أعلنت، نهاية الأسبوع الماضي، القائمة الطويلة للروايات المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية 2013، وتشتمل على 16 رواية صدرت خلال ال12 شهرا الماضية، وقد تم اختيارها من بين 133 رواية ينتمي كتابها إلى 15 دولة عربية، وتعالج أثر ال11 سبتمبر على حياة العرب المقيمين في أوروبا، والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والتحرر السياسي والجنسي، وقضايا الحريات. وينتمي كتاب القائمة الطويلة هذا العام إلى 9 دول عربية مختلفة، من بينهم كتاب كانوا قد سبق لهم الترشح على القوائم الطويلة والقصيرة في الدورات السابقة، منهم ربيع جابر وواسيني الأعرج وإبراهيم نصر الله ومحسن الرملي. والروايات المختارة للقائمة الطويلة هي: "يا مريم" لسنان أنطون و"حدائق الرئيس" لمحسن الرملي" (العراق)، "ملكوت هذه الأرض" لهدى بركات و"طيور الهوليداي ان" لربيع جابر و"سينالكول" لإلياس خوري، و"أنا، هي والأخريات" لجنى فواز الحسن (من لبنان)، "يافا تعد قهوة الصباح" لأنور حامد و"قناديل ملك الجليل" لإبراهيم نصر الله (فلسطين)، "أصابع لوليتا" لواسيني الأعرج و"حادي التيوس" لأمين الزاوي (الجزائر)، "سعادته السيد الوزير" لحسين الواد (تونس)، "سائق البامبو" لسعود السنعوسي (الكويت)، "مولانا" لإبراهيم عيسى و"تويا" لأشرف العشماوي و"رجوع الشيخ" محمد عبد النبي (من مصر)، و"القندس" لمحمد حسن علوان (السعودية). حادي التيوس.. صدرت الرواية عن منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم، تروي في 176 صفحة حكاية ثلاث أخوات شابات اعتنقن الإسلام بمسجد صغير في مدينة الغزوات الحدودية: "مارتين" اعتنقته بعد علاقة جنسية مع مسلم غريب كان اسمه محمد، بينما اعتنقته "كاترين" المثلية بعد ان تاثرت برابعة العدوية وشعرها، في حين اختارته "غابرييل" المازوشية لانها طالما تمنت غرفة حريم كتلك التي قرأت عنها في ما كتاب جلال الدين السيوطي "رشف الزلال من سحر الحلال".. وتتحول مارتين إلى فاطمة الزهراء، وكاترين إلى زينب، والأخت الصغرى إلى عائشة. تبدأ الرواية عندما تنشر جريدة "القروش" اليومية (جريدة تعتبر نفسها أكبر جريدة في أفريقيا والعالم العربي من حيث النشر والفضائح السياسية والاجتماعية) خبر اعتناق ثلاث أخوات شقراوات من فرنسا الاسلام، ورغبتهن في الزواج من رجال جزائريين على الطريقة الإسلامية، مع صورهن،. وأثار الخبر اهالي المنطقة التي نحرها الارهاب في سنوات عدة ف"جاءوا أيضاً من جميع الأحياء العشوائية التي تحوط بالمدينة ومن القرى المجاورة ومن المداشر زحفوا، أو شحنوا كقطعان الماشية في شاحنات نقل البضائع والأغنام، لا شيء على ألسنتهم سوى:... ثلاث أخوات شقراوات روميات بعيون خضر أو زرق".. حتى الرجل الذي أشرف على دخول الشقراوات الإسلام يقول: «أنا الآخر كغيري... أردت أن أجرب حظي علّني أنال نصيبي..". ويتطرق الروائي الى ماضي الشقراوات الثلاث مارتين وكاترين وغابرييل، وعلاقتهن بالثقافة الإسلامية التي أثارتها فيهن زيارات الوالد الى البلدان الاسلامية والعربية، والكتب التي جلبها معه. تلتقي الفتيات بمرشدهن الديني: انه حاصل على شهادة ليسانس في اللغة الانكليزية، راسل لفترة مذيعة بريطانية كان يعجبه صوتها في إذاعة اجنبية، ثم رحل الى أفغانستان لقتل الشاه مسعود. ويجرب شاب يعرف باسم "عشيق عبلة" حظه معهن: لقد دفعته ظروفه القاسية الى