يتخبط المئات من المواطنين العائدين من البقاع المقدسة بعد أدائهم لمناسك العمرة في شهر رمضان الفضيل في ظروف كارثية وبعد تخبطهم في مشاكل جمة منها وضعية أماكن الإيواء و بعدها عن الحرم وانعدام الخدمات و الرعاية من قبل بعض الوكالات السياحية التي تحوز على شبكة من السماسرة من يتاجرون بالعمرة و يجعلون من المعتمرين قطعان بشرية تدفع و لا تسأل تتعب و لا تندد. سجينة أباطرة الفيزا وملء الفاليزا بالأورو والذهب المغشوش ولا يمهم أمر زبائنهم و لا ظروف إقامتهم عدد من الوكالات السياحية المعتمدة تفتقد للمهنية و تختزل مهمتها في توفير وسيلة النقل برا أو جوا و أحيانا بحرا و إسكان الوافدين في أماكن غالبا ما لا تنال رضاهم وخداعهم بكلام معسول عن فنادق قرب الحرمين وعن مرشدين ومرشدات و مرافقين للطواف بالشيوخ والعجائز وخدمات متميزة للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة عن فرق طبية و إرشادية دينية وعود وعهود لجلب اكبر عدد من الزبائن و اصطياد مزيد من الغنائم البشرية و التي تصدق و بكل براءة ما تسمعه من أصحاب أشباه الوكالات و من بعض المرفقين من البزناسية ممن يظهرون الالتزام و التدين بلحاهم الطويلة وقمصانهم القصيرة و يخاطبون زبائنهم بلغة التقوى و البحث عن الثواب وعن تكفل تام بهم بالبقاع المقدسة . كلام جذاب و إشهار كذاب لكن بعد دفع الأجرة و التوجه لأداء العمرة تتغير النغمة لينهض العديد من المعتمرين عن واقع اليم و صور مؤثرة لمسلسل عنوانه * يوميات معتمر بائس * .تجار الأحلام يفسدون العمرة و لا يخافون من دعوة شيخ معتمر مظلوم موجود بمكة و محروم من زيارة الكعبة مسجون بين جدران المرقد و لا حول و لا قوة له بسبب بعد المسافة و حالته الصحية وغياب أصحاب الخدمات المزعومة و بعد دفع الأجرة لا احد يبحث عن الأجر أو الثواب و كل مهتم بنفسه ..شتان بين معتكف عابد يستغل فترة تواجده بالبقاع المقدسة والإكثار من الصلوات و قيام الليل وسمسار منافق يجعل من العمرة رحلة سياحية للبزنسة أو تاجر مهاجر لا يكلف نفسه حتى الصلاة بالمحرم المكي يقضي ايامه بين اسواق الجمالة بجدة و مغازاتها الرفيعة ولا يعني له عبق المكان و سحره أي شيء له أسواقه و مشترياته و لا يفكر إلا في ما ستدر عليه سلعته من فوائد. اللهم اغفر لنا إن أخطأنا.. ع.ع [email protected]