أحيت الجزائر أمس الذكرى ال67 لاستشهاد البطل بلقاسم ڤرين، الذي استُشهد في 29 نوفمبر 1954، مُقدّما حياته في سبيل استقلال هذا الوطن. وقد عرف الشهيد البطل في صغره بطبعه المتمرد والثائر على الوضع الاستعماري. هذا ما صرح به الباحث البروفيسور سمير ناصري أستاذ التاريخ المعاصر، حيث نوّه بكل الشهادات الحية والأرشيف الموجود بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، المؤكدة أن الشهيد بلقاسم ڤرين ابن منطقة خنشلة، هو من مواليد 27 ماي 1927 بدوار «كيمل» عرش تكوت بآريس بمنطقة الأوراس، من أب فلاح يُدعى البشير وأم اسمها مبروكة تاوليليت بنت سي أحمد، حفظ ما تيسّر من القرآن الكريم في صباه على يد والديه بمسقط رأسه دوار «كيمل»، ثم تابع دراسته التقليدية باللغة العربية بزاوية سيدي فتح الله على يد الشيخ البشير ورتان، وفي سنة 1939 سافر إلى تونس بغرض متابعة الدراسة هناك، ليرجع سنة بعد ذلك إلى مسقط رأسه. وأضاف محدثنا أن مجازر 8 ماي 1945، قد شكّلت منعطفا حاسما في حياة بلقاسم ڤرين، حيث شكل مجموعة مسلحة في مارس 1952، واتخذ من جبال الأوراس قاعدة لهجماته على قوات الاحتلال الفرنسي. وحاولت السلطات الفرنسية والإعلام الاستعماري تشويه مقاومته بوصفه وجماعته ب «قطاع الطرق» وب«الخارجين عن القانون»، ووضعت مكافأة تقدّر ب100 مليون فرنك فرنسي قديم لمن يلقي عليه القبض أو يسلّمه حياّ أو ميتاّ. بعد اندلاع الثورة، لم يتردّد بلقاسم ڤرين في الالتحاق بالمجاهدين بمنطقة الأوراس، وكان أحد مهندسي أولى معارك الثورة المظفرة في الأوراس، وقد قام بعدة عمليات مسلحة ضد مواقع جيش الاحتلال ومصالح المعمرين بتكليف من قيادة المنطقة الأولى. وإثر هجوم شنّته فرق المظليين الفرنسية في 29 نوفمبر 1954، والتي كانت مدعّمة بالطائرات والمروحيات، على معاقل المجموعة التي كان يقودها في جبل «شيليا» بالأوراس الأشم، وبعد اشتباكات مكثّفة بين الطرفين استشه بلقاسم ڤرين رفقة مجموعة من الأبطال الشهداء، وجاء هذا الهجوم في إطار عمليات عسكرية للجيش الفرنسي في الأوراس دامت من 17 إلى 30 نوفمبر 1954، وشارك فيها أكثر من 5 آلاف عسكري فرنسي، جميعهم جندوا للقضاء على الثورة في منطقة الأوراس، لكن إرادة الشعب الجزائري كانت أقوى في اكمال مسيرة الكفاح.