وجد مئات تلاميذ المدارس بولاية باتنة أنفسهم منذ اليوم الأول للدخول المدرسي إلى يومنا هذا يزاحمون العمال والطلبة وحتى المتسوّلين لتناول الوجبات الغذائية بالمطاعم المتواجدة بعاصمة الولاية، وهذا بسبب سوء نوعية الوجبات المقدمة لهم في ظروف تفتقر أدنى شروط النظافة. رغم أن الإطعام المدرسي يعتبر من بين أهم الوسائل المساعدة في تحسين ظروف التمدرس وسبب من أسباب القضاء على ظاهرة التسرب المدرسي للتلاميذ إلا أن المسؤولين بالولاية لم يعطوا أهمية كبيرة للظروف الكارثية التي يتمدرس فيها الآلاف من أبناء الولاية والدليل تتجدد معاناة مئات التلاميذ المتمدرسين بالولاية كل سنة مع حلول الدخول الاجتماعي. حيث تفتقر جل الهياكل إلى عديد الضروريات التي يحتاجها التلميذ خلال مساره العلمي على غرار المطاعم المدرسية ما أجبر التلاميذ للتنقل إلى بيوتهم، ليتوجب عليهم أخذ وقت كبير للوصول إليها نفورا مما يقدم من وساخة وعفن وقذارة الأطباق التي أكل عليها الدهر ما آكل بتراكم بقايا الأكل وطاولات تمسح وتنظف من بقايا الفتات بالمكنسة التي خصصت لتنظيف الأرضية. زد على ذلك الشوائب التي يجدها التلاميذ يوميا بالأكلات خاصة منها البقوليات والسلطة التي تقدم في طبق “مقزز” بالحشرات والديدان العالقة بها تلاميذ المتوسطات والطور الابتدائي وجدوا نفسهم يزاحمون عمال الو رشات والطلبة الآخرين وحى المتشردين واللاجئين بالمطاعم ومحلات الأكلات السريعة لتناول “السندوشات” و”البيتزا” وما شبه ذلك من أكلات سريعة. وهذا ما رصدناه خلال جولة استطلاعية لمعظم المطاعم ومحلات الأكلات السريعة التي تعج بالتلاميذ الصغار وهم يزاحمون الوقت بالظفر بوجبة من قطع البيتزا أو سندويش للعودة إلى المدرسة. فيما يظهر العديد من التلاميذ إلى مقاطعة الدروس المسائية بسبب التعب وضيق الوقت لاستئناف الدراسة أما بعضهم فيجبرون على التوجه مباشرة بعد خروجهم من المطاعم إلى أقرب متوسطة أو دورة مياه خاصة بسبب إصابتهم بوعكات صحية جراء تناولهم لهذه الأغذية غير صحية، فقد تم تسجيل منذ بداية الدخول المدرسي إصابة العشرات من تلاميذ المدارس بالتسمم الغذائي جراء تناولهم المستمر للوجبات السريعة الفاسدة خاصة “السندويش” المسموم بالبيض المنتهي صلاحيته والبطاطا المقلية التي لا تصلح للاستهلاك ضف إلى ذلك اللحم المفروم الذي أزرق لونه أما بالنسبة لشرئح البيتنزا المسمومة، فلا حديث ….؟؟؟ روضات أطفال تستغل الوضعية فتقدم وجبات باردة وفي وقت ما يزال مئات المتمدرسين يعانون نقصا في المتطلبات التي تساعدهم على مواصلة دروسهم في ظروف طبيعية خاصة بسبب غياب نظافة المطاعم المدرسية وسوء الخدمات استغل العديد من مسؤولى روضات الأطفال المتواجدة بعاصمة الأوراس لفتح أبوابها لتلاميذ المدارس ومزاحمة الصغار وهذا من أجل الوجبات الغذائية وصفها الأغلبية بالكارثة مقابل مبلغ يفوق 7000 دج شهريا لكل تلميذ مع ضمان مرافقته لغاية باب المدرسة. هذا وقد اشتكى الكثير من تلاميذ المدارس الذين أجبروا على تناول وجبة الغداء بروضات الأطفال من نوعية الوجبات الضعيفة التي تقدم له من حيث السعرات الحرارية التي لا تتعدى وجبات باردة أغلبها تنحصر في العجائن وقطعة جبن يتيمة. كما اشتكى بعضهم من الوضع الكارثي لحفظ الوجبات المقدمة لهم يوميا الذي يشبه إلى حد كبير مستودع لحفظ السلع، مما يشكل خطر كبير على سلام المتمدرس فلا فرق بين هذه الروضات وأصحاب المطاعم ومحلات الوجبات السريعة والمطاعم المدرسية فأين الرقابة تحت كل هذا من اجل سلامة أبناءنا معاناة يومية أصبح تشكل عائقا كبير على الأولياء والتلاميذ معا.