العمل لدى إرهابيين في بيع الحشيش مقابل المال. يهرب الى خالته بعد مقتل حبيبته، فتغتال خالته ايضا، ولم يعد الى المنطقة الى ان قتل الارهابي الذي أتى على ارواح أحبته، ويحلم بحياة اخرى مع احدى هؤلاء الفتيات الاروبيات.. كتب عنها الاديب بشير مفتي: "ولنقل إنها روايات في رواية واحدة مضغوطة بعض الشيء، مع أنها كانت رحبة وواسعة، لكنّ خيط سردها مرسوم بعناية، وحبكتها مضبوطة بدقة متناهية، وسردها شاعري تارة ومباشر تارة أخرى وهي ك "ألف ليلة وليلة"، حكاية في حكايات، والداخل للنص لن يخرج منه سالما، فالتخيل عنيف والكذب مباح والكتاب جنوح عن الخط المستقيم الذي يقبل غواية الفتنة وعنف متخيل الرغبة". أصابع لوليتا وجد يونس مارينا شاهدا نفسه بين محنتين: محرقة القرون الوسطى ومحاكم التفتيش المقدس. وتعيش لوليتا انكسارات عشقية تؤدي بها إلى رفض الذات والجسد الذي تسابقت عليه أشهر دور عرض الأزياء، ودوخ يونس مارينا. جمعت لوليتا معلومات كثيرة عن يونس مارينا، فقد تم استخدامها للإيقاع ببطل الرواية، ثم فاجأته يوما بأدق التفاصيل عن حياته الماضية والحاضرة في اتصال هاتفي. طوال مساحة كبيرة من الرواية لم يعرف البطل ما تريده منه لوليتا، التي منحته الكثير من وقتها وعواطفها وجسدها.. "كل ما حدث مر بسرعة..فجأة تحولت فرانكفورت، في ذلك الربيع المدهش، إلى ورق معطر وكتب وأغلفة ملونة، وأوراق دعاية جميلة. كنت أوقع روايتي الأخيرة: الحافة، في معرض الكتاب، بجانبي مترجمتي إلي الألمانية. من حين لآخر نتبادل نكتا باردة قبل أن تسخن مع بداية نزول الظلمة، ومطر مارس الدافئ والمفاجئ. طلبت من الناشرة أن تلملم ما تبقي من نسخ، واستعدينا للنزول إلي نزل مارتيم الذي كنت أقيم فيه، وشرب بيرة أو كأس روم يعيد بعضا من حنين اللحظة، وحرارة الجسد المنكسر". "فجأة خرجت من بين الجموع المتراصة التي تتهيأ للمغادرة، وكأنها شخصية سينمائية أو خرجت من بين أوراق كتاب مفقود. لم تكن تحمل في يدها سوي زهرة واحدة لونها غريب، أراه للمرة الأولي. لون بنفسجي. وردة بنفسجية؟ ظننتها متجهة لشخص ورائي، ولكن لم تكن ورائي إلا ستائر الدعاية التي كان يغلب عليها اللون الأحمر. لمحت ابتسامتها العريضة من بعيد، مشرقة، وضحكتها مشعة بأسنان لا يوجد بها أي انكسار أو اعوجاج. كأنها خرجت للتو من مجلة يلمع بريقها من بعيد. وضعت الزهرة علي الطاولة وقالت: هل تسمح؟ لم تنتظر إجابتي. قبلت يدي. ثم وضعت الزهرة في كفي. ضحكت قليلا. وأنا أتساءل هل هذه عادة الألمان؟".. ليكتشف بطل رواية (اصابع لوليتا) بعد ذلك كم كانت لوليتا امرأة أخرى، يقول واسيني في بعض مقاطعها: - غريب؟ هل التقينا قبل الآن؟ لست غريبة؟ وجهك... حاولت أن أتذكر ولكني لم أفلح. قسماتها كانت بصفاء مدهش. في اللحظة التي سحبت فيها قلمي للتوقيع علي الرواية، تراجعت قليلا علي الوراء محتضنة الرواية كما في المرة الأولي: - لا. قلت لك هذه روايتي. ليس الآن. أريد أن يكون إهدائي خاصا. خبأت دهشتي بصعوبة. - طيب. يمكنني طبعا أن أوقعه الآن وأجد لك الكلمات المناسبة. ولكنها تشبثت بالكتاب نفسه كمن يقبض علي شيء يخاف أن يضيع منه: بعد تفجير لوليتا نفسها يعتقد مارينا أن الخطر قد زال، الى ان سمع يوما طرقا على الباب وشخصا يناديه اسمه الحقيقي: "افتح الباب يا حميد السويرتي" فيقتنع "لأول مرة بأن للموت رائحة ليست ككل الروائح". ---- منقول عن مجلة اصوات الشمال