ينتظر أن تسجل الدورة الجديدة ل”جائزة البوكر الرواية العربية” منافسة شديدة بين مختلف الأعمال المرشحة، خصوصا أن النصوص التي صدرت في الفترة الأخيرة أو قبل انتهاء آجال الترشيحات في الثلاثين جوان 2012؛ حظيت باهتمام إعلامي ونقدي غير مسبوق، كان للروايات الجزائرية نصيب كبير منه. وإن كانت الرواية الجزائرية “سيئة الحظ” في “البوكر” التي لم تتوج بها في دوراتها السابقة رغم تمكنها من دخول سباق القائمتين الطويلة والقصيرة “سمير قسيمي، واسيني الأعرج، بشير مفتي”، فإن كثيرا من المتابعين يتوقعون “حضورا مميزا” لها هذا العام، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إشادة منسقة الجائزة “فلور مونتانار” بمستوى الرواية المغاربية عموما، والنصوص الجيّدة التي برزت في الفترة الأخيرة على غرار “أصابع لوليتا” و”الحالم” و”رماد الشرق” و”نادي الصنوبر” وروايتي أمين الزاوي “حادي التيوس” و”لها سر النحلة”، وذلك بعد “الحظوة” التي نالتها الرواية المشرقية، السعودية والمصرية خصوصا، إن تحدثنا عن الكاتب يوسف زيدان الذي توجت روايته “عزازيل” بالجائزة سنة 2009، وبهاء طاهر2008. واللافت هنا أيضا هو امتداح الكاتب المصري جمال الغيطاني، للرواية الجزائرية، حيث قال إنها تعرف نقلة نوعية أظهرت أسماء جديدة من طراز عال، وقد يفسر هذا الكلام من باب أن الجائزة قد تمنح لاسم جزائري هذا العام، خاصة أن المغرب العربي لا يشهد في هذا الموسم نصوصا أكثر قوة من النصوص الجزائرية. وضمن هذا الإطار، ينتظر ترشيح روايات جزائرية تصنع الحدث عربيا، وهي الأعمال التي لو تأكد ترشحها، فستملك حظوظا كبيرة لدخول القائمتين الطويلة “8 ديسمبر” والقصيرة “6 جانفي”، وافتكاك الجائزة أيضا، ويتعلق الأمر بكل من “حادي التيوس” أو “لها سر النحلة” لأمين الزاوي الصادرة عن منشورات “الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم”، وإن كان ترشح الزاوي مستبعدا على اعتبار موقفه من الجائزة الذي عبر عنه منذ سنتين، حيث اعتبرها “بترو دولارية”. وهناك أيضا نص “أصابع لوليتا” و”رماد الشرق” لواسيني الأعرج الصادرتين عن “دار الجمل” اللبنانية، وهو الاسم المرشح بقوة نظرا لموقعه في الرواية العربية وتكريسه كاسم من “العيار الثقيل”، إلى جانب رواية “الحالم” لسمير قسيمي الصادرة عن “منشورات الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم، ناشرون”، إذ حظي هذا العمل الذي وصفه كثيرون ب”المميز”، باهتمام نقدي كبير بالنظر إلى “الفلسفة الجديدة في العمل الروائي التي احتواها”. في السياق ذاته، عادت الرواية العربية هذا العام بمجموعة نصوص وصفت ب”الجيدة”، إذ أوضحت مصادر متابعة في تصريحات ل”البلاد” أنه تم ترشحها فعلا لجائزة “البوكر”، وهي “أنا عشقت” للروائي المصري محمد منسي قنديل و”ملكوت هذه الأرض” للبنانية هدى بركات و”طيور هوليداي إن” لمواطنها ربيع جابر الذي توج في الدورة السابقة، بالإضافة إلى كل من “قناديل ملك الجليل” لإبراهيم نصر الله من الأردن الذي سبق أن دخل القائمة القصيرة، و”أرض السودان أو رواية إيبولا” للسواداني أمير تاج السر، ووصل العام الماضي إلى نفس القائمة. ومن بين النصوص المرشحة أيضا رواية “غريب النهر” للأردني جمال ناجي و”حدائق الرئيس” للعراقي محسن الرملي الذي وصل إلى القائمة الطويلة، إلى جانب رواية “غريق المرايا” للأردني إلياس فركوح، و”سينالكو” للبناني إلياس خوري. والظاهر من خلال النصوص المرشحة، أن جائزة “البوكر” هذا العام ستكون الأقوى من حيث الأسماء المشاركة، وستسجل “مفاجآت كثيرة”. من ناحية أخرى، قالت منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية “فلور مونتانارو” في وقت سابق، إن الإعلان عن القائمة القصيرة للسنة الجارية سيتم في تونس، وذلك تكريما للرواية التونسية وانفتاحا للجائزة على الفضاء المغاربي في إطار الخروج من مركزية أنشطتها في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الجائزة تعد مشروعا ثقافيا مهما ورائدا. ونظمت جائزة “البوكر” لقاء على هامش معرض تونس الدولي للكتاب مؤخرا، بحضور “فلور مونتانارو” والروائي التونسي حبيب السالمي ورئيس اتحاد الناشرين التونسيين نوري عبيد، أحد المستشارين بالجائزة، وكان اللقاء مناسبة للتعريف بالجائزة في تونس وحث المبدعين والناشرين على المشاركة فيها بعد أن لوحظ ضعف كبير في المشاركة التونسية والمغاربية بوجه عام في الترشح إلى الجائزة.