كشف مسؤول فلسطيني أن وفدين سويسري وفرنسي منتظران بمدينة رام الله بالضفة الغربية في الأسبوع الأخير من نوفمبر المقبل للشروع في التحقيق بظروف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال عبد الله البشير رئيس لجنة التحقيق الطبية في ظروف وفاة عرفات "إن الوفدين سيحققان بشكل مشترك وسيتعاونان في التحقيق وذلك بناء على طلب السلطة الفلسطينية". وأكد البشير أن التحضيرات والتجهيزات تتم الآن من قبل السلطة الفلسطينية لإتمام التحقيق وإجراء كل ما يلزم لحضور الوفدين مشددا على أنها على استعداد كامل لتقديم كل ما يلزم لفائدة هذا التحقيق. وأعلنت النيابة العامة بفرنسا في 18 من الشهر الماضي عن فتح تحقيق رسمي في وفاة عرفات نهاية العام 2004 بعد دعوى قضائية قدمتها أرملته سهى طالبت فيها بالتحقيق في احتمال أن يكون مات مسموما. وتجدد الجدل في ملف وفاة عرفات إثر تحقيق بثته قناة (الجزيرة) الفضائية الإخبارية في الثالث من الشهر الماضي عرض أدلة جديدة تشير إلى العثور على مستويات عالية من مادة (البولونيوم) المشع والسام في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات أجريت في معهد (رادي يشينفيزيكس) السويسري المتخصص. وأعلنت السلطة الفلسطينية في 4 سبتمبر الجاري أنها تلقت موافقة خطية من المعهد السويسري لإرسال وفد خبراء منه سيتولى فحص عينات من رفات عرفات. وقال اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات حينها إن تعقيدات ظهرت تتعلق بإمكانية التضارب بين عمل لجنة التحقيق الفرنسية ووفد خبراء المعهد السويسري. وذكر الطيراوي أن لجنة التحقيق الفرنسية طلبت أن يشمل عملها الجانبين الجنائي والطبي في القضية وتصر على أن لا يكون هناك طرفا آخر يجري تحقيقات في الملف مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة لتأمين موقف موحد بشأن سير عمل اللجنة الفرنسية والوفد السويسري ومنع أي تضارب بينهما. وتوفي عرفات في مستشفي (بيرسي) العسكري بباريس في 11 نوفمبر 2004 عن (75عاما) وسط ظروف غامضة بعد أن حاصرته إسرائيل في مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية لعدة سنوات.