❊عرفت قضايا المخدرات إنخفاضا محسوسا في سنة 2011 التي عرفت تسجيل 123 قضية مقابل 444 قضية في 2010 . أما قضايا الإجرام العادي فقد بلغت 249 قضية تم معالجتها في السنة المنصرمة إلى جانب 11 قضية قتل عمدي ولاية عين تموشنت هي ولاية ساحلية تقتع شمال غرب الوطن، شريطها الساحلي الممتد على مسافة 80 كلم بأكثر من 20 شاطئا خلابا، وموقعها الإستراتيجي بين أهم ثلاث ولايات الجهة الشمالية الغربية من خريطة الجزائر الجغرافية (وهران، تلمسان، وسيدي بلعباس) يجعلان منها قبلة هامة للسواح سواء من داخل الوطن أو من خارجه خاصة في الآونة الأخيرة حيث سجلت أرقام المتوافدين للولاية في الفترة الصيفية من السنة المنصرمة إرتفاعا كبيرا يوحي بالإرتياح إلا أن أرقاما أخرى تجعل من هذه الميزة سلاحا يهدد استقرارالولاية والجريمة بعين تموشنت لم يكن الحديث عنها في السابق بالشكل الذي نعيشه في أيامنا هذه، ونحن في تحقيقنا هذا سنحاول تسليط الضوء عن أهم أنواع الجرائم المعروفة بالولاية أسبابها والإجراءات الأمنية المتخذة من أجل مكافحتها وسننطلق من البداية. ❊منطقة عبور بإمتياز موقع الولاية الإستراتيجي جعل منها منطقة عبور هامة بين ولايتي تلمسان المشتركة في الحدود مع الدولة المغربية ، ووهران بإعتبارها نقطة بيع، ميزة تحاول وبإستمرار شبكات التهريب والمتاجرة في المخدرات لإستغلالها، والحديث هنا عن المسالك البحرية كما المسالك البرية، وإحصائيات السنوات القليلة الماضية تفسر ذلك، إذ لفظت أمواج البحر كميات هائلة من المخدرات كما ضبطت محاولات تمرير لكميات أخرى عبر الطريق السيار وبسبل مختلفة بحيث تمكنت مصالح الأمن الولائي من حجز كمية 107.471 كلغ من المخدرات خلال سنة 2011 في 97 قضية فيما بلغ عدد القضايا المعالجة سنة 2010 حوالي 121 قضية بلغت كمية المخدرات المحجوزة فيها 13.429 كلغ، أما وحدات الدرك الوطني فقط ضبطت خلال السنة المنصرمة كمية 859.424 كلغ من الكيف المعالج و1.750 كلغ من الكوكايين في 76 قضية منها 08 قضايا متعلقة بالمخدرات التي رمى بها البحر عبر شواطئ الولاية بكمية 149.7 كلغ من الكيف المعالج، أما في التهريب فقد سجلت مصالح الشرطة القضائية بالأمن الولائي انخفاضا في عدد القضايا المعالجة مقارنة ب 2010 حيث بلغ عدد القضايا 11 قضية واحدة قدرت قيمة المحجوزات فيها ب 1.476.000 دج بينما بلغ في 2010 حوالي 56 قضية أما السلع المضبوطة فقد تمثل معظمها في ملابس وأحذية وأدوات زيتية الخاصة بالشتاء، التوابل وكذا قطع الغيار بالنسبة للتي يدخل بها أرض الوطن، أما التي تهرب خارج الوطن فلعل أهم مادة تهرب بعد البنزين الذي تتسبب عملية تهريبه في خلق أزمات متواصلة على مدار السنة لمحطات البنزين سواء على مستوى الولاية أو حتى بولايات أخرى من البلاد هي »النحاس« الذي أصبحت المتاجرة فيها مربحة ، إلا أن تصدع الجهات الأمنية ويقظتها كانت بالمرصاد بحيث تمكنت وحدات الشرطة القضائية التابعة للدرك الوطني من إسترجاع 2740 متر من النحاس في 15 قضية لسرقة الكوابل النحاسية، هذه الأخيرة هي بدورها سجلت انخفاضا في عدد قضايا التهريب مقارنة بالسنة التي سبقت سنة 2011 وحسب احصائيات المجموعة الإقليمية السنوية وذلك بتسجيل في 2011، 123 نحو قضية مقابل 444 قضية سنة 2010، هذا وقد أعادت مصالح الدرك الوطني هذا الإنخفاض حسب ذات التقرير عن حصيلة سنة 2011 لنشاطاتها لعزوف المهربين عن إستعمال الطريق الذي يعبر اقليم الولاية ويعود ذلك لسياسة تشديد