طفلة بحاجة إلى علاج فيزيائي و طبيعي تكلفته نصف مليار يناشد والد الطفلة دنيا بوعافية البالغة من العمر 7 سنوات، سلطات ولاية قسنطينة و المحسنين مساعدة وحيدته، لتتمكن من الوقوف و المشي و اللعب مع أقرانها، و التخلص من صفة «معاقة حركيا» التي ينعتها بها الكثيرون، و تحز في نفسه كثيرا، و ذلك بعد الخضوع لعلاج طبيعي و فيزيائي متخصص تكلفته 500 مليون سنتيم بتركيا، مشيرا إلى أنه متقاعد و منحته الشهرية لا تتجاوز مليوني سنتيم، و بالتالي لا يستطيع توفير المبلغ المطلوب الذي اعتبره طوق نجاة صغيرته من دائرة الحرمان و الألم . الصغيرة دنيا و هي تلميذة مجتهدة في السنة الثانية ابتدائي، حصلت على معدل 8.20 من 10 في الفصل الأول ، زارت مؤخرا رفقة والديها النصر، و قالت لنا مبتسمة و هي بين أحضان والدتها، بأنها تتمنى أن تواصل تعليمها لتصبح طبيبة و تعالج المرضى مجانا، لكنها الآن بحاجة ماسة إلى أن تعيش طفولتها بشكل عادي، و تلعب و تفرح و تمرح و تركض و تقود دراجة هوائية مثل أقرانها، أو على الأقل تقف و تمشي و تذهب على قدميها إلى المدرسة، بدل أن يحملها والدها الكهل، الذي لا تسمح له إمكانياته المادية من اقتناء سيارة أو حتى استئجارها، أربع مرات في اليوم، ذهابا و إيابا، إلى مدرستها ، التي تبعد عن البيت بأكثر من كيلومتر و نصف، على كتفيه المرهقتين، في حين تحمل والدتها محفظتها . بخصوص استفسارنا عن أسباب عدم اقتنائه لكرسي متحرك لابنته لتسهيل ذهابها إلى المدرسة ، رد محمد بوعافية، و قد هيمن الحزن على ملامحه، و تجمدت دموعه في مآقيه، و انهمر الوجع الدفين بين كلماته، بأنه يعيش على أمل أن تخطو ابنته سريعا خطواتها الأولى، و يرفض مجرد التفكير في أنها ستبقى على هذا الوضع ما تبقى من عمرها الغض و لو اقتنى لها كرسيا متحركا، فكأنه يصدر حكما في حقها، بالإعاقة مدى الحياة، و رغم تقدمه في السن و تعبه، سيظل يحملها بين كتفيه إلى أن تقف و تمشي، كما أكد لنا، متحديا كل العراقيل التي تواجه قرة عينه. المتحدث أطلعنا على ملف طبي كان يحمله ،و قال بأن وحيدته ولدت و هي مصابة بمرض سبينا بيفيدا، و لم تتمكن من الوقوف و المشي طوال حياتها، و أجمع الأطباء بأن شفاءها يتوقف على استئصال الورم الذي في ظهرها، و نقل الوالدان صغيرتهما في سنة 2012 إلى تونس، و خضعت هناك لعملية الاستئصال ، فتمت بنجاح، لكن دنيا لم تتمكن بعد العملية من المشي، عكس توقعات الأسرة، فوصف لها الأطباء حصص إعادة التأهيل الوظيفي و العلاج الفيزيائي، كحل وحيد و أخير لمشكلتها الحركية. بعد عودة الأسرة إلى منزلها ببلدية حامة بوزيان في ولاية قسنطينة، أخضعت دنيا، رغم نقص إمكانياتها المادية، طيلة ست سنوات كاملة لحصص إعادة التأهيل الوظيفي لدى الخواص، بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع ، مقابل 600 دج عن كل حصة، لكنها لم تثمر عن النتائج المرجوة، إذ لم تتمكن دنيا من المشي الذي حرمت منه منذ رأت النور. الوالد محمد عافية يرى بأن ذلك يعود إلى النقص الكبير في التجهيزات و الآلات العصرية المتطورة، سواء في المصلحة المتخصصة بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، أو في العيادات و القاعات التابعة للخواص، مشيرا إلى أنه عرض دنيا على العديد من الأطباء ببلادنا، فأجمعوا بأن مرض سبينا بيفيدا الذي تم تشخيص إصابتها به منذ ولادتها، أثر على قدرتها على الحركة و طلبوا منه نقلها إلى الخارج للعلاج، بدل الاكتفاء بفحوص طبية دورية و أدوية لم تقدها إلى مرفأ الشفاء رغم أنها أثقلت كاهل الأسرة المعوزة. و قد شرع أبو دنيا منذ فترة في البحث عن مراكز أو عيادات متخصصة في ولايات أخرى، أو حتى في الخارج تتوفر على تجهيزات متطورة، و وجد ضالته في مستشفى أكتيف بإسطنبول في تركيا، الذي يتوفر حتى على روبوتات تساعد المعاقين حركيا على المشي ، إلى جانب العلاج الفيزيائي المتطور ، لكن تكلفة العلاج المكثف ليوم واحد 250دولار، كما جاء في رد المستشفى، مع الإشارة إلى أن حالة دنيا تتطلب المكوث هناك، لمدة تتراوح بين 3 و 4 أشهر للعلاج. لهذا يوجه الأب، عبر النصر، نداء للسلطات و المحسنين، من أجل مساعدته على توفير تكاليف علاج فلذة كبده و تقدر ب500 مليون سنتيم، و رسم الفرحة في وجه الصغيرة التي لم يهدأ قط وجعها الجسدي و النفسي ، رغم أنها ترسم دوما ابتسامة في شفتيها ، لتشجع والديها على الصبر و التحمل، و بالمقابل تعبر عن أحاسيسها و أفكارها و آمالها و آلامها عن طريق تفجير موهبتها في الرسم.