احتضنت يوم السبت قاعة الموقار بالجزائر العاصمة سهرة فنية نشطها مجموعة من الفنانين على شرف عميد الاغنية السوفية عبد الله مناعي تقديرا لعطائه الفني.ويأتي هذا التكريم الذي رعته وزارة الثقافة بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والاعلام عرفانا لما قدمه الفنان القدير للأغنية السوفية والجزائرية عموما ومساهمته في اثراء الرصيد الثقافي العميق الذي تزخر به منطقة وادي سوف. وشهد الحفل حضور وجوه فاعلة في المشهد الفني والثقافي -الجزائري على غرار الممثلة بهية راشدي والفنان محمد فؤاد ومان. واستهلت الأمسية التي عرفت حضورا قويا لمحبي الاغنية السوفية بوقفة ترحمية على روح الممثل رشيد فارس الذي وافته المنية في 20 جوان الجاري ليرفع بعد ذلك الستار لتستلم فرقة موسيقية من وادي سوف الركح بقيادة لمين ديا بتأديته معزوفات غنائية من التراث الغنائي الخاص بمنطقة وادي سوف. وتم عقب ذلك عرض فيلم وثائقي مدته 15 د تناول مسيرة ومشوار عبد الله مناعي الفنية. ونشط بقية فقرات الحفل نخبة من المطربين أمثال حورية صوالح وعبد الرحمن الغزال ومحمد الخامس زغدي الذين أبدعوا في أداء أغاني منتقاة من سجل مناعي حيث أطربوا جمهور قاعة الموقار الذي ظل يردد مقاطع من الاغاني منها "يا بنت العرجون" و "يا غنية" و يا اللي تحبونا". وكانت المفاجئة كبيرة عندما اعتلى عبد الله مناعي المعروف ب"خفة دمه " المنصة ليقدم في وصلات ارتجالية مرفوقا بمزماره ما جادت به قريحته من الأغاني السوفية التي كونت شعبيته. وأسر مناعي قلوب جمهور قاعة الموقار بصوته الشجي حيث أبدع بغنائه للمرأة و عن الرجولة وللوطن. كما أبهر المناعي بعبائته السوفية رفقة الملحن محمد بوليفة و الفنان محمد ومان جمهور قاعة الموقار الذي تجاوب مع الاغاني بالرقص و الزغاريد والتصفيقات. واختتمت السهرة بتقديم وزيرة الثقافة خليدة تومي شهادة تقديرية هدية رمزية لعبد الله مناعي. عبد الله مناعي من مواليد 1941 بمدينة الالف قبة (وادي سوف) وعرفت هذه الفترة هزات الحرب العالمية الثانية وقد كانت الجزائر تعاني وقتها من ويلات الفقر انتقلت أسرته الى تونس ولم يشعر مناعي بالاغتراب بل اندفع للاغتراف من الفن والثقافة التونسية وجمع حينها بين الثقافتين الجزائريةوالتونسية ما انعكس على انتاجه الفني فيما بعد. في 1955 فقد والده واشتغل من أجل اعالة عائلته لكنه لم يترك حبه للغناء جانبا فالبرغم من سفره الى فرنسا سنة 1955 فانه شارك في العديد من الحفلات التي كانت تنظمها الودادية الجزائرية بأوروبا. عاد الى الجزائر سنة 1970 وشارك مع العديد من الفرق الموسيقية وراح يغني التراث المحلي والاغاني التونسية والليبية أحيانا بحكم أن مدينة الوادي نقطة تقاطع بين تونس وليبيا. وتعتبر سنة 1976 السنة التي سطع فيها نجم الفنان فمن خلال التلفزيون ظهر مناعي بمزماره وعبائته يصدح بألوان الغناء السوفي الذي لم يكن معروفا لدى معظم الجزائريين. و من أشهر أغاني عبد الله مناعي التي يؤديها كثيرا في الحفلات الكبرى ومثل بها الجزائر في المحافل الدولية "يا بنت العرجون" و "يا اللي تحبونا" وصباح يربح على عشية".