقة "برئاسة مصمّم العرض الفنان عباس لكارن الذي يعشق التراث الشعبي الأصيل حتى النخاع ..تراث ردد ضمن الحلقة التي كانت تقام أيام زمان بالطحطاحة (الحي الشعبي القرابة )، من قصص ومدح للرسول صلى الله عليه وسلم و شعر ملحون وأقوال مأثورة وغناء بدوي ورقص شعبي وترويض للأفاعي الخ... أعضاء الفرقة ال 12 ظهروا بالزي التقليدي المحلي الموحد كالعباءة والعمامة وهم يضربون على البندير و القرقابو مرفوقين بالعازف على القصبة والقيتار، وكذا الضارب على الطبل والقلال في مشهد رائع وممتع أعاد للجمهور الحاضر، لاسيما كبار السن أجواء تلك الأعوام الخوالي، عندما كان يتحلق الناس في الطحطاحة حول المداح كالشيخ دحو وحول مغني البدو كالشيخ عبد المولى والشيخ المدني وأيضا مروض الأفاعي وغيرهم لأجل الاستفادة والاستمتاع والترويح عن النفس . وقد استهلت الفرقة عرضها بترديد أغنية " باسم الله أبديت " ثم أغنية "سيدي بلعباس الزينة" ف " يا ديوان الصالحين وعلى ربي والوالدين " التي تجاوب معها الجمهور، ثم الشروع في تقديم باقة من الأقوال المأثورة للشيخ عبد الرحمان المجدوب بأسلوب جذاب ليتدخل شاعر الملحون السيد حرمل، ويمتع الحضور بقصيدة عن حكايته مع " الفار"، ولعل الشيء الذي هز الجمهور و أطربه كثيرا ، تلك الأغنية الحماسية التي كانت تغنيها الأمهات غداة الاستقلال في عديد المناسبات وهي " واد الشولي " " بلحسن دير التحزيمة " .