يصدر خلال الأسابيع المقبلة كتاب"حقيقتي" الذي يثير اللغط حتى قبل صدوره، ذلك أن مؤلفه ليس سوى ليلى الطرابلسي ،زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الشخصية الأكثر كراهية لدى عدد كبير من التونسيين. مرد الضجة التي بدأت على الإنترنت، أن ليلى بن علي هددت بكشف أوراق خفية عن اللحظات الأخيرة لنظام بن علي. فوجئ رواد الموقع الأمريكي المتخصص في بيع الكتب على الانترنت بطرح كتاب للبيع ينسب إلى سيدة قرطاج السابقة ليلى الطرابلسي، وبحسب الموقع فإن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان " حقيقتي" سيصدر باللغة الفرنسية وستنشره دار" دو مومون" الفرنسية ، وبات حجزه متوفر على الإنترنت منذ الآن وقبل صدوره المقرر في 24 ماي 2012 ، وسيكون سعره95 .16 أورو. الكتاب الذي أفادت بعض المواقع على الإنترنت بأنه سيتضمن رواية سيدة قرطاج السابقة لآخر لحظات حكم زين العابدين بن علي لتونس قبل أن تعصف به الثورة التونسية. كما يعتقد أيضا أنه سيتضمن مواقف الرئيس التونسي لما حدث خلال الأيام الأخيرة لحكمه في تونس ، خاصة أن بن علي ممنوع من التصريح بأي حديث إلى وسائل الإعلام بموجب اتفاق مع السلطات السعودية التي تستضيفه منذ لجوئه إلى المملكة في 14 يناير 2011. وبحسب هذه المواقع فإن ليلي الطرابلسي بن علي ، ستدافع في هذا الكتاب عن نفسها وتدحض الاتهامات التي تلاحقها وتلاحق عائلتها وتتهمها بالفساد واستغلال النفوذ والكسب غير المشروع. الكتاب قد يحتوى أيضا اتهامات لشخصيات تونسية وفرنسية وكذلك أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي تتهمها ليلى الطرابلسي باختراق الدوائر المقربة لبن علي. غلاف الكتاب كما تداولته بعض المواقع ومن بينها صفحة فيس بوك دار الكتاب للنشر التونسية ، تحتل فيه صورة ليلي بن علي كامل الغلاف مرتدية غطاء رأس أبيض اللون ونظارات سوداء . مديرة دار النشر التونسية سلمى جباس ، قالت إن طرح كتاب "حقيقتي" لليلي بن علي للبيع يبدو مسألة معقدة ، ومثيرة للجدل ، وذلك لعدة اعتبارات ، ففي تونس ما بعد الثورة لم يعد من الممكن الحديث عن منع بعض المؤلفات من السوق كما كان الحال قبل الثورة إلا بموجب قرار من المحكمة في حال تضمن الكتاب ذما بحق أشخاص محددين. ومن ناحية أخرى في حال طرح الكتاب على البيع ولقى إقبالا كبيرا قد يمكن ذلك "متسلطة قرطاج" من تحقيق أرباحا مادية بأموال التونسيين أنفسهم ، وهم اللذين عانوا من بطش وويلات ليلى بن علي ، وهي فكرة لا تستهوي التونسيين كثيرا خاصة أن مطالبهم بجلب الرئيس السابق وزوجته ومحاسبتهما في تونس بقيت إلى حد اليوم دون نتيجة. إلا أن التشويق يبقى كبيرا لمعرفة رواية ليلى لما حدث في كواليس قصر قرطاج قبل سقوط نظام بن علي ومن الوارد أن يشكل صدوره حدثا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة .