وصل أمس منتخبنا الوطني إلى مدينة بريتوريا قادما من سان لامير في أجواء رائعة بعد الآداء المبهر أمام الإنجليز سهرة الجمعة مكنهم من اختطاف نقطة التعادل بجدارة واستحقاق أعادوا بها الأمل إلى العبور إلى الدور الثاني من كأس العالم. ومعلوم أن ساعة الحقيقة ستدق يوم الأربعاء زوالا حينما يلاقي محاربو الصحراء وكلهم ثقة المنتخب الأمريكي والهدف هو تحقيق الفوز وبفارق هدفين لضمان التأهل رسميا بغض النظر عن نتيجة لقاء إنجلترا وسلوفينيا، وهذا بعد أن استفاد اللاعبون من حصتين استرجاع وسيشرع المنتخب في التحضير الجدي اليوم بتعداد مكتمل. أكد مدرب الفريق الوطني لكرة القدم السيد رابح سعدان أمس الأحد في حديث لبعثة (وأج) إلى سان لامير ان الفريق الوطني عرف بالجزائر في العالم اثر الأداء الجيد أمام انجلترا. وقال سعدان في هذا الصدد أن "اكثر من 200 بلد في العالم شاهدوا المباراة أمام انجلترا و كل اقطار العالم تعرف الآن اين تقع الجزائر وما تستطيع فعله". * س: بعد خرجة غير موفقة أمام سلوفينيا تمكن المنتخب الوطني من استعادة قواه و أدى مقابلة في المستوى أمام انجلترا مما بعث بصيص الامل في تأهل تاريخي للجزائر إلى الدور الثاني. هل بامكانكم توضيح سر هذا الفريق؟ - ج : أولا يجب ان أضيف توضيحا وأؤكد اننا أدينا مقابلة جيدة أمام سلوفينيا ولولا اقصاء غزال لخرجنا بنتيجة جيدة وهذا هو تحليلي ورأي العديد من التقنيين الحاضرين في هذا المونديال. لقد سيطرنا على زمام المباراة في الشوط الأول ولا نستحق خسارة هذه المقابلة وقد استغربت لكوني عرضة للعديد من الانتقادات بطريقة غير عادلة حيث تم انكار كل ما قمنا به من أجل هذا الفريق الوطني لتأهيله للمونديال. أظن أن هناك شي ما وراء كل هذا. هناك مناورات كما حدث في كأس افريقيا للأمم وتأكد ذلك في كأس العالم. وهذا تحليلي، أظن ان القدرة الإلهية هي الأقوى لأن جوابي كان فوق الميدان. تعرضت لانتقادات لاذعة بعد المقابلة الودية أمام صربيا و كان ردي على المنتقدين ان ضربت موعدا لهم في كأس العالم وهو ما فعلته أمام انجلترا. وللعودة إلى السؤال أظن ان المباراة الثانية أكدت تقدم الفريق الوطني لقد أدينا مقابلة جيدة على كل الاصعدة وشرفنا كرة القدم الجزائرية والعربية والإفريقية وأنا فخور بهذا الانجاز. * س : ما هي الرسالة التي وجهتموها للاعبين قبل المباراة ضد انجلترا؟ - ج : نفس الرسالة التي وجهتها أمام سلوفينيا وهي التأكيد للاعبين بأنه بإمكانهم ان يكونوا احسن فبعد خمسة أيام من العمل الإضافي ستكونون في أحسن لياقتكم البدنية وعليكم استرجاع الثقة وأظهر الفريق ذلك أمام انجلترا. وتمكن اللاعبون المصابون من التعافي واسترجاع مستواهم بالرغم من وجود بعد الجوانب النفسية التي كان يتعين استكمالها. ولهذا تمكننا من تكوين دفاع متين و اللعب بطريقة جيدة. لقد لعبنا ببسالة. وهذه هي الرسالة التي وجهتها للاعبين بالتأكيد لهم على أنهم قادرين على أداء مقابلة في القمة. * س : هل تشعرون بالسعادة اثر هذا الأداء الذي بعث الأمل في المرور إلى الدور الثاني؟ - ج : أولا أنا سعيد لوجودي بجنوب افريقيا على رأس الفريق الوطني بعد غياب للجزائر دام 24 سنة عن هذه التظاهرة. حقيقة أنا أستمتع بهذا العرس الكروي القاري وعلى سبيل المثال فقد شاهد اكثر من 200 بلد في العالم المباراة أمام انجلترا وكل اقطار العالم تعرف الآن اين تقع الجزائر و ما تستطيع فعله. لقد تمكن الفريق الوطني من التعريف بالجزائر في العالم. وعلى صعيد آخر لعبنا في هذا الملعب الرائع بكاب تاون في جو حماسي رائع. هذه هي كرة القدم التي افضلها والتي تتميز بمهارات عالية حيث تحلى الفريقان بروح رياضية عالية سواء فوق الميدان أو بالمدرجات. أنا سعيد لكوني أتابع أحسن الفرق العالمية والتي تتقدم بخطوات عملاقة على غرار كوريا الشمالية. لم اكن اتوقع معايشة كأس عالم أخرى مع المنتخب الوطني الذي تمكن من استعادة قواه والتاريخ سيشهد على ذلك. * س : العديد من المختصين سيما مدربين معروفين عالميا على غرار اليكس فرغوسون و"القيصر" فرانز بيكمباور أشادوا بالفريق الجزائري لأدائه مباراة بطولية وكبح الفريق الانجليزي أحد المرشحين للفوز بالكأس. ما هو إحساسكم بسماعكم مثل هذه الآراء سيما وأنها تأتي من شخصيات كروية عالمية؟ - ج : أنا فخور بإشادة كبار المدربين والفضل يعود لهذا الفريق الذي اعطى كل ما يملك. لقد أكدت لهم بانهم قادرين على الارتقاء إلى أعلى المستويات. نفتقر للتجربة وبحاجة إلى استقرار اكثر لتحقيق مهارات مع الوقت والحفاظ على مستوى اللعب الذي وصلنا إليه. وهذا ما يجب التركيز عليه. ولهذا يجب ان نكون دائما متواضعين و نعمل اكثر لأن هذا ما يتطلبه الاحتراف. وحذار من الغرور أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية.