ورد اسما الأديبين الجزائريين واسيني الأعرج وأمين الزاوي ضمن القائمة الأولية التي رشحتها لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة “بوكر” 2013 لنيل هذه الجائزة الأدبية السنوية، وتضم هذا اللائحة 16 رواية تم اختيارها من بين 133 رواية نشرت خلال السنة الجارية. يعود واسيني الأعرج للمنافسة على الجائزة الذي كان أحد المرشحين لنيلها عام 2011، وهذه المرة عبر روايته الأخيرة “أصابع لوليتا” الصادرة عن “دار الآداب”، والتي يغوص من خلالها في العديد من القضايا والإشكاليات المتعلقة بمفهوم الحب وعلاقاتنا بمن نحبهم، فموضوع الرواية يتمحور حول علاقة فتاة لم تتجاوز العشرين سنة، برجل ستيني يعيش في منفى وعزلة فرضتها عليه آراؤه السياسية التي جعلته يعيش كلاجئ سياسي في وطن غير وطنه الأم، ويتعرف هناك على هذه الفتاة وتنشأ بينهما علاقة حب، حاولت فيها البطلة إخراجه من حالة العزلة وفقدان الأمل التي عانى منها طويلاً، قبل أن يكتشف في الأخير أن العلاقة لم تكن متعلقة بالحب. «أصابع لوليتا” تحمل كما من المشاعر الإنسانية، وتثير العديد من الهواجس حول مفهوم العديد من العلاقات التي تربط الناس فيما بينهم، وتناقش إشكالية القيمة الإنسانية للحب، وإن كان هذا الأخير يأخذ بفارق السن في مثل هذه العلاقات أم لا. أما أمين الزاوي فقد اختير ضمن القائمة الطويلة عن روايته الجديدة “حادي التيوس”، الصادرة عن “منشورات الاختلاف”، وتروي حكاية ثلاث أخوات شابات اعتنقن الإسلام بمسجد صغير في مدينة الغزوات الحدودية، دوافع اعتناقهن الإسلام مثيرة وملغمة، فالكبرى مارتين يعود سبب اعتناقها الإسلام ربما.. - هي غير متأكدة تماما - إلى علاقة جنسية مثيرة ومباغتة في قطار ليلي مع رجل لم يترك لها شيئا يدل عليه غير أن اسمه محمد، والثانية كاترين بسبب رابعة العدوية التي جعلتها على طريق الهداية، وغابرييل الأخت الثالثة فهي المازوشية التي تحب أن تتعذّب وتعذّب بالغيرة، طموحاتها الدينية غرفة حريم صورها لها جلال الدين السيوطي في كتابه “رشف الزلال من سحر الحلال” هذا الأخير الذي جعلها على محك الهداية. وبالعودة إلى الجائزة، فقد تميزت القائمة الطويلة لهذا العام بمشاركة الكويت للمرة الأولى باسم المؤلف الروائي سعود السنوسي، كما تضم القائمة اللبناني ربيع جابر الفائز بالجائزة نفسها العام الماضي عن روايته “دروز بلغراد”. وتختلف القائمة الأولية هذا العام عن القوائم السابقة للجائزة، بكونها تضم روايات تبتعد عن الخلفية التاريخية، حيث تتمحور غالبيتها على موضوعات معاصرة دارت في السنوات ال25 الماضية، كتأثير اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر على حياة العرب المقيمين في أوروبا والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والتحرر السياسي والجنسي وقضايا الحريات، وبينما طغى الربيع العربي على الروايات المقدمة من قبل الناشرين لجائزة هذا العام، لاحظ النقاد أن الموضوع يحتاج إلى بعض من الوقت للنضج. وتكونت لجنة التحكيم التي اختارت قائمة المرشحين الأولية، من خمسة حكام سيتم الإعلان عن أسمائهم في تونس يوم 9 جانفي 2013، الذي يتزامن مع الكشف عن اللائحة النهائية القصيرة من 6 روايات ستتنافس على الجائزة.