تبحر ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مركب ملكي على نهر التيمز هذا الاحد على رأس عرض مائي ضخم يندرج في اطار الاحتفالات بيوبيلها الماسي ويعتبر من الاكبر في تاريخ لندن. ويشكل العرض الذي يشارك فيه اكثر من الف مركب من كل الاحجام والاشكال، ذورة الاحتفالات بمناسبة مرور ستين عاما على اعتلاء الملكة البالغة 86 عاما العرش والتي انطلقت السبت. ويطرح الحدث تحديا كبيرا للاجهزة الامنية اذ يتوقع ان يتابعه اكثر من مليون شخص على ضفتي التيمز. وهو اول عرض بهذا الحجم يشهده النهر اللندني منذ 1662. ومن المقرر اقامة اكثر من 9500 حفلة في شوارع البلاد الاحد ايضا. الا ان مصلحة الارصاد الجوية تتوقع هطول الامطار الاحد خلال العرض الذي ينطلق عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش ليستمر اربع ساعات. وكانت الاحتفالات بيوبيل الملكة الماسي التي تستمر اربعة ايام، انطلقت السبت مع حضور الملكة الشغوفة بالفروسية، سباق دربي ابسوم الشهير حيث استقبلت بحفاوة من قبل الحضور الذي لوح بالاعلام البريطانية. وقد حضرت الملكة السباق برفقة زوجها الامير فيليب البالغ التسعين وبعض افراد عائلتها. وقد عكس على واجهة قصر باكينغهام مساء السبت علم بريطاني ضخم فيما اضيء دولاب "لندن آي" الضخم على نهر التيمز بالوان العلم البريطاني. وتأتي هذه الاحتفالات في وقت تنعم فيه العائلة الملكية باكبر قدر من الشعبية منذ عقود وخصوصا الملكة التي هي ثاني عاهل بريطاني فقط يحتفل بيوبيله الماسي بعد الملكة فكيتوريا في العام 1897. ويعتبر العرض المائي الاحد الاكثر تعقيدا بين الاحتفالات المقررة ويشكل تمرينا ممتازا للاجراءات الامنية استعدادا لدورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها لندن اعتبارا من 27 جويلية . وسيبحر 19 مركبا للاجهزة الامنية الى جانب المراكب الاخرى للاشراف على الامن ومعالجة اي طارئ في حين سيكون 5500 شرطي وسبعة الاف متطوع على اهبة الاستعداد للتدخل. وسيصعد الى المركب الملكي المزين بالاحمر والذهبي الى جانب الملكة وزوجها، ولي العهد الامير تشارلز وزوجته كاميلا والامير وليام وزوجته كاثرين وشقيقه الامير هاري. وستسير المراكب على وقع موسيقى تراوح بين النشيد الوطني وانغام هندية من افلام بوليوود واغان من سلسلة افلام جيمس بوند وسيتم اغلاق سد التيمز لضمان ان تكون مياه النهر هادئة. وستتوقف حركة السير على سبعة من اصل 14 جسرا في لندن، سيمر اسطول المراكب تحتها. والاثنين تقام حفلة موسيقية كبيرة امام قصر باكينغهام بمشاركة اسماء بارزة مثل بول مكارتني قبل ان تختم الاحتفالات الثلاثاء بجولة للملكة في عربة مكشوفة تجرها جياد في شوارع لندن الرئيسية. وبعد فترة انهارت فيها شعبية العائلة الملكية خصوصا عند وفاة الاميرة ديانا العام 1997، بات افراد العائلة يتمتعون بشعبية كبيرة وقد ظهر استطلاع اخير للرأي ان 80 % من البريطانيين يؤيدون الابقاء على النظام الملكي. ومستوى الشعبية هذا يقارن بشعبية الملكة عند تتويجها في العام 1953. وقد اعتلت الملكة العرش في السادس من فبراير 1952 عند وفاة والدها الملك جورج السادس الا انها توجت رسميا ملكة في الثاني من جوان 1953.