تسع رصاصات تقعد عبد الحفيظ ربع قرن في كرسي متحرك يعاني عبد الحفيظ مجدوب، ابن مدينة القنار بجيجل، منذ 25 سنة، من آلام شديدة، جعلت الابتسامة تفارقه و تفارق أفراد أسرته، فهو رب أسرة و أب لعدة أبناء، يتقاسمون معه معاناته من تسع رصاصات في العمود الفقري، حتمت عليه استعمال كرسي متحرك للتنقل، فهو ضحية من ضحايا المأساة الوطنية، و بعد سنوات من البحث عن علاج يمكنه من الوقوف مجددا، تحقق حلمه بالعثور على مستشفى مختص وافق على إجراء عملية دقيقة له تكلفه 260 مليون سنتيم، لكن ظروفه المادية صعبة للغاية، منعته من تحقيق حلمه، ما جعله يناشد المحسنين لتقديم يد المساعدة له. النصر، زارت بيت عبد الحفيظ ببلدية القنار، فاستقبلتنا والدته المسنة و أخبرتنا، عن حجم معاناته، قائلة" ستجدونه متعبا لدرجة كبيرة، لم يستطع النوم طيلة الليل، من شدة الألم، أتعبتنا الأيام و الظروف، و لم يعد باليد حيلة". صعدنا إلى الطابق الأول، فوجدنا عبد الحفيظ جالسا على كرسي متحرك، يبدو التعب الشديد جليا على ملامحه، و يخفي وراء ابتسامته، هموما لا يمكن وصفها. أخبرنا بأنه ضحية من ضحايا المأساة الوطنية، أصيب بتسع رصاصات، مست عموده الفقري، سنة 1995، فبقي مقعدا لأكثر من 25 سنة، يعاني آلاما لا تطاق تحرمه من النوم و الراحة، فلم يعد يفرق بين الليل و النهار. وقال عبد الحفيظ" اشتقت أن أقضي ساعة دون ألم، أو ليلة دون معاناة، ألمي يتزايد ، فينسيني من أكون، حياتي كلها وجع، قضيت فترة طويلة من عمري و أنا أقاومه، بحثت عن العلاج في الجزائر دون جدوى، ثم قررت مواصلة الدراسة، و تحصلت على أربع شهادات، ماستر في الحقوق، ديبلوم وكيل جمركي، ليسانس في العلوم السياسية، ليسانس في الأدب، كانت الدراسة شغلي الشاغل حتى أنسى هموم الحياة". و أضاف المتحدث أن ظروفه المعيشية صعبة، لكنه قرر بناء أسرة كبقية أقرانه، و أن تكون بجانبه زوجة تتقاسم معه مشاق الحياة، و أنجب ثلاثة أطفال، و حاول تلبية طلبات و احتياجات أبنائه. و عندما كبر أبناؤه و أصبحوا تلاميذ متفوقين في دراستهم، و زادت مصاريفهم، تعقدت أكثر وضعيته لأنه لا يملك عملا قارا، فهو يعمل لفترات لدى خواص و ينقطع عن العمل. أكد عبد الحفيظ أنه قضى سنوات يبحث عن علاج في مستشفيات و عيادات بلادنا، لكنه لم يجد ضالته، فتوجه إلى الأردن، و أخبره الأطباء هناك بأن العلاج متوفر و تكاليفه باهظة ، لكن نسبة النجاح ضئيلة، فتوجه إلى تونس، و اصطدم بنفس الإجابة من قبل الأطباء المتخصصين، فاضمحل بصيص الأمل في الشفاء لسنوات من نفسه . و تابع بعد ذلك رحلة البحث عن علاج ناجع من بوابة تركيا، و عاد الأمل مجددا بمستشفى مختص، حيث أخبره الأطباء، بأنه يمكن إخضاعه لعملية جراحية دقيقة، لإزالة رصاصتين في العمود الفقري، لكونهما المتسببتين في ما يشعر به من آلام شديدة، فكانت فرحته جد كبيرة، لكن تكلفة العملية الباهظة جعلته يشعر بالعجز و الحسرة. ذكر المتحدث بأن وضعيته المادية جد صعبة، و تساءل "كيف يمكن لرب أسرة بطال، أن يوفر 260 مليون سنتيم تكاليف العلاج؟!، مضيفا "260 مليون سنتيم لإزالة آلام 25 سنة، حلم أحاول تحقيقه، لكن ضاقت بي السبل و لم أجد الحل، من الصعب أن أصف الألم الذي عشته و أعيشه، أهرب منه إلى مواقع التواصل الإجتماعي، و إلى مطالعة الكتب، فتغلبني الدموع و الأوجاع، كل ما أريده أن أعيش حياة دون معاناة و فقط، أريد أن أفرح و أبتسم مع أبنائي". و يناشد عبد الحفيظ السلطات و المحسنين تقديم يد المساعدة له، ليتمكن من إجراء العملية، و إعادة بصيص الأمل إلى نفسه.