تشهد عيادة المتعددة الخدمات ببئر الجير، التابعة للمؤسسة العمومية للصحية الجوارية "الصديقية" هذه الأيام توافدا كبيرا للمواطنين الراغبين في تلقي التلقيح، وهذا بعد ارتفاع منحى عدد الإصابات بفيروس "كورونا" وخصوصا الفيروس المتحور "أوميكرون"، حيث يستقبل هذا الهيكل الصحي بين 50 إلى 60 مواطنا لتلقي التلقيح يوميا، أغلبهم من الشباب قادمون من عدة مناطق على غرار: بئر الجير وبلقايد وحاسي بونيف والشهيد محمود، وغيرها من المناطق، وهذا بغية تعزيز مناعتهم الجماعية، وتحصين أنفسهم من الوباء، وفي هذا الإطار أكدت الدكتورة عويجينة فريدة رئيسة وحدة التلقيح، بالعيادة المتعددة الخدمات لبئر الجير، أن العيادة باتت تستقبل هذه الأيام قرابة ال 300 مريض، أغلبهم مصاب بزكام حاد، حيث أن العديد منهم يشتكي من آلام في المفاصل وأوجاع على مستوى الرأس والسعال والتهاب حاد على مستوى الحنجرة، وأحيانا إسهال وغيرها من الأعراض، مؤكدة أنه في البداية يتم فحص المريض ويشترط عليه إجراء تحاليل الاختبار السريع، حتى يتمكن الطبيب من تقديم الوصفة اللازمة، مشيرة إلى أن العديد من الوافدين إلى العيادة يقومون باقتناء اختبار الكشف السريع من الصيدليات، ليتم بعدها إجراء الاختبار داخل العيادة، حيث تم تخصيص قاعة لهذا الغرض، يشتغل بها طاقم طبي يقوم بهذه التحاليل للكشف عن الفيروس، وحسبها فإن أكثر من 90 بالمائة من المصابين بالزكام الحاد تبين بعد إجرائهم تحاليل الكشف السريع أنهم مصابون بعدوى "كوفيد"، وعليه يتم تقديم العلاج المناسب لهم، وأضافت محدثتنا أنه تم تسجيل كذلك أطفال مصابين أيضا بالوباء، ليتم تحويلهم إلى المستشفى المتخصص لطب الأطفال "بوخروفة عبدالقادر" بكناستال، لتلقي العلاج اللازم، مشيرة إلى أن الملاحظ خلال هذه الفترة، هو تسجيل ارتفاع مقلق للإصابات بالفيروس، وهو ما دفع بالكثير إلى تلقي اللقاح خصوصا الجرعة الثالثة المعززة للمناعة، وأن غالبيتهم يفضل تلقي لقاح "جونسون أند جونسون" الأمريكي، وبالموازاة أوضحت الدكتورة معطوب نادية، رئيسة وحدة أن ما لمسناه خلال الفحوصات، التي أجريت على الوافدين من المرضى، تبين أنهم مصابون ب«كوفيد" وأن حالاتهم جد خطيرة وتستدعي تحويلهم الى مستشفى "النجمة" المتخصص في علاج العدوى، بعد تأزم وضعيتهم الصحية، لاسيما كبار السن المصابين بالحساسية والقلب والربو وغيرها من الأمراض وعليه فاللقاح أصبح اليوم أكثر من ضروري للحفاظ على الصحة العمومية للمواطنين، مؤكدة أنه على جميع المواطنين، توخي الحيطة والحذر والالتزام بالقواعد الصحية على غرار : ارتداء الكمامات الوقائية واحترام مسافة الآمان وتفادي أماكن التجمعات، لتفادي تفشي الإصابة بالعدوى، لاسيما أن فيروس "أوميكرون" معروف عنه أنه سريع الانتشار، وحسب نفس الطبيبة، فإنه على الأولياء أيضا أن يضعوا صحة أبنائهم فوق كل اعتبار، وأن تعليق الدراسة ليس عطلة ليتم اصطحاب الطفل إلى الأماكن المكتظة، وبالموازاة أوضح الطبيب المنسق الدكتور نشنيش عبد الواحد، "أن اللقاح متوفر بالعيادة على غرار: "سينوفاك" الصيني و«جونسون أند جونسون" الأمريكي، وأن اختيار اللقاح يعود للراغب في التلقيح، مؤكدا على عدوى فيروس "كورونا" التي أصابت عددا كبيرا من المواطنين، لم يسلم منها حتى الطاقم الطبي بالعيادة، حيث تم تسجيل أكثر من 60 بالمائة من المستخدمين أصيبوا ب«كوفيد 19" وخصوصا المتحور "أوميكرون" علما أن العيادة تعمل بدون انقطاع لمدة 24 ساعة على 24 ساعة، مشيرا إلى أن الوضعية الوبائية بالولاية على العموم، مقلقة جدا نتيجة الارتفاع الكبير لعدد الاصابات التي لم تستثني أية فئة عمرية، وعليه لابد على الجميع من احترام البروتوكول الصحي المتفق عليه لتطويق الوباء والحيلولة دون انتشاره، محدثنا أشار في الأخير، إلى أنه على الجميع التجند لمواجهة الوباء وأن مهمة القضاء على الفيروس لا تنحصر فقط على الأطقم الطبية وحدهم وإنما على كل المواطنين، الذين يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية لمواجهة هذه المتحورات الجديدة، مؤكدا أيضا على ضرورة التكثيف من حملات التعقيم والتطهير بالأحياء والمجمعات السكنية، على غرار : الأيام الأولى لبداية الجائحة، كما شدد على ضرورة تهوية المنازل وأماكن تواجد الأشخاص حتى نتفادى تفشي هذا الفيروس القاتل.