الخناق على المحاورالرئيسية المستعملة من طرف هؤلاء المهربين، يتم هذا بالإنتشار المحكم الفعال لعناصرهم عبر كافة شبكة الطرقات في المكان والزمان. ❊ في رمضان تكثر الإعتداءات شهر رمضان الكريم مناسبة دينية يستدرك فيها الغافلون ارتكابهم للخطايا يتوبون فيها إلى بارئهم ويسئلونه الرحمة والمغفرة، إلا أنه وللأسف أصبح مناسبة لإستعراض العضلات لجمعات وأفراد أشرر يزرعون الرعب بين أوساط المواطنين مستغلين الأماكن المهجورة والمناطق التي تنعدم بها الإنارة لمزاولة نشاطاتهم بالإعتداء على المارة أو القاطنين بهذه المناطق قبيل آذان المغرب وأثناء صلاة التراويح وحتى في الأوقات التي يخصصها الناس لزيارة الأقارب بعد الإفطار، في هذا السياق وللحد من تداعيات هذه الإجراءات عمدت مصالح الأمن والدرك الولائيين بعين تموشنت إلى العمل تحت لواء الشراكة بينهما بتشكيل دوريات مرتجلة من طرف أفراد الدرك الوطني بتدعيم فصيلة الأمن والتدخل في الأماكن المشبوهة ، أسفرت عن القبض على 12 شخصا في قضايا متعلقة بالمخدرات وحيازة الأسلحة البيضاء، هذه العملية التي لاقت استحسانا بين أوساط المجتمع المدني مكنت من خفض عدد الجرائم المرتكبة منذ انطلاقتها في نفس الشهر. ❊ حمل الأسلحة ومرافقة الكلاب موضة الإعتداءات في زمن ليس بالبعيد جدا عنا كان الحديث عن الآسلحة البيضاء يعني خنجرا أو السكين المعروف باسم »بوسبعة« فيما يستعمل اليوم ال»B14« والسيوف الحادة لتنفيذ الإعتداءات على المارة من عزل وضعفاء، حيث أخذت جرائم الضرب والجرح العمدي بالسلاح حصة الأسد من حصيلة قضايا الإجرام العادي لوحدات الشرطة القضائية التابعة للدرك الوطني ب136 قضية من أصل مجموع 249 قضية تمت معالجتها في 2011 كما بلغ وفي نفس السنة عدد قضايا حيازة الآسلحة 44 قضية مقابل 14 قضية في 2010، نفس الإرتفاع سجلته مصالح الأمن الولائي رغم أنه بفرق ضئيل إلا أنه مؤشر صريح على استعمال الاسلحة وهنا تستوقفنا قضية إكتشاف ذات المصالح لورشة لصناعة الأسلحة غضون الأشهر القليلة الماضية وبعد تحريات معمقة تم العثور على هذه الورشة بعاصمة الولاية التي تخصصت في صنع السيوف والسكاكين بأنواعها وأدوات أخرى ساهمت ولو لفترة وجيزة في توفير الاسلحة لمن قرروا الاعتداء على الناس باستعمالها. ❊ جنوح الأحداث... أهم أسباب ارتكاب الجريمة خلال هذا التحقيق وأثناء لقاءنا مع مسؤول من مديرية الأمن الولائي في أسباب اللجوء إلى الجريمة أو تعاطيها تجلى لنا وبوضوح أن فئة الشباب بلغت أكبر نسبة من مجموع الأشخاص الموقوفين تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و28 سنة وهو أمر نعتذر له بطبيعة الحال، فشاب في مقتبل العمر. من المفروض أن يبني مستقبله لا أن يهدمه بمثل هذه السلوكات كما أن العودة لأسباب الوقوع في فخ الإجرام هذا تجعل من التفكك الأسري وتفشي ظاهرة الطلاق وكثرة مشاكل الأسرة تتصدر الطليعة، إضافة إلى التسرب المدرسي الذي يتغاضى عنه الكثيرون من الأولياء إلى مسؤولي المؤسسات التربوية، والبطالة التي تواجه هذه الفئة بواقع مر يدفع بضعيفي النفوس إلى القيام بأعمال غير قانونية يجدون فيها الطريقة الأسرع لجني المال بشكل أسهل وهي نظرية بات انتهاجها ما يعود على صاحبها بالربح الأوفر والفائدة الأكبر حسب تفكير ذوي العقليات المريضة، كما أن رفقاء السوء ومصاحبتهم في ظل غفلة الوالدين على أبنائهم تجعل منهم فريسة سهلة المنال. مجهودات كبيرة تبذلها مصالح الأمن بمختلف الدوائر