لم ينعم منير بالصحة والعافية منذ ولادته ولم يحظ بمقعد لمزاولة دراسته رغم قابليته للتعليم وقدراته العقلية التي تؤهله للانتقال إلى الأطوار الثلاثة ولم لا؟ المستوى الجامعي ولم يتمكن من تقاسم فرحة الالتحاق بالمدرسة وحمل المحفظة لأول مرة مع أترابه وخوض تجربة جديدة والاحتكاك بالوسط المدرسي رغم محاولات عائلته . قصة منير وحياته مع المرض بدأت بعد ولادته مباشرة ، فشاء القدر أن تنجب السيدة بوقطيب ابنها الثالث معاقا بنسبة 100 بالمائة ومن هنا انطلقت رحلة العذاب ومشقة التكفل بطفل عاجز عن الحركة أمام ظروفها المادية الصعبة . إعاقة منير حرمته من ممارسة حياته بطريقة عادية ومن حقه في التعليم وجعلته مرتبطا بكرسي متحرك وظل على هذا الحال عدة سنوات وفي سنة 2019 وبعد بلوغه 12 سنة تعرض منير لأزمة صحية معقدة بسبب تشنجات في الأعصاب ،ما أثر على حالته المرضية ومن عدد النوبات الحادة التي أضحت تلازمه باستمرار . ورغم المستوى المعيشي لأسرة منير و قدراتها المحدودية ، لم تتوقف رحلة السيدة بوقطيب طالبة الرعاية التي تضمن لإبنها الحياة التي يحلم بها ، حتى وان كانت أحلامه صغيرة لا تتعدى الرغبة في اللعب و الجري خارج المنزل مع أقرانه وراحت تتنقل من عيادة لأخرى ومن مستشفى لأخر لعلها تخلصه من قيود الكرسي المتحرك . لم تفقد والدة منير الأمل في علاج فلذة كبدها وبدأت تبحث عن راحة منير وسط التقارير الطبية وتوجيهات المختصين ، إلى أن استقر بها الأمر على الاحتمال الذي قدمه لها احد الأطباء الأجانب بتركيا، بعد أشهر عديدة من الاتصالات مع مستشفى "اكتيف حسطانسي". الشروحات التي قدمها لها المستشفى التركي فتحت لها الأبواب من جديد حيث أكد لها واستنادا للملف الطبي المرسل إليهم أن حالة منير تحتاج لعلاج مدته شهرين يخضع فيها لمتابعة خاصة عن طريق حصص العلاج الطبيعي والفيزيائي وحقن البوتكس مقابل 13 ألف اورو أي ما يعادل 260 مليون سنتيم في سنة 2019 . وان كانت فرحة السيدة بوقطيب كبيرة بشفاء ابنها، لكن التركيبة المالية التي حددها المستشفى اكبر بكثير من إمكانيات أسرتها عديمة الدخل، ما دفعها اليوم لطلب المساعدة من أصحاب القلوب الرحيمة والمحسنين لإعالة منير والتكفل بحالته الصحية المرهونة ب 260 مليون سنتيم ، بعدما أوصدت في وجهها كل الأبواب ولم تجد سوى باب جريدة الجمهورية لمناشدة آهل الإحسان ، لعلها تنقذ ابنها وكلها أمل أن يأخذوا ندائها بعين الاعتبار ويتمكن منير الذي لم يتجاوز عمره 14 سنة من الوقوف على رجليه لأول مرة.