أحيت بلدية كيمل، الواقعة على بُعد حوالي 95 كلم عن مدينة باتنة يوم الخميس في أجواء مهيبة، الذكرى ال64 لاستشهاد البطل قرين بلقاسم، بحضور عديد المجاهدين ومنهم مجاهدون من الرعيل الأول الذين التحقوا بالثورة التحريرية بالولاية الأولى التاريخية أوراس النمامشة، يتقدمهم المجاهد لخضر أوصيفي. وتم في مستهل إحياء هذه الذكرى التي أشرف عليها الأمين العام للولاية يوسف بشلاوي زيارة مقبرة الشهداء بهذه البلدية النائية وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة قبل زيارة المعلم التذكاري لمقر الولاية الأولى التاريخية بالجهة ليتوجه الجميع بعد ذلك إلى قرية سالات مسقط رأس الشهيد حيث تم تدشين معلما تذكريا تخليدا لذكراه. وألقى بالمناسبة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين المجاهد العابد رحماني كلمة نوه فيها بخصال الشهيد ونضاله ضد المستعمر حيث كان -كما قال- أحد المتمردين على قوات الاحتلال ضمن مجموعة لصوص الشرف بالأوراس وصنفه المستعمر وقتها بالخارج عن القانون رقم 1 بهذه الجهة من الجزائر. وقام قرين بلقاسم في مارس 1952 بتشكيل مجموعة مسلحة والتحق رفقتها بالجبال وكان ينفذ من حين لآخر عمليات ضد عساكر العدو مما دفع بسلطات الاحتلال حينها برصد 100 مليون فرنك فرنسي كمكافأة لمن يأتيها به حيا أو ميتا. وتفيد شهادات لمجاهدي المنطقة ومنهم محمد بيوش بأن قرين بلقاسم كان ضمن المجموعة التي أوكل لها الشهيد مصطفى بن بولعيد مهمة الهجوم على ثكنة الدرك الفرنسي المتواجدة بمدينة باتنة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 لكن العملية فشلت وعاد البطل الذي دوخ المستعمر إلى جبال الأوراس التي يعرف مسالكها جيدا ليسقط شهيدا بالمكان المسمى أتزا أحمد أوما يسمى حاليا ثنية الرصاص بتاريخ 29 نوفمبر 1954 وعمره لم يكن يتعدى، آنذاك، ال27 سنة. وتشير بعض الشهادات الحية كذلك لمجاهدي الرعيل الأول إلى أن قوات الاحتلال قامت بتمشيط المنطقة التي كان يتواجد بها البطل قرين بلقاسم حوالي 14 يوما وجندت لتلك العملية التي استخدمت فيها الطائرات المقنبلة لأول مرة بالجهة ما يقارب ال5 آلاف جندي، حسب ما ورد في الصحافة الفرنسية وقتها. أما مولد الشهيد، فكان في 17 ماي 1927 بدوار كيمل حيث نشأ في أسرة تمتهن الفلاحة وتعلم القرآن الكريم على أيدي والده ثم تابع الدروس باللغة العربية بزاوية سيدي فتح الله قرب سيدي علي بنفس القرية على يد الشيخ البشير ورتال وكانت فيما بعد أحداث 8 ماي 1945 نقطة تحول في حياته وبداية ثورته على المستعمر، حسب ما علم من المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهيدن. للإشارة، فقد شهدت بلدية كيمل بالمناسبة تدشين قاعة علاج وملحقة للتكوين المهني وكذا ملعب جواري بمنطقة سيدي علي التي يقع بها مقر هذه الجماعة المحلية.