انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة كانت نادرة في مجتمعنا وهي التوافد الكبير على محلات بيع الوجبات السريعة والتي تعرض الأكلات سواء للاستهلاك بالمحل أو الأكل المحمول وهذا بحكم ضيق الوقت واضطرار الأشخاص العمال أو غيرهم اللجوء إلى هذه المحلات لتناول وجبات الغذاء. ويظن المستهلك أنه باللجوء إلى هذه المحلات والمطاعم يحمي نفسه من الجوع ويوفر لجسمه وجبة غذائية يعتبرها صحية، لكن أظهرت الخرجات الأخيرة لمديريات التجارة عبر مختلف ولايات الوطن وخاصة بولاية وهران أن بعض هذه المحلات لا تتفنن في الوصفات بل يُبدع في استعمال مواد ولحوم فاسدة يُسمم بها زبائنه الذين يستهلكون يوميا وجبات مسمومة بدل أن تمنحهم طاقة فهي تنخر قواهم وتتسبب في تسممات غذائية قد تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله. فهل وضع هؤلاء التجار ضمائرهم في سلة المهملات بدلا من البضاعة الفاسدة التي يقدمونها إلى زبائنهم؟ هل ماتت الضمائر لهذا الحد ،لدرجة أن نُغامر بحياة الآخرين من أجل الربح السريع. ومن جهة أخرى هل سيبقى المواطنون يتوجهون إلى هذه المطاعم ومحلات الأكل السريع بعد الصور المقرفة والمريعة التي نُشرت بعد عمليات الحجز التي قامت بها مديرية التجارة؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهذا يُسمى انتحارا لأنهم يتعمدون أذية نفسهم وهو يعلم أنه يتناول وجبات مسمومة تؤذيهم وتضرهم وقد تودي بحياتهم.