- تلقيح 25 إلى 30 شخصا يوميا بمستشفى المحقن في خضم الموجة الرابعة لوباء "كورونا" التي تشهدها بلادنا بصفة عامة، وولاية وهران على وجه الخصوص، يرى العديد من الأطباء والمختصين، أنه لا بديل عن تلقي اللقاح في الوقت الراهن، تجنبا لتسجيل المزيد من الإصابات بالعدوى، وتوسع رقعة الوباء أكثر، خاصة وأن متحور "أوميكرون" الحالي، قادر على الانتشار بشكل سريع، مقارنة بمتحورات أخرى سابقة ك«دالتا" مثلا، حيث صرح لنا بعض الأطباء الذين تواصلنا معهم، أن متحور "أوميكرون" ينتقل من المصاب إلى 18 شخصا مقارنة ب«دالتا"، الذي ينتقل إلى 8 أشخاص، الأمر الذي يستدعي حسبهم دق ناقوس الخطر، والإقبال بقوة على المراكز الطبية، والعيادات متعددة الخدمات الجوارية، لتلقي اللقاح المضاد، الذي يمنع المضاعفات الخطيرة للمرض، ويجنب بالتالي تسجيل مشكل تشبع المستشفيات الموزعة عبر تراب الولاية، هذا وقصد الوقوف ميدانيا على آخر مستجدات الأوضاع، خصوصا ببلديات الجهة الشرقية لوهران وبالتحديد مناطق الظل، قامت أمس "الجمهورية"، بزيارة استطلاعية، شملت بعض العيادات المتعددة الخدمات والمؤسسات الصحية الجوارية، ببلديات بطيوة وأرزيو وعين البية ومرسى الحجاج، حيث لمسنا عزوفا كبيرا من قبل المواطنين على الإقبال لأخذ اللقاح، بالرغم من أنه متوفر بكميات كبيرة، خاصة لقاح "سينوفاك" الصيني ولقاح "جونسون أند جونسون" الأمريكي، وأكد لنا مصدر طبي مطلع، أن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض، راجع بطبيعة الحال إلى تهاون واستهتار شريحة واسعة من السكان، الذين يساهمون بتصرفاتهم في توسع رقعة الوباء، على غرار عدم ارتداء الكمامات الوقائية في الأماكن المكتظة والفضاءات العمومية كالأسواق اليومية والمقاهي والمطاعم وقاعات الحلاقة، ناهيك عن وسائل النقل المختلفة، رغم علمهم بخطورة الجائحة، والأدهى والأمر هو العزوف عن أخذ اللقاحات، رغم أن الدراسات أثبتت فعاليتها الكبيرة، في التخفيف من الأعراض المصاحبة للمتحورات الجديدة، التي تشبه إلى حد كبير أعراض الزكام الحاد و«الأنفلونزا الموسمية"، داعين في الوقت نفسه، المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، والالتزام بالبروتوكول الصحي، الموصى به من لدن المصالح الصحية، كارتداء الكمامات واستعمال المعقمات، كذا الحفاظ على مسافة الأمان المقدرة ب 1 متر، وتجنب الأماكن المزدحمة، هذا إضافة إلى إجراء التحاليل الفيرولوجية، وتحليل "بي سي آر"، في حالة الشك أو ظهور أعراض المرض، خاصة وأنها تتشابه كثيرا مع أعراض "الأنفلونزا الموسمية"، ناهيك وهو الأهم، التوجه بقوة إلى مراكز التلقيح، التي تعرف نقصا كبيرا في الإقبال، رغم أننا في ذروة الموجة الرابعة، ولابد من تكثيف عمليات التلقيح، بهدف الوصول إلى الغاية المنشودة، وهي تحقيق المناعة الجماعية، والخروج من هذه الجائحة بأخف الأضرار. وفي سياق ذي صلة، أشار لنا مصدر طبي مطلع، من داخل المؤسسة العمومية الاستشفائية الدكتور نقاش محمد الصغير بالمحقن في أرزيو، أن اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" متوفر، ولا يشهد أي نقص يذكر، خصوصا لقاح "سينوفاك" الصيني، وأن عملية التلقيح تسير بوتيرة عادية، رغم تسجيل نقص في إقبال المواطنين، على أخذ جرعات اللقاح، حيث يتوجه ما بين 25 و30 شخصا يوميا إلى مستشفى "المحقن" لأخذ الجرعة المضادة ل«كورونا"، هذا وحث أطباء المستشفى، سكان المناطق النائية على التوجه بقوة إلى مراكز التلقيح، لأخذ التطعيم خصوصا بالنسبة لكبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، من أصحاب المناعة الضعيفة، كما ذكّروا المواطنين بالاحتياطات الواجب اتباعها حاليا، والمتمثلة في ارتداء الكمامات، واحترام التباعد الجسدي. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأطباء والمختصين الذين تواصلت معهم "الجمهورية"، حول مستجدات اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" المستجد، أكدوا لنا أن تلقي جرعة واحدة فقط لا يكفي لتحقيق مناعة كاملة، ولابد من اتباعها بالجرعة الثانية، وأنه لا خطر من تلقي نوعين مختلفين من اللقاح، خاصة وأن فاعليتها متقاربة، ولم تسجل أي أعراض جانبية على المتلقين، بشرط احترام الفترة الزمنية بين كل لقاح و آخر.