منذ إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب في أوت 2021 لم تتوقف الرباط عن تحيّن فرص الإساءة للجزائر تنفيذا لأجندات مستوردة غرضها تأليب الوضع في المنطقة من خلال الإخلال بموازين القوى ، و هي موازين القوى التي دخلها المغرب بمنطق الحرب من باب أنه يريد أن يكون القوة الضاربة في المنطقة من أجل مواصلة تقديم خدماته للقوى التي تريد أن يكون لها موطن قدم في إفريقيا على وجه الخصوص و المغرب يعلم جيدا أن تحقيق النفوذ لا يكون بشراء الذمم الإفريقية فالدول الإفريقية كثيرا مع أظهرت ردود فعل موضوعية و مفاجئة تجاه المغرب. و تعود خلفية القطيعة إلى مطالبة الجزائر السلطات المغربية بتوضيحات بشأن ما وصفته ب«تصريحات عدوانية» لسفير الرباط لدى الأممالمتحدة، شهر جويلة الماضي و الذي أعلن فيها صراحة دعم حركة انفصالية إرهابية من أجل النيل من سلامة أمن و استقرار الجزائر ، و الأمن و الاستقرار ذاتهما غير محقَقين في المغرب إلا بسياط المخازنية القامع للحريات والمطالب السياسية و الاجتماعية للمغاربة . و أضاف وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن الرباط تجسست على مسؤولين جزائريين و أثبتت كل المعطيات أن المغرب ضالع في المسألة بالبيان و البرهان ، و لم تكذب الرباط ادعاءات الجزائر ، و أكثر من ذلك حاول المغرب جر الجزائر إلى حرب بعد تعرض جيشه إلى مدنيين جزائريين كانا في طريقهما إلى موريتانيا على متن شاحنة مدنية تجارية و تفطنت الجزائر إلى دسائس النظام المغربي الذي فشل أيضا في الوفاء بالالتزامات الثنائية بما في ذلك ما يتعلق بالصحراء الغربية» ، علما أن قضية الصحراء الغربية مسجلة لدى هيأة الأممالمتحدة و مصنفة تصفية استعمار و الجزائر و موريتانيا دولتان ملاحظتان في ذات القضية ، الأمر الذي لا يريد المخزن بإعلامه المأجور فهمه ، فبادر إلى سياسة الهجوم المفضوح و الذي يسجل عليه لا له. كما قررت الحكومة الجزائرية تشديد المراقبة الأمنية على حدودها الغربية بعد حرائق مروعة أسفرت عن مقتل العشرات ، ، ناهيك عن سلسلة التهريب من الجزائر إلى المغرب و التي طالت كل السلع الجزائرية ، سواء الغذائية أو الاستهلاكية ، في حين يحاول المخزن إغراق الجزائر و دول الجوار بالسموم من المخدرات ، التي يقف لها الجيش الجزائري بكل هياكله بالمرصاد ..و كل ما ينفذه المغرب نابع من أجندة صهيونية يقودها الكيان المحتل ضد الجزائر العصية على التطبيع و الرافضة له ، فالجزائر البلد الوحيد الذي لم يحد عن مبادئه و التزاماته في دعم القضية الفلسطينية ، و يسعى جاهدا للم شمل الفصائل من أجل المصالحة ، و الوصول بالبلدان العربية إلى إجماع حول القضايا العربية الشائكة و بؤر التوتر في الوطن العربي من أجل لملمة النزاعات و الصراعات ، و هو الأمر الذي يقضّ مضجع الكيان المحتل و يجد في الرباط الأداة الليّنة من أجل لعب دور الخادم و المنفّذ لأجنداته المدروسة في مخابر الدسيسة و الضغينة ، بعد تطبيع الرباط مع الكيان المحتل لفلسطين .