التي تتوزع عليها مقرات أمن الدوائر وكتائب إقليمية حسب معايير مدروسة تسعى جاهدة لتوفير الأمن والاستقرار والحد من الجريمة في أوساط المجمعات السكنية التي تدخل في نطاق صلاحياتها بحيث بلغت نسبة التغطية الأمنية عبر تراب الولاية شرطي لكل 565 مواطن ودركي لكل 504 مواطن مع الفتح المستمر لمقرات جديدة للأمن بالمناطق المعزولة ناهيك عن تلك الموجودة والمسخرة لخدمة راحة المواطن والتي تعمل بالتنسيق مع فرق البحث والتحري لمحاربة شتى أنواع الجريمة، ولعل الإنخفاض الذي التمسناه في تقريرنا هذا في عدد القضايا المعالجة لهو بصمة إيجابية لايمكن تجاهلها ناتجة عن جهود رجال الأمن والدرك الولائيين سواء معا أو كل واحد على حد، في هذا الصدد يلفت انتباهنا عدد الخدمات التي قدمتها مصالح الشرطة القضائية التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني خلال 2011 والتي بلغت 60334 خدمة متنوعة قدمتها المصلحة بمعدل 165 خدمة في اليوم حيث بلغ عدد الحواجز الأمنية التي أقامتها 6522 حاجز فيما بلغ عدد دورياتها 15006 دوريات تدخل في إطار برانامج خاص سطرته ذات المصالح للرفع من مردودية وحداتها، إلى جانب الأبواب المفتوحة التي تنظمها في كل مرة والأيام التحسيسية حول أجهزتها والتوعوية والتي تهدف وبشكل مباشر الى ضم المواطن العادي في عملية المكافحة هذه وذلك بوضع أرقام خضراء تحت تصرفهم للادلاء بما يعلمون به غير مجبرين على ترك معلوماتهم الشخصية، وبالفعل أتت هذه التجربة أكلها حيث تلقت مصالح الدرك بالولاية حوالي 2269 مكالمة هاتفية منها 341 إيجابية. ❊ تقنيات علمية ونظم بيومترية بات انتهاج السبل العلمية بمساعدة الشرطة التقنية ضروري اليوم في ظل تعقد الجرائم خاصة منها قضايا القتل العمدي حيث تمكنت هذه الفصيلة من حل 04 قضايا عن طريق المعالجة بالبصمات و03 بالعينات البيولوجية و02 بالعينات الكميائية و02 من قضايا القتل العمدي، كما بلغ عدد البصمات المرفوعة من مسارح الجريمة المخزنة في نظام أفيس للبصمات 269 ملف بصمة. اتفقت أغلب التشريعات على أن الجريمة هي سلوك إجرامي بارتكاب فعل جرمه القانون أو الامتناع عن فعل أمر به، وعلى هذا الأساس فإن الجريمة سلوك إنساني يؤدي بصاحبه إلى تنفيذ عقوبة في حقه تكون في معظم الأحيان السجن لمدة يحددها نوع الجريمة التي وقعها والحديث عن السجن هنا يستدعي منا التطرق إلى مصلحة الادماج التي توفرها إدارة السجون بمعظم المؤسسات العقابية في محاولة لإصلاح ما كسرته الجريمة في نفس منفذها وذلك بفتح مجال واسع للتعليم بجميع أطواره أمام نزلاء هذه المؤسسات من محو الأمية الى التكوين الجامعي المتواصل يستفيد منه الراغبون في استدراك ما فاتهم إلى جانب إحياء حفلات دينية فكرية بمساهمة أفواج الكشافة الاسلامية في العديد من المناسبات يعرض من خلالها السجناء مواهبهم ولعل أقرب مناسبة يمكننا الحديث عنها في هذا الإطار هو إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بسجن الولاية والذي حضرته إطارات اسمية من الولاية سعدت لما تلقته من حماسة أبناء هذه الدار سواء بحفظهم للقرآن الكريم أو من خلال معارض برعوا بتحضيرها في هذه المناسبة من خياطة وطرز ورسم وأشغال أخرى عبرت عن نفسها. وهنا لا يسعنا إلا أن يتساءل ماذا لو اختزلت كل هذه المراحل بخلق ظروف أكثر ملائمة مع مراعاة دور الأسرة في بناء نفوس أكثر صلابة وأشد تمسك بمبادىء ديننا الحنيف الذي يحثنا على الاعمال الخيرة وينهانا عن المنكر.