مدينةَ سيدي خالد بولاية بسكرة التي أخذت اسمها من الوليِّ الصَّالح خالد بن سُنان، من المدنِ العريقةِ في تُراثنا الجزائريّ التي تزخرُ بموروثٍ ثقافيٍّ غزيرٍ أبرزها مأثورةُ "حيزيَّة"، والكثيرُ من فُحول الشِّعر الشَّعبيّ مثلَ الشَّيخ بن يوسف ، السماتي، محمد بن قيطون ، محمد بن عزوز ، الطيّب بن رحمون ، العربي بن القدمي ، بلقاسم حرز الله والحاج لعمارة وغيرهم ممن كانوا نُجوما في سماءِ الثَّقافة بالجزائر . * تُعدُّ منطقةُ سيدي خالد قُطبًا ثقافيًّا بإمتياز للأُغنية البدوية والشِّعرِ الملحون الذي ساهمَ في إثراءِ الأدبِ الجزائريّ على الخصوص والعربيّ عموما ،.. تُساهمُ المرافقُ الثَّقافيَّة في كلِّ منطقةٍ في لمِّ شملِ المُثقَّفين وتبادلِ الآراءِ والمعارفِ في شتَّى المجالاتِ من خلالِ عقدِ لقاءاتٍ وندواتٍ تُعنى برفعِ الذَّائقةِ الأدبيَّة والنُّهوضِ بالفكرِ والوعيِ الجمعيِّ بطريقةٍ نوعيَّة. * وتُعتبرُ "سيدي خالد" من المناطقِ الأكثرِ تهميشًا في هذا الجانبِ نظرًا لافتقارها إلى أبسطِ المراكزِ الثَّقافيَّة والجمعيَّاتِ ، وأخُصُّ بالذِّكرِ غياب مكتبةٍ عموميَّةٍ التي تعدُّ من الضَّروريَّات على غرار البلديَّة ومركزِ البريد، نظرا لدورِها الكبير في تربيةِ النشء وتعزيز حبِّ القراءةِ و المُطالعة لديهم، و دعمِ دَور المدرسةِ في تنشئةِ الأجيالِ . * إنَّ جزائرنا الجديدة لفي أمسِّ الحاجةِ إلى تكاتُفِ الجُهودِ للنُّهوضِ بالإنسانِ أولا وقبلَ كُلِّ شيءٍ ، ومدينتُنا مدينةُ الشِّعرِ والشُّعراءِ ، كما يُطلقُ عليها نظرًا لثقافةِ وذائقةِ سُكَّانها في الأدبِ والشِّعرِ لفي أمسِّ الحاجةِ إلى مراكزَ ثقافية ومكتبة مطالعة عموميّة التي يُعتبر عدمُ تواجُدها أمرًا وجبَ تداركُه من قبل البلدية ومُديريَّة الثَّقافة بالولايةِ . * فها نحن سُكَّان بلدية "سيدي خالد" نُطالبُ و بشدَّة باسترجاع حقِّنا في مكتبةٍ عموميَّة وعيًا منَّا بأهميَّتها و دورِها الرَّئيسي في بناءِ الفردِ في المنطقة التي تعدُّ مركزَ إِشعاعٍ ثقافيٍّ وأدبيٍّ بإمتياز يُؤرِّخُ للشِّعرِ العربيَّ والملحونِ كمأثورةِ " حيزيَّة " التي بلغت شُهرتها الآفاق، والتي تعدَّدت المسَاعي لجعلها من التُّراثِ التَّاريخيّ اللاَّماديّ . * إنَّ جزائرَ الغدِ تُطالبُنا وبشدَّة أن ننهض بالفردِ كخُطَّةِ عملٍ أوليَّة على رأسِ قائمةِ المهامِّ ، فالرِّهانُ الأوَّل هو الفرد كأساس يقامُ عليهِ بناءُ جمهوريَّتنا الواعِدة التي ترتكز على تنميةُ فكرُ الإنسان، و من هُنا يأتي دورُ المكتبة العموميَّة للمُطالعة في تنويرِ الفكرِ والأذهان ، و تحفيزِ النشء على الإِبداعِ وتوسيعِ دائرةِ الحوارِ بين طاقاتِ المُجتمعِ الثَّقافيَّة والفكريَّة ، في ظلِّ التَّسارُعِ الذي يشهدُه العالمُ في إطارِ الثَّورة المعلوماتيَّة * تسعى المرافقُ الثَّقافيَّة إلى بلورةِ متطلَّباتِ الشَّباب الواعي والمثقَّف في مختلفِ الحُقُول المعرفيَّة والفكريَّة الهامَّة التي من شأنها النُّهُوضُ بعجلةِ التَّنمية في المنطقة ، ..إنَّ الدَّورَ الرَّئيسي للمكتبة العموميَّة للمُطالعة يكمنُ في تزويدِ الشَّبابِ بمعاني النَّهضة الحضاريَّة التي تصبُو إِليها بلادُنا، وتُلحُّ عليه معارفهُ الجمَّة بضرورةِ المُشاركة في التَّغييرِ للأفضلِ وذلك بتبنِّيهِ لطُرائقِ تفكيرٍ فعَّالة في إحياءِ كافَّةِ المجالاتِ والنَّشاطاتِ الاقتصادية والتنمويَّة . * وما يُميِّزُ المؤسَّساتِ الثَّقافيَّة عن المُؤسَّسات التَّعليميَّة أنَّها تُحفِّزُ مناطقَ الإبداعِ وتُعطي للفردِ حُريَّةً أكثرَ في اقتناء المعلومةِ و جمعها، من حيثُ اكتسائها طابعًا وصبغةً أكثرَ تحديًّا من التَّقليد؛ إذ وجب على هذه المراكزِ اعتماد نشاطاتٍ ترتكزُ على النَّوع وليسَ الكمِّ من حيثُ استخدام الوسائلِ السَّمعيَّة والبصريَّة واستخدام الوسائط التَّفاعليَّة ، وقد ضاعف وعيَ الفردِ في منطقةِ سيدي خالد ببسكرة مسؤوليةَ مُثقَّفي المنطقةِ نحو النشء الجديدِ لما للثَّقافةِ والمكتبةِ العموميَّة للمُطالعة من دورٍ رئيسي في إرساءِ دعائمَ الفكرٍ القويم ، ومدينةُ سيدي خالد تُعدُّ منطقةً من مناطقِ الظلِّ التي أشارَ إليها السَّيد الرَّئيس التي وجبَ على المسؤولين بالولاية نقلُ انشغالات سُكَّانها في جميعِ القطاعات بمصداقيَّة و نزاهةٍ تامَّة ، تأديةً للواجبِ المنُوطِ بهِم .